RSS

أفضل 10 أفلام لعام 2010

لطالما أعتقدت إن قياس الأعوام مدى طولها وقصرها لا يعتمد على حساب الأيام والأشهر وإلا لكانت كل الأعوام بطول بعض ولما قال أحد شعرت بهذه السنة طويلة وبتلك جرت كجري الريح .... حساب الزمن يعتمد دوماً برأيي على مدى العمل الممارس فيه على التغيرات والانجازات التي تحققها وتتابع الأمور فيه، قد تتذكر أعواماً مرت دون أن تحقق شيء وأعوام أخرى شعرت بها دهراً من شدة الأمور التي واجهتها ومررت بها، بالنسبة لي شخصياً كان عام 2010 الرائع من هذه الأعوام، ربما هو من أفضل السنين التي مررت بها بحياتي جربت بها كل شيء التخرج من الجامعة الاستقلال شبه الكلي عن الأهل ممارسة مهنة جديدة السفر الحياة كفترة وجيزة كعاطل عن العمل التعرف على أناس جدد رائعين وسيئين ومحاولة النظر للأمور من حولي بنظرة جديدة.
ورغم كل ما مررت به من أحداث ولكن بقيت استطيع العثور على الوقت لمشاهدة الأفلام بالأخص إن ذلك العام كان فعلاً من أفضل الأعوام سينمائياً على الإطلاق وأكثرها تنوعاً وجمالية، عام حوا على العديد من الأفلام السيئة وأخرى عديدة من التحف وكأنه لا يوجد حل وسط بين الروائع والإحباطات، هو عام الأحلام عام الألغاز عام الهواجس والهوس عام الريميك عام الجريمة عام التنانين عام الألعاب عام العائلات الغريبة عام السياسة عام البيئة المنحطة عام الإنجازات الضخمة عام الفيسبوك، فيلم خرج عن العالم الافتراضي ليدخل نفوسنا – نحن الشباب تحديداً - وينظر لهواجسنا وطموحاتنا وجوانبنا السوداوية مع بداية القرن الجديد ويا لها من صدفة موفقة لبداية العقد الجديد، وكما كان العقد القديم له هويته الخاصة في السينما الشعبية من خلال فيلم معين كأفلام المصارع وسلسلة الخواتم والرجل العنكبوت وكينغ كونغ وفارس الظلام وافتار في أعوامها فعام 2010 سيشار إليه كعام انسبشن الذي تجاوز به كريستوفر نولان مرحلة التأسيس لأسمه ليثبت إنه من المخرجين الكبار وهو الذي كان قبل عشر سنوات تماماً مخرج وكاتب مغمور يبحث عن تذكار له بين الكبار، وليس هو فقط بل أيضاً كان معه دارين ارنوفسكي والذي كان الناس قبل عشر سنوات قد بدءوا بترداد اسمه والآن مجاميع النقاد السينمائية تناقش ما يعرف بمدرسته وأسلوبيته الإخراجية في فيلمه المثير للجدل البجعة السوداء ، ولكن وجود تلك الأسماء الشابة مع بين أفليك الذي يثبت براعته الفائقة إخراجياً و ديفيد او راسل. الذي يعد بالكثير وسيقاتل لإثبات ذاته وإليخاندرو كونزاليس الذي عاد لأصوله المكسيكية و توم هوبر الذي يقتحم مع نظرته لعوالم السياسيين السينما بشكل ملوكي بعد أن ترأس التلفاز لم يتقاعد الكبار بسهولة فمارتن سكورسيزي مهما تحدثوا عنه يبقى سكورسيزي الكبير وأفلامه جزيرة مغلقة بمحيط السينما، و رومان بولانسكي لم تعيقه سنواته السبعين عن التكريم ولو إنه كان شبحاً بأغلب المهرجانات بسبب غيابه، عن آخر أفلامه والكوينز روائعهم لا تقف عند حدود معينة وجرأتهم الحقيقية جعلت من الغرب المفتوح مداهم الرحب هذا العام، وإيستوود يسابق الزمن ويحبس أنفاسه ليجرب أساليب جديدة ويناقش مواضيع جديدة بأسلوبيته المعتادة، وماذا عن سينما الأنيميشين لن استغرب إن جاء عام معين والاسماء العشرة المرشحة للأوسكار فيه جميعها أنيميشين.

