RSS

أهم 10 أفلام في العقد 2010s


هذه ليست قائمة مفضلاتي الخاصة (رغم إن أغلبها موجود) هي قائمة بأهم 10 أفلام بالعقد الماضي التي جمعت الثناء النقدي والجماهيرية والجوائز الكبرى، هي الأفلام التي ستبقى من وجهة نظري رمزاً لهذه الحقبة، طبعاً هي لن ترضي الجميع لأن عدد 10 لا يرضي أحد وأنا شخصياً شعرت بالتردد تجاه إضافة أو عزل بعض الأفلام وانتهيت إلى قائمة أرضتني بنسبة كبيرة (الترتيب حسب العام) :

-1-
Social Network – 2010


آثار فيلم ديفيد فينشر هذا حين عرضه ضجة واسعة كونه تجاوز مفهوم السيرة الذاتية التقليدي ليصبح سيرة مجتمعية فيها شيء من دراسة لشباب القرن الواحد والعشرين والتغييرات المجتمعية في القرن المعاصر، البعض اعتبره فيلم عن التغييرات العظمة بمستوى المواطن كين والطيار وسيكون هناك دماء، فيلم يمزج الدراسة النفسية المعمقة لشخصياته المركبة بدراسة للتغييرات التي طرأت على المجتمع في زمن معين، وراء قصة ابتكار الفيسبوك قصة عن شخصية لا تشعر بالتقدير المجتمعي تعيش حالة من عدم القبول جنسياً و طبقياً بسبب قوانين صارمة لا تكفي فيها العبقرية وتنشد المثالية جسدياً ومادياً واجتماعياً، يبدأ بابتكار الفيسبوك كانتقام من شابين يمثلان ذلك الكمال المجتمعي أو النخبة، وينتقل إلى فكرة ابتكار ناديه الخاص حيث الجميع فيه من النخبة، أشبه بمجتمع أو عالم مصغر هو الرّب فيه، ليقدم الفيلم دراسة عظيمة لطموح الإنسان المجنون نحو العظمة ونضاله ليصل لها ثم كفاحه ليحافظ عليها وعن الأشياء التي يخسرها بالطريق، فيلم عن جيل يعاني أزمة هوية ومن هوس بالمظاهر ومن سعار جنسي، جيل لديه طموحات لا حدود لها ومتحصل على إمكانيات لا يعرف كيف يتحكم بها ويعاني من أنانية وفردانية لا تعرف المهادنة تجعله وحش في سبيل تحقيق أحلامه، ومهما حقق من أهداف يبقى هناك شيء لن يستطيع الوصول له، شيء لا يمكن أن يحصل عليه ويشتريه بالمال، الفيلم نال أربع جوائز غولدن غلوب وثلاث جوائز أوسكار كأفضل سيناريو ومونتاج وموسيقى.

-2-
A Separation- 2011


عرف العالم الإيراني أصغر فرهادي من خلال About Ally  ولكن (انفصال) 2011 هو من جعله من نخبة المخرجين اليوم، الفيلم الذي جاء تتويجاً لجهود أجيال من المخرجين الإيرانيين على مدى ثلاث عقود حقق ما لم يحققه أحد قبله بنيله دب برلين الذهبي ثم أوسكار أفضل فيلم أجنبي وأضاف فرهادي بعد خمس سنوات أوسكاراً ثانياً لإيران عن البائع الجوال، الفيلم حقق شعبية ومديح عالي نقدي وجماهيري بقدرته على تقديم النزاعات البسيطة للناس العاديين وصنع إثارة عالية من خلال الحوادث اليومية البسيطة الاعتيادية، وقدم من خلاله فرهادي أسلوبيته الخاصة القائمة على أعلى مستويات التفاعل بين المشاهد والعمل بجعل الحدث دوماً منقوصاً دافعاً المشاهد للتفكير والتحليل والبحث عن تتمة للحدث، جاعلاً التركيز ينصب على ما يجري خارج الكادر لا على ما يحصل داخله، مع قدرته الخاصة بتقديم نقد مجتمعي خفي وناعم وحاد كالشفرة، هذا الفيلم مهتم بالدرجة الأولى بحالة النفاق المجتمعي، بالهوس الخاص بالظهور بقمة الفضيلة والمثالية أمام الآخرين لدرجة تفريغ تلك الصفات من مضمونها وتصبح السمعة هي الأهم من الحقيقة، نرى الشخصيات ترتكب كل ما هو شائن لتبقى في دائرة الفضيلة، تكذب لتحافظ على سمعتها بأنها صادقة ولو أضاعت الحقيقة .

