RSS

Blue Jasmine -2013


منذ بداية العام كان هناك طغيان للأدوار النسائية الرائعة بدءً من واسكوسا في ستوكر ثم بيجو في الماضي ومع موسم الجوائز ازدادت الاسماء النسائية وازدادت معها مديح الادوار التمثيلية الرفيعة عامةً حتى إن هذا العام تليق به تسمية عام التمثيل، في الأسبوع الماضي بهرتني الاداء الجماعية في امريكان هستل عشقت اجيفور في 12 سنة عبد شعرت برؤية دي لويس جديد من خلال فاسبندر وازدادت قناعتي بقيمة دي كابريو التمثيلية في ذئب وول ستريت وختمتها بمشاهدة الأداء العظيم لبلانشيت.
بعد ان شاهدت بولوك وتومبسون وادامز وديلبي وكان مشاهدة بلانشيت ما يصلح ان يكون فعلاً ختام مسك ، لااستطيع الجزم إن كان الأداء الأفضل بمسيرتها هذا صعب جداً ولكنه أداء للتاريخ، ملامحها صوتها لهجتها ردود افعالها حركاتها ادائها الجسدي واداء وجهها والاهم تعبيرها عن الانفعالات الصعبة والمعقدة التي تعيشها، فيلم اعادني لعمل دي لويس العظم في سيكون هناك دم حين كنت احب في مرّات عديدة مشاهدة لقطات من العمل للاستمتاع بالأداء، الأمر تكرر معي هنا كل برهة اعيد لقطات من الياسمين الأزرق للاستمتاع بعظمة ما قدمته بلانشيت.
لم يسبق لي أن عشقت عمل استناداً للعامل التمثيلي فحسب، احب ان يكون العمل وحدة متكاملة من نص واخراج وفنيات واداء، مثلا كابوتي احببت اداء هوفمان به جدا ولكن لم استطع تجاوز ان الفيلم فيلم اداء دون عوامل اخرى متفوقة بالنسبة لي، مع بلوجاسمين احببت العمل كوحدة متكاملة وارتفعت قيمته بالنسبة لي جداً من خلال اداء بلانشيت الطاغي بجود خلفية جيدة تساعدها من سيناريو رائع من وودي الين في احد تجاربه الدرامية العظيمة ومن إخراج كلاسيكي حيوي ممتاز، بناء الشخصية ودراسة سلوكها وتاريخها وعلاقتها بالاخص مع اختها كان اكثر من مبهر ووفر ارضية رائعة لاداء بلانشيت العظيم، والفكرة المعالجة عن صراع الاقدار والثروة والاخلاقيات وعن المظاهر الاجتماعية وصراعها مع العلاقات العاطفية والاسرية والحوارات ممتازة جداً، واساليب الين بالخداع حين اشعرني ان صديق جاسمين الجديد هو مجرد وهم من عقلها وانتقالاته الموفقة بين الماضي والحاضر وبين حياتها وحياة اختها واقتباسه العصري الموفق المتصرف بذكاء وابهار من رائعة تينسي ويليامز عربة تدعة الرغبة كله صنع عمل يستحق التقدير، ولكن بلانشيت طغت على كل شيء بالعمل واعطته دفعة تفوق هائلة كانت عائق على بقية الممثلين الجيدين للظهور فهي اسرت الشاشة ولكن مع ذلك كان لهوكينز حضورها الممتاز الذي حاول بصعوبة مناطحة قامة بلانشيت الادائية الرائعة ، العمل وحدة متكاملة رائعة افضل فيلم للودي الين منذ مدة طويلة منذ نقطة الفوز ربما، عودة اكثر من موفقة له إلى أمريكا بعد جولة اوروبية ناجحة، احد افضل افلام العام وعلى الاغلب افضل اداء نسائي من بلانشيت .
9/10