بكل بساطة عام 2010 عام السينما، منذ بدايته كانت حمى الأفتار مهيمنة على الأجواء وسريعاً بدأ المخرجين بمحاولة مجارة عاصفة الـ 3D التي أحدثها فكان صراع الجبابرة من بطولة نجم أفتار سام وذريستون ومعه ليام نيسون ورالف فينز وكان فيلم أليس في بلاد العجائب لتيم بيرتن بطولة نجمه المفضل جوني ديب وزوجته هيلين بونان كارتر ولكن كلا الفيلمين لم يحققا شيء يذكر حالها حال جميع أفلام بداية العام ككتاب إيلاي لدينزل واشنطن المصر على أن يكون نجم أكشن وحافة الظلام العودة المنتظرة الفاشلة لميل غيبسون والمنطقة الخضراء لمات ديمون والإخراج لبول غرينغريس الذي لم يرق لأحد رغم أنني اعتقد إنه كان مذهلاً ، ولكن مع ذلك كان هناك استثناءات الكاتب الشبح لرومان بولانسكي وبيرس بروسنان و إيوان مكروغر بدأ باكراً بحصد الإعجاب مع مهرجان برلين السينمائي ثم اكتساح الأوسكار الأوروبي، وسكورسيزي عاد برائعة جديدة مع ليوناردو دي كابريو شتر ايلاند آثار وجهات نظر مختلفة ولكن اجمع الجميع على جودته مع اختلاف مستوى الجودة المقيم فيها، بينما فيلم الركلة لنيكولاس كيج عرف كيف ينجح رغم إنه لم يرضي الكثيرين في حين استطاع فيلم الأنيميشين كيف تدرب التنين أن يكون انجح أفلام بداية العام .
فصل الصيف افتتحه ريدلي السكوت مع نجمه المفضل راسل كرو ونجمة المرحلة كيت بلانشيت في روبين هود على أمل  أن يعيدوا فيه بريق المصارع ولكن الفيلم كان سيئاً جداً ليس مقارنة بالمصارع بل لأنه فعلاً سيء، بداية الصيف كانت مخيبة للآمال أكملها جاك غلينهال بفيلم أمير بلاد فارس و شريك الرابع ، الجزء الثاني من الجنس والمدينة يبدو بلا هدف وبلا أي آثر يذكر أما الرجل الحديدي الجزء الثاني فقد كان الشيء الوحيد المشرق من بداية الصيف رغم إنه ليس بمستوى الجزء الأول الرائع، وكذلك فإن برادلي كوبر استغل نجاحه في هانغأوفر بصورة خاطئة في فريق أ ، وويل سميث ابتعد عن التمثيل ليصنع لأبنه جايدا نجومية حين أنتج له فيلم الحركة فتى الكاراتيه من بطولته مع جاكي تشان ، وآدام ساندلار عالق بالكوميديا الاستهلاكية لا يريد النضوج واثبت فيلم (Grown up) ذلك .