-3-
The Tree Of Life – 2011


خلال حوالي خمسة عشر سنة قدم الأسطورة تيرانس مالك ثلاث أعمال فقط بعد انقطاع عشرين سنة عن الإخراج، الأول ملحمة حربية خيط أحمر رفيع الحائز على دب برلين 1998، والآخير هو الملحمة الروحانية الوجودية شجرة الحياة الفائز بسعفة كان والمرشح لثلاث جوائز أوسكار، فيلم يمثل ذروة إنجازات مالك ومشروعه عن عودة الإنسان إلى الروحانيات والتواصل مع جذوره في الطبيعة ونبذ المادية والشكلية، يلاحق حياة مهندس على التوازي بين طفولته في ريف تكساس مع عائلة صغيرة، ورحلته بعد رشده في المدينة، مصوراً حالة من الكآبة والضياع الإنسانية مع انقطاع الإنسان عن جذوره، ومن خلال قسم الريف يقدم تآريخاً لنشأة الإنسان وعلاقته مع الطبيعة من خلال والديه، الأب الصارم والأم الحنون ودورهما المتكامل في بناء شخصية الإنسان التي نلاحقها بمختلف أطوارها من الولادة إلى النضج ضمن تتابع إخراجي ونصي عظيم مشبع بالروحانية يكاد يكون شعر أو صلاة سينمائية، يتحول إلى رحلة تطهير ذاتية نفسية بالأخص مع مشهد الختام الفردوسي العظيم حيث كل المعاناة ستنتهي مع انتهاء رحلتنا في الحياة، الفيلم انتجه وقام ببطولته براد بيت إلى جانب شون بين، ومعهما جيسكا تشاستين في الدور التي اطلق نجوميتها وحولها إلى أحد أهم ممثلات اليوم، العمل كسر عزلة مالك الفنية واتجه بعده إلى مرحلة من كثافة الإنتاج ولكن ضعيف المستوى مقارنة بسابق أعماله باستثناء (حياة خفية) 2019 .

-4-
Once Upon A Time in Anatolia – 2011



التركي نوري بيجلان هو صانع الأفلام الأهم للعقد الماضي من وجهة نظري، أشبه بكيشلوفسكي في التسعينات و هانيكه بداية القرن، الرجل هو ربما الوحيد الذي يمكن أن نعده استمرارية لبيرغمان و تاركوفسكي وهو لم يخفي أبداً تأثره بهما، هو ربما الوحيد الذي يصنع أفلام تشبه من سبقوه من المعلمين السينمائيين الطليان واليابانيين والإيرانيين، اقتحم العالمية من المحلية المفرطة، وحول الهموم البسيطة للبيئة الريفية إلى هموم إنسانية عامة، بيجلان له علاقة خاصة مع الريف مختلفة عن علاقة غيره من المخرجين مع بيئته، هو بعيد تماماً عن الحنين أو التصالح، ناقم على هذه البيئة ويهاجمها ويهاجم شخوصها بعنف أحياناً، ليس من باب التعالي بل من باب التوعية إلى أخطاء وثغرات وسلبيات لا يجوز أن يتم تلطيفها أو التجاوز عنها باسم الحنين، يقدم مشاكل الريف وشخصياته بهدوء شديد ولكن بنفس الوقت هناك دوماً خط قصصي مثير لفضول المشاهد ويجبره أن يتابعه للنهاية رغم كل ما يحمله فيلمه من هدوء، فيلمه هذا هو ربما أفضل أعماله، فيلم يختصر كل مذهب جيلان وأسلوبه، قصة جريمة وتحقيق تكشف الكثير من تناقضات البيئة الريفية ومشاكل الشخصيات المرسومة بطريقة إنسانية بعيدة حتى أعمق تفاصيلها، وفي عمق الفيلم هناك دراسة لمجتمع متخبط وأزمة هوية مع مورثه المزيج بين شرق وغرب ومستقبله الطامح لدخول المنظومة الأوروبية وتعاميه عن عشرات المشاكل الداخلية التي تؤرقه، نال الفيلم جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان اتبعه بعد ثلاث أعوام برائعته بيات شتوي الحائز على سعفة أفضل فيلم في كان أيضاً وقدم بعدها بأربع أعوام فيلمه العظيم المتعب شجرة الكمثرى البرية.  