The wolf of wallstreet – 2013


مارتن سكورسيزي .... مجرد لفظ اسمه أو سماعه يدعو إلى البهجة في أوساط السينما، ليس لأن اسمه مقرون بلقب أفضل مخرج أمريكي حي وبالأسطورة الحية، بل لأن هذه الاسطورة حريصة على جماهيريها وإرضائها حرص جماهيرها على متابعتها، الشخص الذي تنبأ منذ سنوات عديدة بمشاكل فروق الثروة وتركيبة المجتمع الأمريكي المادية المعتمدة على الاستهلاك والغرائز والإعلام التي تدفع أفراده لامتهان الجريمة إرضاءً لطموح الثروة أو القيام بأمور مجنونة غير معقولة إرضاءً لغريزة العظمة والتفوق، يأتي اليوم بعد أن عصفت بأمريكا بسنوات قليلة أكثر من أزمة مالية ومشاكل في البورصة وسوق العقار وشركات التأمين ليقول كلمته بما يجري، ليصنع عمل لا يتحدث عن هذه الأزمة بشكل مباشر بل ليتحدث عن العقول المتحكمة بأسواق المال التي تصنع تلك الأزمات.

American Hustle - 2013




ديفيد أو راسيل قطع الشك حول كونه أحد أفضل المخرجيين العاملين اليوم فبعد عام واحد على رائعته   S.L.P.B يقدم عمله الجديد هذا الزحام الأمريكي وبنفس الزخم والقوة التي تميزت بها أعماله السابقة، مبتعداً عن أجواء العائلات ومشاحناتها التي أبدع بها بفيلميه السابقين المقاتل والكتاب الفضي ليدخل جو المباحثات الفيدرالية وعالم الفساد السياسي والمافيا بأسلوبيته الكوميدية الخفيفة المحببة المتقنة الصنع القريبة من الجمهور.
القصة تدور في نيويورك السبعينات عن اريفين روسينفيلد (كرستيان بال) وسيدني بروسير (إيمي أدامز) نصابان ومزوران يقعان بيد المحقق ريتشي دايماسو (برادلي كوبر) الذي يستغلهما للإيقاع بالعمدة الفاسد كارمن بوليتو (جيرمي رينر) الأمور تسير بشكل جيد ولكن تداخل العلاقات الخاصة بين العصبة والصداقة الناشئة بين روسينفيلد وبوليتو ثم إصرار زعيم المافيا القوي فيكتور تيليغو (روبيرت دي نيرو) على أن يكون جزء من الصفقة ودخول زوجة روسينفيلد الغيورة والمتهورة المضطربة روزالين (جينفر لورانس) على الأحداث يجعل الأمور تتعقد وتوشك أن تطيح برؤسهم.
الفيلم ممتع جداً جداً مشوق ومبهج بقصة محكمة وسيناريو رائع وأجواء سبعينية أسرة وأداءات تمثيلية رفيعة المستوى، هو واحد من الأعمال التي تجعلك مع تقديرك لكل صناعها تقدر أيضاً العقلية الملهمة ورائها (مارتن سكورسيزي) فأجواء وفنيات (صحبة جيدة وكازينو) كانت حاضرة هنا بطريقة لا يمكن للعين إخطائها (كما في فيلمي بوغي نايت لبول توماس أندرسون و رجل العصابات الأمريكي لريدلي سكوت) ديفيد أو راسيل تعلم الدرس بشكل جيد جداً وصنع بالإستلهام من سكورسيزي عملاً رفيع المستوى مغ إضافة لمسته الرائعة بالتفاصيل الحياتية والشخصية وصنع علاقات الشخصيات وتركيبها بطريقة رائعة جداً رغم إن هذه اللمسة لم تكن واضحة جداً كما في أفلامه السابقة وغابت لصالح أسلوبية سكورسيزي الطاغية.
الفيلم يدور بنسق تصاعدي أسر ومحكم جداً وعلى درجة عالية من الإثارة كنت أتمنى لو أن عمل راسيل التالي يكون كسابقيه استمرار بتقديم القصص العائلية الاجتماعية ولكن دخوله عالم الجريمة والعصابات كان موفقاً ، الفيلم أسر بتفاصيله نيويورك السبعينات وألوانها وملابسها وأشكال الشخصيات والأغاني والمكياج والمنازل تجعل من العمل تحية لسينما عصابات السبعينات العظيمة بالأخص مع المونتاج والتصوير الرائعين .