لحسن الحظ الأمور بدأت تتحسن مع عرض الجزء الثالث المنتظر طويلاً من رائعة الأنيميشين حكاية لعبة ولكنها عادت لتسوء مع جوهان اكس والكارثة الفارس واليوم لتوم كروز و كاميرون دياز والإخراج لجيمس مانغولد بفيلم يبدو فيه كروز يوسع فيه مساحة نعشه الفني الذي بناه بحرص في السنوات السابقة، بينما أدريان برودي جعل فوزه بالأوسكار مصدر عار للجائزة العريقة ففيلميه سبلايس والمفترسون هما علامات ساطعة في سماء الفشل السينمائي .
يبدو إن الأجواء السينمائية الفاشلة سببت نزوع العديد من الممثلين عن الأفلام الروائية والاتجاه لسينما الأنيميشين فبراد بيت وويل فاريل و تينا فاي قدموا أصواتهم لفيلم ميغامايند و ستيف كاريل تألق في ديسبيكابيل مي، ولكن بعض المخرجين حافظوا على نقاء السينما في الصيف فالنولان مع دي كابريو وفريق لصوصيته (بيج واتانابي كوتيلارد ميرف) سرقوا أحلامنا وإعجابنا برائعتهم انسبشن فيلم اثبت به كريستوفر نولان إنه ليس مخرج التحفة بل مخرج التحف ميمنتو ثم الأرق ثم فارس الظلام والآن انسبشن أربع روائع في عشرة أعوام هل هناك مسيرة أفضل ؟ ولكن لم يكن نولان يسرق الأحلام لوحده فالمطلوب رقم واحد في عالم الأحلام فريدي عاد إلى شارع إلام لينشر كوابيسه مجدداً في ريميك جيد جداً للرائعة الكلاسيكية المرعبة التي أطلقت نجومية جوني ديب في الثمانينات .
في الصيف عادت جوليا روبيرتس إلى موقع نجوميتها ببطولة كاملة مجدداً في فيلم مقتبس عن رواية شهيرة بناءً على توصيتها ورغبتها (كل، صلي ، و قع في الحب) ولكنها لم تحافظ على مكانتها طويلاً عادت لتسقط مع سقوط الفيلم والعرش استقلت عليه لوحدها أنجلينا جولي كممثلة قادرة على أن تأثر بشركات الإنتاج لتصنع فيلمها المستقل وتقوم ببطولته وتنجح به وسولت كان علامة هيمنتها على هوليوود وليصبح فيلم الحركة الأنجح هذا العام رغم وجود جيش الأكشن في فريقين الأول المستهلكون (ستالون لاندغرين ستيثون جيت لي) و ماشيت (داني اريجو ستيفن سيغال جيسكا البا و المضحك المبكي أن روبيرت دي نيرو كان مشارك ثانوي فيه).

موسم الجوائز بدأ مع مهرجان فينيسيا ورغم المديح الهائل لفيلم دارين ارنوفسكي البجعة السوداء ولكن الفيلم الفائز كان مكان ما لسوفي كوبولا في اختيار عجيب من زوجها السابق رئيس لجنة التحكيم كوينتن تارانتينو، فيلم ديفيد فينشر الجديد سوشيال نتورك حطم التوقعات المبنية عليه ولقب باكراً بأفضل فيلم لعامه، وعاد منافسه على اوسكار 2008 داني بويل بفيلم جديد أشار العديد من النقاد على تفوقه على تحفته السابقة المليونير المتشرد وهو 127 ساعة مع جيمس فرانكو (هذا مخرج عاشق للأرقام سواء كانت أيام أو أوراق نقدية وعنوانين أفلامه الجديدة كلها أيام أو ساعات أو ملايين) بين أفليك يحاول أن يكون كلينت ايستوود أو سكورسيزي جديد أو ربما كلاهما معاً – ربما يريد أن يكون أورسن ويلز أو وودي ألين- بفيلمه الجديد المدينة مع نجم اوسكار العام الماضي جيرمي رينر، جيف بريدجز تعاون مجدداً مع الكوينز في إعادة صناعة فيلم جرأة حقيقة وشاركه بالبطولة مات ديمون الذي تعاون للمرة الثانية مع كلينت إيستوود في بريذافتر، كريستيال بيل قدم أداء مبهر مع مارك ولبيرغ وايمي ادامز في المقاتل ، وكولين فيرث يطرق باب الأوسكار مجدداً مع خطاب الملك ويبدو إن الأوسكار سينصت له، في حين إن شريكته بفيلمه السابق جوليان مور ما زالت عالقة مع مواضيع الشذوذ مع انيث بينغ و مارك رافيللو في الأطفال دوماً على صواب ونيكول كيدمان عادت لتثبت نفسها كممثلة متألقة في حفرة الأرنب وعادت ديزني للصدارة في صناعة سينما التحريك مع تانغليد وعاد بروس ويليس مع نوعيته المحببة في أحمر وعاد نيكلسون للتعاون مع مخرجه المفضل تشارلز لبروكس واستمرت سينما الاستعراض تهبط مع Burlesque وام نايت شاملان يتابع انحداره مع The Last Airbender  و روبيرت دوفال موجود كأخر ذكرى مضيئة من العرّاب بأدائه الخلاب في Get law
نهاية العام لم تخلو من احباطات فيلم المنشار الجديد فشل آخر يحطم سمعة فيلم الرعب الرائع والشيء الجيد الوحيد فيه ظهور تشستر بنغتون نجم فرقة لينكن بارك فيه بدور صغير، أوليفر ستون يتابع انحدار مسيرته مع الجزء الثاني من ول ستريت، راسل كرو تعرض لأزمة مهنية حقيقة بعد فشل فيلمه الجديد مع بول هيغس و الجزء الثاني من بارانورمال اكتفيتفي لم يحقق سمعة الجزء الأول، وما زالت تراجيديا بيلا وادوارد وجيكوب مستمرة مع الشفق في جزء ثالث بينما بدأ مسلسل هاري بوتر يشارف على نهايته مع الجزء الأول من الجزء الأخير، وبين ستيللر مع دي نيرو مستمران بتكرير نكات الجزء الأول المضحكة من الفيلم الرائع لقاء الأهل في الجزء الجديد الفاشل فوكر الصغير، ولكن الصدمة الحقيقية هذا العام كانت السائح للنجمين الأهم في هذه المرحلة جوني ديب و أنجلينا جولي .