-5-
The Master– 2012


حين عرض فيلم بول توماس أندرسون هذا في مهرجان فينيسيا آثار جدلاً واسعاً مصحوباً بموجة صاخبة من المديح، رئيس اللجنة الأمريكي مايكل مان أراد منحه أكثر من جائزة إلى جانب الأسد الذهبي ولكن قوانين المهرجان حالت دون ذلك فمنحه جائزة لجنة التحكيم (الأسد الفضي) والتمثيل مناصفة بين واكين فونيكس والراحل فيليب سيمور هوفمان، والإخراج ليصبح بول توماس أكثر مخرج أمريكي معاصر ينال تكريمات من مهرجانات دولية (برلين عن ماغنوليا، جائزة الإخراج في كان عن بونش درينك لوف، الأسد الفضي والإخراج عن ماستر)، حين عرض الفيلم في أمريكا آثار موجة جديدة من الصخب والجدل، أندرسون الذي أعلن حين بدأ مشروعه أنه سيكون سيرة مواربة لمؤسس المذهب السنتولجي، ابتعد عن هذا الخط وتحول إلى ثانوي ولم يرضى أتباع المذهب بتصوير ملهمهم كمنافق وخاضع جنسياً لزوجته، أندرسون ركز على شخصية جندي أمريكي مضطرب نفسياً والذي يتحول إلى فآر تجارب لدى داعية روحاني منافق، وقدم معالجة عظيمة للشخصية ومعالجة لا تقل أهمية لشخصية الداعية المنافق، وتقديم جريء لعوالم الدعوات الخفية ونسج علاقة معقدة جداً بين المعلم والتلميذ فيها الكثير من الوصولية والاستغلالية المتبادلة، التلميذ الذي يبحث عن انتماء والمعلم الذي يبحث عن مشروع ونصر، ومعالجة قوية لشخصية الليدي ماكبث، الفيلم مصنوع بصرياً على أعلى صورة ومصحوب بإدارة تمثيلية انتجت أداءات استثنائية بالذروة ورغم كل الحرب التي تعرض لها الفيلم فلم يستطيعوا حرمان ممثليه الثلاث (فونيكس وهوفمان وآدامز) من نيل ترشيحات أوسكارية.