جاذبية العمل الحقيقية هي كعادة أفلام أو راسيل من ممثليه واليوم استحضر طاقمي فيلمه الرائعين كرستيان بال وإيمي أدامز من المقاتل وبرادلي كوبر وجينفر لورانس وروبيرت دي نيرو من الكتاب الفضي والجديد هو جيرمي رينر (شعرت إنه جاء كبديل لمارك ولبيرغ) ومزجهم هنا ليقدموا جميعاً  حتى مع الممثلين الثانويين كـ لويس سيكة منافسة تمثيلية عالية المستوى بالأخص إن أربعة منهم قدموا أفضل أداءاتهم مع أوراسيل سابقاً وهم يستمروا هنا كذلك بال الذي وصل وزنه للأربعين كيلو قبل عشر سنوات حتى يلفت العالم لموهبته في فيلم الميكانيكي هنا يثبت بعد عشر سنين من النجومية إنه أحد عباقرة التمثيل الجدد بأداء مبهر وجذاب يخرج به – مجدداً- عن قناع باتمان ليمتع ويقنع بملامحه وغضبه وخبثه وذكائه وغيرته مع كاريكتر غريب ورائع تلاعب به بوزنه كالمعتاد، إيمي أدامز بأكثر حالاتها جاذبية وإثارة مع بلوغها الأربعين وبأداء ممتاز أيضاً كعادة الممثلة التي نستطيع أن نقول إنها من أفضل ثلاث عاملات اليوم بالمهنة، برادلي كوبر وجينفر لورانس يتفوقان على نفسيهما من الكتاب الفضي ويتابعان بدورين مبهرين جداً، كوبر الهائج الضائع الهش المهلهل الموشك على الإنهيار ، ولورانس في أفضل أدوارها للآن والذي سيمنحها ترشيحها الثالث للأوسكار قبل بلوغها الخامسة والعشرين وهنا تثبت مجدداً إنها سابقة لعمرها بظهورها المثير والمجنون المضطرب والمتناقض المنفلت والثائر المضحك والمحكم والمخيف أحياناً هي جوهرة العمل وثروته، جيرمي رينر ممتاز أيضاً ويأتي الدور متابعةً لمسيرة تمثيلية رائعة يعيشها، روبيرت دي نيرو بظهوره القصير بدور يعيد لنا دي نيرو في أدواره الأسطورية السابقة الزعيم القوي المتحكم بالأمور من العرّاب2 والمحصنون وصحبة جيدة وكازينو دقائق ظهوره القصيرة هي أعظم لحظات العمل، الأداءات العظيمة تصل لذروتها مع التفاعل والإنسجام العالي جداً من الممثلين وهنا تكمن القيمة الحقيقية لراسل القادر على أن يفجر عبقرية أداءات طاقمه بالأخص بوجود هذا النص الرائع وهو باعتقادي أفضل ماكتبه لليوم من تفاصيل وشخصيات وتسلسل وحبكة وحوارات ، الفيلم وحدة متكاملة ناجحة جداً هو من الأفلام التي لا تستطيع سوى هوليوود تقديمها.

12 years a slave – 2013 (مراجعة جديدة معدلة)




 اسم هذا الفيلم بات مألوفاً جداً هذا العام ومقروناً بلقب أفضل انتاجات السينما لعام 2013، هو فعلاً تجربة تستحق التقدير والوقوف عندها، فستيف مكوين في عمله الثالث صنع قائمة تشاندلار أفلام العبيد، ففيلمه الذي يأتي ضمن الموجة السائدة في السنوات الأخيرة التي تشرح معاناة الأمريكيين الأفارقة يقتحم بجرأة وبقسوة مفرطة عالم الرق والنخاسة، يقدم تصوير مؤلم وعاطفي وواقعي جداً لمعنى العبودية ومعانات العبيد في مرحلة ماقبل الحرب الأهلية ضمن قصة مذهلة مقتبسة عن واقعة حقيقية موثقة.