Best 10 Movies



10
Beautiful

 الفيلم الرابع لأليخاندرو كونزاليس أناريتو والثاني له بهوية مكسيكية والأول له بدون كاتب السيناريو المبدع غاليرمو أريغا وبكتابته هو كاملاً مع الإسباني المتألق خافيير بارديم قصة مؤثرة جداً عن (انتون) سمسار العصابات وربّ العائلة القاسي وصاحب قدرة مخاطبة الأموات الذي يكتشف إنه مصاب بالسرطان وعلى وشك الموت لنراقب موقف ذلك الشخص الذي تعود التعامل مع الموت مع معرفته خبر قدومه منه وكيف أصبح يرى حياته بشكل آخر بعد أن كان مقتنعاً أن كل ما يقوم به هو صواب ولكنه أدرك الآن إنه خاطئ ويقرر أن يستغل الوقت المتبقي ليكفر عن ذنوبه بالأخص بالنسبة لأولاده ويحاول تأمين لهم بعض الذكريات العائلية الرائعة قبل رحيله بالأخص مع خوفه على مصيره عليهم مع عدم وجود أي بديل له في حياتهم، الفيلم اسمه (جمال) ورغم ذلك يصر كونزاليس على تقديم القبح بالأجواء بالديكورات بالشخصيات بالملابس متحرياً الجمال بالعلاقات الإنسانية والمشاعر بينهم بغض النظر عن جنسياتهم وينجح بإبراز الجمال الإنساني بصورة مؤثرة جداً وشفافة ومعه يقدم خافيير بارديم ذروة أداءاته على الإطلاق وأفضل أدوار مسيرته المشرقة وأفضل تمثيل منذ دي لويس 2007 أداء رفع الفيلم وتجاوزت ثغراته وأوصله وعبر عنه وجعلنا نعيش ونتعاطف مع ذلك الشخص الميت ونراقب انهياره واكتشافه لذاته بشكل يفصل به بارديم بين التمثيل والتقمص وينسينا أننا بعمل سينمائي، أداء لا يهدأ ولا يفتر طوال العمل أبداً ويستحق التقدير الذي ناله من جائزة كان والهتاف الذي حصل عليه وكان يستحق تكريم أكبر في المهرجانات الأمريكية.
9
How to train your Dragon ?

 عادت العام الماضي دريم وركز ، الشركة الرائدة بمجال الأنيميشين التي أنتجت منذ تسع سنين الرائعة شريك وعلقت عنده، عادت بعمل جديد آخر عن الأساطير وبأسلوبيتها المعتادة عالم خيالي يعيش بشروط وتقاليد ومعايير عالمنا الحالي بل حتى نفس اللهجة والتطلعات، عن عالم الفايكنغ الذي يعاني من خطر التنانين ومعدل الرجولة والقوة هو بقتلهم، زعيم القبيلة لديه ولد وحيد هيكوب البعيد عن صفات محارب الفايكنغ والجبان ذا العقل الذكي والعبقرية العلمية غير المفهومة من محيطه، ولكن مع تطلعات شاب مراهق وأماله بالارتقاء والاندماج يحاول أن يثبت نفسه لوالده باصطياد النوع الأخطر من  التنانين ولكنه لا يستطيع قلته بسبب تعاطفه معه والذي يفسره كجبن وبدل ذلك يعتني به ويربيه بالسر و يتعلم منه ويعلمه الكثير، الفيلم ذا بعد درامي ممتاز عن رحلة اكتشاف الذات والعثور على الشخصية لذلك الشاب المراهق وعن الآخر والنظر إليه بعين جديدة وهو شديد النضوج بمعالجة تلك المحاور ليس فقط بالنسبة كفيلم انيميشين بل كسينما بشكل عام وينجح بالموازنة مع جو المغامرات والدراما المؤثرة والتشويق والكوميدية ضمن صناعة فنية راقية جداً ومتقنة حتى إنك تشعر به كنسخة أنيميشين لرائعة جيمس كاميرون افتار.