-6-
Amour – 2012


الفيلم الذي أكسب النمساوي ميشيل هانيكه سعفته الثانية من كان بعد أربع سنوات على الأولى وأضاف عليها أوسكار أفضل فيلم أجنبي من أصل خمس ترشيحات، تحفة هانيكه هذه يعتبرها البعض أهم ما قدمه في مسيرته الذهبية، يعالج مفهوم (الحب) بأكثر الطرق تطرفاً إنسانياً وسينمائية، يقوم بما اعتاده الجمهور منه بتجريد عمله من جميع المؤثرات العاطفية وجعله حياة يومية بسيطة بكل برودتها وروتينيتها، مقدماً الحب والعلاقة بين الشريكين وهي تواجه تحديها الأخير مع دنو الموت، يعطي للحب طرق أخرى بالتعبير متمثلة بالاعتناء والاهتمام اليومي في لحظات المرض، نعيش مآساة عاطفية على صعيد المرآة التي تفقد ذاكرتها وماضيها وواقعها والرجل الذي يراقب محبوبته وهي تختفي أمامه وتتحول إلى شبح لإمرأة كان يحبها وتكشف وجهً أخر مرعب كان يخفيه وربما لم يدري بوجوده.
وراء الحب والاهتمام هناك خط درامي شديد السوداوية عن رجل اعتاد طوال حياته أن يعيش في ظل زوجته الناجحة وفي نهاية عمره أمتلك السيطرة عليها وانتقل إلى الواجهة، واستغل ضعف زوجته ليسيطر عليها وعلى تفاصيل حياتها، هانيكه صنع فيلماً عظيماً عن الحب ومعاني الفقد، عن الآزمات التي تغيرنا وتكشفنا، أدار أثنين من أهم الممثلين في تاريخ السينما الفرنسية (جان لوي ترانتينيان و إمانويلا ريفا) وقدما وهما بخريف عمرهما أهم أدائيين بمسيرتهما.

-7-
Boyhood – 2014


بعد أشهر على نيله ترشيح جديد للأوسكار عن الجزء الثالث من سلسلة Before طار ريتشارد لانكنلتر إلى برلين ليعرض مشروع عمره (سنوات الصبا) في المهرجان الذي شهد انطلاقته قبل عشرين سنة مع الجزء الأول من Before ، بين الفيلمين طور لانكنلتر أسلوبيته التي تحولت إلى مشروع عمره عن الإمساك بالزمن ودراسة تأثيراته وانعكاساته على الشخصيات، في سلسلة Before  ربطنا بصداقة مع جيسي وسيلين وآخذنا لنزورهما كل عشر سنوات لنطلع على تأثير الزمن عليهما، في (سنوات الصبا) نفس الهوس ولكن بأسلوبية مختلفة، أحد أكثر المشاريع السينمائية المعاصرة تفرداً وتجريبية، فيلم استغرق تصويره 12 سنة عارضاً يوماً أو عدة أيام من كل سنة من حياة ميسون وعائلته مربوط بمونتاج أنيق جداً ساداً كل الثغرات الزمنية ومحولاً الفيلم إلى قطعة واحدة ندرس فيه جميع تغيرات الشخصيات النفسية والجسمانية والاجتماعية، معتمداً على سيناريو يمكن أن نعده ارتجالي كتب أحياناً كثيرة خلال تصوير كل فترة، الفيلم تمرد على كل قواعد كتابة السيناريو، فيلم بلا حبكة واضحة بل مجموعة حبكات قصيرة مدروسة تختصر الزمن ويسرد سيرة مجتمع  وتغيراته خلال قرن، باحثاً عن الغاية من الأشياء، الغاية من الأحزان والطموح والسعادة والتمرد والحب، لا يعطي أجوبة لأنه لا يقدم أسئلة واضحة، فهذه هي الحياة بكل جوانبها سعي لسرقة لحظات من الزمن تشكل هويتها، هو بالمحصلة فيلم عن إنسان يبحث عن لنفسه عن موقع ومكان في عالمه ويحاول اكتشافه وفهمه ويخوض في سبيل ذلك رحلة خاصة مهما كانت عادية فهي شديدة الفرادة والخصوصية.