8
True Grit

(القاتل يهرب حين لا يوجد من يطارده) هذا العمل فاجأني جداً للمستوى المتفوق الذي وصل إليه الكوينز في عملهما هذا على صعيد بناء الشخصيات والدراما يبتعدان عن الكوميديا التي صبغت العمل الأصلي سنوات ضوئية ليقدما قصة شديدة الدرامية والتأثير، ضمن إخلاص شديد جداً لكلاسيكية سينما الوسترن، في هذا العمل الذي يرويانه على لسان بطلة الرواية يتحدثان عن تلك الفتاة الصغيرة التي تقتحم عالم الغرب الأمريكي للثأر لوالدها ولإثبات ذاتها  وعن الشريف البدين السكير الذي وصل لأواخر العمر وأصبح يشعر بعدم منطقية ما قام به طول حياته بل إنه لا يختلف عن أي مجرم قابله وقبض عليه ويرضى بتلك المهمة ليس فقط من أجل المال بل ليقوم بشيء مهم وشريف بحياته الضائعة وليحمي تلك الفتاة الصغيرة وليثبت إنه ما زال قوياً ذا بأس كما كان أيام شبابه لم تأثر به ثقل السنوات وخلال تلك الرحلة بين فتاة صغيرة فقدت والدها ووالد بعيد عن عائلته تنشأ علاقة تعويض جيدة بين الشخصيتين، في العمل أداءات جيدة من جوش برولين ومات ديمون بينما يتألق كل من هالي سيتافيلد و جيف بريدجز بالفيلم، هالي التي يكفي مراقبتها وهي تتكلم والإنصات للهجتها وملاحظة انفعالاتها وتفاعلها في الدور لندرك عظمة الدور الذي قدمته، أما جيف بريدجز فقد تفوق على جون وين واثبت – كالكوينز - إن الأوسكار الذي ناله العام الماضي ليس ذروة الانجاز بل محطة بمسيرة رائعة أضاف إليها هذا الدور العظيم جداً الذي يقدم فيه قمة العبثية قمة الوحشية قمة الجموح وقمة العاطفة والحنان بنفس الوقت.

7
Black Swan

(الآن أنا كاملة) عمل دارين أرنوفسكي الرائع الخامس هو فعلاً أفضل إنجازاته الرجل يبترك لغة سينمائية جديدة بدراسة عوالم الهوس والانفصام والضغوط و الشهوة و السعي المفرط للنجاح والقسوة الإنسانية ونزاع الخير والشر داخل الإنسان، هو سريالي مرعب ثائر ولكنه محكم بكل جوانبه حتى اللحظة الأخيرة، عمل متكامل جداً ويكاد يخلو من الثغرات الحقيقية فكل شيء فيه كان بالقمة من سيناريو وفنيات وإخراج وذروة الهرم كانت ناتالي بورتمان في أفضل أداء بمسيرتها الحافلة بالأدوار الرائعة هناك شيء غير اعتيادي بأدائها ليس انخفاض الوزن وإتقان الباليه الاحترافي وحسب بل إيصال الإحساس بذلك العمق للمشاهد ، الضياع الانفصام الجنون الضيق من حصار الأم والفضول لاكتشاف نفسها على يد مدربها رغبتها اكتشاف الجانب الأسود بداخلها وخوفها من التضحية بالجانب الأبيض وقوعها التدريجي ضحية الجنون وشعورها بذلك وخوفها منه وعدم قدرتها وعدم رغبتها على منع نفسها أداء لا يهدأ ولا يفتر ولا يتوقف طول العمل لا يوازي فقط عظمة العمل بل يسموا فوقه ليكون إنجازاً عظيماً منفرداً .
6
Tangled

طوال العام الماضي كنت أبحث عن الفيلم الرومانسي المثالي في عام قدمت فيه أفلام ممتازة لمختلف الصنوف السينمائية وبمحض الصدفة جاء الامتياز لصالح فيلم الأنيميشين الخاص بشركة بديزني الرائدة المصرّة على العودة للساحة السينمائية ضمن وصفتها القديمة الناجحة أسطورة شعبية كلاسيكية ولكن مروية بتقنيات معاصرة وبأسلوبية حديثة جديدة، عمل رائع جداً عن الأميرة ذات الشعر الطويل السجينة ببرج عالي تحت حكم ساحرة تستغل قدرة شعرها الذهبي للحفاظ على شبابها حتى يأتي أميرها ليخلصها ويفك اللعنة ، ولكن الأمير لم يأتي لإنقاذها وهو بالأصل ليس أميراً وبازندل الأميرة السجينة ليست ضعيفة مستكينة بل فتاة تبحث عن ذاتها والتحرر من سطوة الساحرة التي تعتبرها أمها، وفي خط من الكوميديا الرقيقة المغامرات المشوقة الدراما المؤثرة الممتازة المتصاعدة باستمرار وقوة ضمن خط رومانسي رائع و صناعة بصرية راقية جداً تشعرك إن الرسوم على وشك أن تنبض بالحياة وتنقلب إلى أشكال حيّة وتخرج من الشاشة وبالمختصر تقدم ديزني عمل ينتمي لكلاسيكياتها الرائعة كالأميرة والوحش وعلاء الدين والأسد الملك .
5
Toy Story 3

هذا العمل هو الخاتمة التي فعلاً انتظرها عشاق الفيلم كل الشخصيات لها مساحتها المناسبة لتكون مؤثرة هذا ليس فقط فيلم وودي وباز كل الشخصيات هنا مهمة وفعالة ومؤثرة ثم مشاهد الختام شديدة العظمة شديد الشاعرية من أكثر المشاهد تحريكاً للقلب والدموع، هي اللحظات التي انتظرها عشاق السلسلة والتي توقعوا مشاهدتها حين يقدم أندي ألعابه للفتاة الصغيرة و يلعب بهم معها للمرة الأخيرة وتصوير تلك اللحظات بشكل شديد الشاعرية والتأثير وتقول بها بيكسار لجمهورها إن هذه نهاية حقبة هذا الفيلم مهداً إلى الجمهور الذي واكب نهوض هذا الاستديو وأعماله العظيمة، ربما أصبحوا أكبر بالسن، ربما لن يستطيعوا متابعة الأنيميشين كأيام الطفولة، هذا العمل هو فرصتهم الأخيرة لعيش أيام الطفولة ليستذكروها ليودعها ربما ولكن ذكرياتها ستبقى موجودة وذلك الأرث الذي خلفه جيلنا جيل الأطفال الأمس ستنقله بيكسار للأجيال القادمة التي سيكون لها لحظاتها الخاصة الجديدة مع سينما الأنيميشين الرائعة ولكن أشك إنه سيكون هناك فيلم بعظمة وجودة حكاية لعبة.
4
The King's Speech

(انظر إلي وتكلم كأنك تكلمني وكأنك تكلم صديق) أحد أعظم أفلام السير الذاتية السياسية التي شاهدتها يوماً، عمل توم هوبر السينمائي الملحمي هذا هو من النوعية التي تنتمي إليها أفلام الملكة وفروست نيكسون غوص عميق وراء حدث سياسي هام وتشريح نفسية شخصية سياسية بصورة إنسانية بحتة وبهذا العمل نجح هوبر بالتفوق على فيراريس و هاورد بإظهار الجانب الإنساني للشخصية السياسية بل حتى إنه أجبرنا على نسيان من هي والشعور به كإنسان حقيقي بشري بكل ما للبشرية من معنى، فيلمه الرائع هذا يروي قصة الصداقة المميزة بين الملك جورج السادس وطبيبه المعالج من اللعثمة، هو ليس فيلم سياسي بقدر ما هو فيلم إنساني نفسي بحت عن عقد ومخاوف الملك جورج وتجاوزها وعن صداقته مع طبيبه ولكنه يغوص بعمق نفسية ألبرت جورج الذي لم تكن اللعثمة سوى اختصار لمشاكل عديدة نفسية وطفولية يعاني منها يساعده صديقه وزوجته على تجاوزها على مدار السنين ليأخذ بيرتي موقعه كملك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بأكثر الأوقات خطورة مع اشتعال فتيل الحرب الكونية، ومع النص العظيم والإخراج المتمكن المبهر تأتي القيمة الحقيقية للعمل من أداءات نجومه الرئيسين فيه هيلين بونان كارتر وجيفري راش بقمة تألقهما ولكن لا شيء يوازي الإبداع الذي قدمه كولن فيرث في دور استحق عليه كل كلمة ثناء وجائزة نالها وربما أكثر من ذلك على الأداء العظيم الصعب الذي قدمه .
3
Social network