-8-
La La Land – 2016


ربما هو الحالة السينمائية الأكثر بهجة في العقد كاملاً، داميان شازيل تحول إلى أصغر مخرج ينال الأوسكار وعن فيلمه الثاني، الشاب الثلاثيني الذي خطف الأنظار عام 2014 بفيلم (Whiplash) عاد وكرر نفس الخلطة بفيلم أضخم، مزيج الموسيقى والسينما، فيلم أحيا به كلاسيكيات السينما الموسيقية ونقلها إلى القرن الواحد والعشرين، قدم به شازيل رسالة حب ورثاء لموسيقى الجاز وتسلية لأرواح كل الفنانين المجانين الذين لا يستطيعون العيش بعيداً عن الفن والأضواء مهما سبب لهم من معاناة، ربما هي القصة الرومانسية الأكثر شعبية للقرن الجديد، قصة فيها الكثير من الموسيقى والحب والشغف، فيلم عن قسوة الأحلام وصعوبة درب تحقيقها، عن صراع الواقع بالشغف، عن إحباطات الحياة وكسرها المستمر لنا، عن الانهاك الذي يرافق الإنسان في اللحظات الأخيرة للسباق ووقوف الإنسان ليحصي خسائره وقوله كان من الممكن أن أحصل على كل شيء لو صبرت أكثر.
الفيلم قام ببطولته أثنين من أكثر النجوم شعبية في العقد السابق، إيما ستون و رايان غوسلينغ في اجتماعهما السينمائي الثالث الذي حولهما لأحد أكثر الثنائيات المعاصرة جماهيرية، حقق الفيلم قبولاً عالمياً منذ افتتاحه بمهرجان فينيسيا ونيل ستون جائزة أفضل ممثلة، واستمر بنجاح شعبي ثم تحقيق رقم قياسي بحفل الغولدن غلوبز ترشيحات وفوز، ثم نيل ثمان جوائز أوسكار منها أفضل مخرج وممثلة وخسارة لجائزة أفضل فيلم بحادثة هي الأكثر طرافة بحفل توزيع جوائز الأكاديمية مع تقديم الظرف الخطأ لمقدمي الجائزة وارن بيتي و فاي داناوي وإعلانه كفائز قبل أن يتم التصحيح وتقديم الجائزة لفيلم باري جينكيز البديع (مونلايت).

-9-
Roma – 2018


الفيلم حالة جدلية على عدة أصعدة، فيلم سينمائي مكسيكي من انتاج شبكة تلفزيونية أمريكية، نتفلكس كانت بحاجة إلى هذا العمل لتنهي الجدل حول سياستها بالإنتاج والعرض السينمائي، هذا الجدل وصل لذروته في مهرجان كان حين هاجم رئيس لجنة كان 2017 بيدرو ألمودوفار الشبكة التي عرضت فيلمها الكوري (أوكيجا) لبونغ جون-هو في افتتاح الدورة ورفض منح أي جائزة لأفلام نتفلكس وطالب بمقاطعة أعمالها، الشبكة انتقلت لفينيسيا لتعرض انتاجها هناك وظفرت بالأسد الذهبي ثم بثلاث أوسكارات أفضل فيلم أجنبي ومخرج و تصوير حملها جميعاً المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، لتأتي الجدلية الثانية مع هيمنة الثلاثي المكسيكي (كونزاليس – ديل تورو – كوارون) على السينما العالمية خصوصاً بهذا العقد بعد فوزهم جميعاً بأوسكارات الإخراج وأكثر من مرة وتكريمين في فينيسيا، بعيداً عن كل هذه الجدليات فهذا العمل ربما هو تحفة العقد الحقيقية، أحد أكثر الأعمال المعاصرة ذاتية وأصالة، رحلة فيها الكثير من تاركوفسكي وأوزو بإعادة خلق الذاكرة من التفاصيل اليومية البسيطة، يعرض كوارون في مشروعه - الذي حلم بصنعه منذ عشر سنوات - تفاصيل عن طفولته وتجسيد لبدايات نبوغه برواية القصة، ورثاء لحالة نسوة في مواجهة طغيان ذكوري مجتمعي أكبر منهم ضمن صورة عامة لمجتمع مكسيك السبعينات في فترة تحولات سياسية بغاية الصعوبة والفوضوية، فيلم استثنائي عن كل الأفلام الذاتية الأخرى، كوارون خرج به عن أنانيته ليتسع ويكون عن خادمته ووالدته وأخوته، ليكون فيلماً عن المكسيك بالكامل.