 (إذا اعتقدت إن الفتيات لن يحببنك لأنك عبقري فأنت مخطئ هن سيكرهنك لأنك وغد) عبارة تختم بها ربيكا أفضل افتتاحية سينمائية للعام الماضي ضمن أحد أعظم النصوص السينمائية في الفيلم الأنجح هذا العام عن استحقاق، ديفيد فينشر في فيلمه الثامن بمسيرته والثاني الذي يصل إلى الأوسكار هو أفضل إنجازاته منذ نادي القتال، عمل يوثق فيه ابتكار الفيسبوك والعالم الافتراضي المثالي الذي أوجده ولكنه يخرج من الشاشة ليدخل لا لنفسية فرانك زكنبرغ بل لنفسية جيل كامل في العقد الحالي، جيل العشرينات المتناقض الطموح القاسي الساعي لتقدير الذات والمعمي عليه من ثقته الزائدة بنفسه من خلال شخصية أنجح أفراد هذا الجيل ومن وراءه دراسة للمجتمعات الحديثه وتقاليدها ومعايريها ومحاولة النجاح فيها وبحث الإنسان عن ذاته وعن تقديره لنفسه وعن إنجازه في عالم لا يعترف إلا بالمميزين، هو يصنع عمل نفسي صعب مليء بالتشريح الرهيب للداخلية الإنسانية عن شخص لديه على الفيسبوك 500 مليون صديق ولكنه يعيش بقمة الوحدة عن شخص ابتكر موقع التواصل الاجتماعي الأهم ولكنه غير قادر عن إقامة أي اتصال حقيقي مع أحد، شخص يؤمن إنه لن يكون محبوباً ورائداً في العالم الحقيقي فأخترع عالم افتراضي يحكمه بشروطه الخاصة، ويدرس معه فينشر الهوس بالنجاح ثم الهوس بالحفاظ عليه إلى أين يمكن أن يصل بالإنسان، فينشر يصنع عمله هذا بشكل مشوق وسريع وصاخب وممتع بعيداً عن برودة وكآبة الأفلام المشابهة ويتجاوز محدودية الإمكانات والأجواء ليقدم صناعة بصرية بسيطة وراقية ويقدم كروائعه السابقة (سبعة ولعبة ونادي القتال) خاتمة سينمائية لا تنسى وفعلاً أعظم خاتمة للعام الماضي وإدارة مبهرة للممثلين الشباب فيه جيسي إيزنبرغ وأندرو غارفليد و جستن تمبرلك يقدمون أداءات عظيمة جداً في فيلم عظيم جداً .
2
Shutter Island

رغم كل ما قيل وكتب عن فيلم سكورسيزي الأخير ولكنني ما زلت على قناعتي إنه أحد روائعه الحقيقية ويتجاوز الكثير من أفلامه السابقة، قصة مبهرة في غاية الغموض والتشويق نوع جديد على سكورسيزي ولكنه أتقنه وكأنه معلم فيه يمزج بين غموض هيتشكوك وسريالية ديفيد لينش وصدمة فينشر وجنونه ونظريات كوبريك ولكن ضمن مشروعه الخاص، يجعلك تتساءل بالعمل عن حقيقتك وحقيقة العالم من حولك يجعلك ترى كل شيء بنظرة جديدة وتبحث عن الحقيقة بدقائق الأمور يطرح فكرة من الجنون نحن أم القابعين بالمشافي هل عالمنا فعلاً عالم عاقل وقد أصبح يتلقى معلوماته عن طريق شاشة مضيئة واخترع قنابل تدمر مدناً بحالها، بهذا العمل ليست القوة بالقصة الرئيسية رغم قوتها وإتقان صناعتها وتشويقها الحاد ولكن بالأمور الثانوية فيها عن التحول العالمي بعد الحرب الكونية عن تأثير تلك الحرب على نفوس الملايين من المحاربين الشباب المنتصرين عن عقدة الخوف الأمريكية عن جنون الحرب الباردة عن ارتداء النازية لقناع الديمقراطية الأمريكية، بهذا العمل يقدم سكورسيزي رمزية رائعة عن أمريكية وعن فساد نظامها الذي لا ييأس حتى يحطم الرجل الشريف أو يجعله يخنع، سكورسيزي قدم عملاً بصرياً رائعاً التصوير والمونتاج واستخدام الموسيقى وكانوا بالقمة والأداء التمثيلي في العمل كان فعلاً يستحق أن يكون أفضل أداء جماعي فدي كابريو باتقانه وتألقه المعهود ومعه مارك رافاييلو وبين كيزنلي وماكس فون سيدوا وميشيل ويليامز قدموا آداءات بغاية القوة والاتقان.
1
Inception


 حين يرى كوب مال واقفة إلى جانب لاو يقول له : (هل أخبرتك الحقيقة؟) فيرد عليه : (أي حقيقة إنك تحاول سرقتي أو إننا جميعاً نحلم) وحين توجه مال المسدس على آرثر لتهدده يقول لها كوب : (أنت تعلمين إنك لن تستفيدي شيء من قتله بالحلم لأنه سيستيقظ) فترد مال : (صحيح ولكنه سيشعر بالألم) وحين تعذبه يقوم كوب بقتل شريكه لإنقاذه ومعه ينهار كل العالم وبعد الاستيقاظ يبدأ بتعذيب لاو للحصول منه على معلومات وآثناء فرك وجهه بسجادة الغرفة يضحك لاو ويقول : (سجادة بيتي من الصوف وهذه من النايلون أي أننا لسنا بغرفتي مما يعني أننا ما زلنا نحلم) هذه هي افتتاحية انسبشن التأسيس للتحفة القادمة التي لم يتخيل أحد إنها ستكون بهذه الروعة حين أعيد تذكر الحوار أبهر بعدة أمور خيالية نولان المفرطة التي لم تترك ثغرة أسلوبيته الرائعة بالتمهيد لعالمه الخاص وإدخالنا فيه بالتدريج وتعريفنا على تفاصيله، الأحداث المخالفة للمألوف التي يقدمها كقتل البطل لشريكه لإنقاذه ومع متابعة العمل والحوار والتعمق بالنص والصورة من ورائها سنصدم أكثر بالعظمة والاتقان الذي قدمه نولان بأفضل أعماله .
قد يكون لهذا العمل مكانة خاصة عندي دون الجميع ربما لأنني يوم شاهدته للمرة الأولى في صالة السينما كان احتفالاً بتخرجي من الجامعة وربما لأنه الأول الذي يجمع بين أحد أفضل ممثلي ومخرجي اليوم كريستوفر نولان وليوناردو دي كابريو بالإضافة إلى مشاركة مبدعين من كافة الجنسيات الفرنسية ماريون كوتيلارد الصيني كين واتانابي الكندية ألين بيج الإنكليزي كيليان ميرف ومايكل مان والأهم إن هذا التعاون لم يأتي من فراغ وإن انتظاري لفيلم النولان الجديد بعد التحفة فارس الظلام لم يكن سداً بل على العكس قدم أحد التحف في النوعية المفضلة بالنسبة لي الخيال العلمي ، عمل متكامل بدون أي ثغرة على جميع الصعد الدراما الخيال التقنيات الأداء الابتكار التشويق، عمل ساحر بكل تفاصيله ودقائقه حتى أبسطها منذ اللحظة الأولى يجبرك على انتظار شيء لم تعتاده وكأفتار 2009 لن تشعر بمرور الوقت وأن تتابع الفن والثورة والابتكار والعظمة التي يقدمها نولان بكل لحظة قادمة وكأنه فعلاً أحد الأحلام الرائعة التي تتمنى أن لا تصحو منها أبداً.




0 التعليقات:

إرسال تعليق