-10-
Parasite – 2019


باكورة أعمال الكوري الجنوبي بونغ جون - هو وأهم أعماله، الفيلم حقق أكبر نصر في تاريخ السينما الكورية، نال سعفة كان وترشيحات رئيسية في الغولدن غلوب والبافتا والنقابات والأوسكار وضمن جائزة أفضل فيلم دولي بالإضافة إلى شعبية جماهيرية كبيرة قلّ نظيرها، هو تتويج لمسيرة جون–هو الناجحة جداً ومن وراءه الموجة الكورية الجنوبية التي أثارت اهتمام واسع منذ بداية القرن الحالي ومعها السينما الآسيوية التي استعادت الكثير من ألقها بفضل كوريا الجنوبية وإيران واليابان.
الفيلم هو استمرار لنهج جون-هو بالتحذير من مخاطر اتساع الفروقات الطبقية في العالم وتحديداً مع وصول طوفان الأزمات الاقتصادية إلى كوريا، عمله لا يخرج عن طابع الإثارة الذي عودنا عليه وبرع به مع الكثير من الرمزية المباشرة أحياناً ولكن محكمة وبمحلها، ضمن صناعة بصرية بغاية القوة والأهمية تكاد تكون درس معاصر بصنع فيلم يمشي على خيوط رفيعة جداً أي اهتزاز فيها يوشك على الانهيار، فيلم متوازن بطريقة دقيقة جداً، مصنوع على المسطرة وببراعة فائقة، ممتع جداً والإثارة الرفيعة المستوى التي يحويها تخدم الفكرة بطريقة عظيمة جداً، فيلم يتزاوج فيه النص المتقن مع الصورة الجبارة ولا يمكن فصلهما عن بعض ويخدمان بعض بطريقة مميزة، أي مخرج آخر كاد أن يحول الفيلم إلى لوحات كوميدية ولكن براعة جون-هو تجاوزت الكوميدية حتى السوداء منها وجعلها حالة درامية قاتمة جداً عن مجتمع يعيش في قوقعة خاصة وأسفل منه مجتمعات تتصارع لتنال الفتات وحربها ستطفو إلى السطح لتغرق الجميع .

مرتبة شرفية
Joker – 2019


رغم إن وجود هذا الفيلم لن يرضي الكثيرين وأنا شخصياً ترددت بوضعه ضمن ولكنه يفرض نفسه كونه أكثر عمل آثار جدل وحقق شعبية في العقد السابق، فيلم تود فيليبس هذا هو انتصار لسينما الكوميكس التي هيمنت على المشهد التجاري السينمائي لعشر سنين خلت، بدأ بإثارة الجدل مع فوزه بأسد فينيسيا ضمن عاصفة صراع بين رئيس اللجنة ورئيسة المهرجان حول مشاركة رومان بولانسيكي وفيلمه (الضابط والجاسوس) واحتمالية فوزه انتهت إلى منح ذاك الجائزة الثانية وتقديم الجوكر للأولى كتعبير عن موجة أخرى اجتاحت السينما في السنوات الأخيرة بسبب تصدر قضايا النسوية والتحرش والعنصرية للمشهد السينمائي.
الفيلم المنتج بميزانية ضئيلة لم تتجاوز الـ/50/ مليون دولار، حقق على شباك التذاكر أرباح تجاوزت المليار، هو أعلى فيلم أرباحاً نظراً لتصنيفه الرقابي المرتفع، رغم انقسام النقاد حوله ولكنه جذب اهتمام الجمهور حول العالم، جوكر نولان قبل عشر سنين كسب قلوب الجمهور لثوريته وتمرده وفوضويته، الجوكر تود فيليبس مختلف، عرض في فترة كثر فيها الحديث عن التنمر والمستضعفين وطغيان المجتمع وفساد السياسة وحركات الاحتجاج الشعبية حول العالم، جاء الفيلم ليحاكي تلك الأفكار والهموم، أشبه بحالة تنفيس لغضب الجمهور والعامة، بالنسبة لي الفيلم مليء بالثغرات ومدعي، يعرف ما يريد الجمهور وكيف يستغل همومه وهواجسه بالاتكاء على أداء استثنائي من ممثل العقد واكين فونيكس، تمكن من تحقيق غرضه وتحول إلى ظاهرة ستعيش طويلاً مع الجمهور.