RSS

Captain Philips – 2013


مازلت أذكر قبل سنوات حين تابعت قصة اختطاف سفينة الشحن الأمريكية على يد قراصنة صوماليين وتقديم كابتنها الأمريكي نفسه فداءً لطاقمه، قلت يومها إن هذه القصة لابد أن تحولها هوليوود لفيلم، وهي فعلاً تملك كل مقومات العمل الناجح، قصة الرجل العادي الذي وضع في ظروف استثنائية حولته إلى بطل، ربما ليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم بها هوليوود قصص كهذه، ولكن المميز بهذه القصة  إنها حقيقية وذلك يزيد من نسبة أهميتها وجذب المشاهدين لها، ما كان ينقص القصة الرائعة فقط هو المخرج والممثل الذي يستطيع أن يصنع منها عملاً استثنائياً ولذلك فكان اختيار بول غرينغريس وتوم هانكس في العمل خياراً أكثر من موفق.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يصنع بها غرينغريس فيلماً عن قصة يمكن عدها إثارة وبطولة حقيقية، فبعد رائعة 2006 يونايتد 93 عن أحداث 11 أيلول يعود ويضرب مجدداً بنفس أساليبه السابقة الناجحة، الحيادية بعرض جميع الأطراف الاهتمام بالجانب الإنساني للشخصيات دون اطلاق أحكام، الوجوه المغمورة، التركيز على الواقعية والتفاصيل الحقيقية مع نفس إثارة متوازن، الاساليب البصرية الجذابة التي يعتمد عليها من تصوير وثائقي مونتاج سريع مشوق – وهنا كان مضبوط أكثر تناسباً مع القصة – ردود أفعال الممثلين الواقعية، الموسيقى الأسرة، غرينغريس صنع عملاً مبهراً جداً وكعادته مع رسائل سياسية مبطنة وهامة.
العمل قصته معروفة جداً عن الساعات التي تعرضت لها السفينة الأمريكية للاختطاف وأسر الكابتن ريتشارد فيليبس – توم هانكس - ثم تحريره، العمل مستند عن الكتاب الذي ألفه فيليبس ووضع السيناريو له بيلي راي، هو لا يحوي الكثير من التفاصيل المفاجأة الخفية والأحداث أغلبها رويت في تقارير الأخبار، الشيء الذي لفت نظري في العمل هو شخصيات القراصنة الصوماليين، قدمهم بنفس الطريقة التي قدم بها شخصيات القاعدة في رائعته السابقة، شخصيات إنسانية بحتة لا ترضى عن تصرفاتها ولكن لا تكرهها بالضرورة، هناك الكثير من الإشارات إلى الواقع والأسباب التي حولتها إلى هذا الوضع كالبيئة الصعبة والاقتصاد المنهار إنعدام فرص الحياة التي تحول شبان صغار إلى قراصنة، هم شبان لهم طموحات وأحلام احترفوا هذا العمل ليعيشوا ويجنوا مال يكسبهم حياة كريمة، ليسوا متعطشين للدماء ليسوا محترفين، هم غاضبين دوماً من الخوف الذي يحيط بهم ومن عدم قدرتهم على التعامل مع الموقف الذي وقعوا به دون أن ينجرف جداً بالتعاطف، ولكن لن تستطيع بمنع مشاعر الرثاء أن تراودك في النهاية مع امتعاض من تصرفات البحرية غير الأخلاقية.
الفيلم يركز منذ بدايته على طبيعية الشخصيات وواقعيتها ويبدأ بإيقاعها بهذا الموقف بالتدريج ومعه تبدأ الأحداث بالتصاعد والإثارة تتفاقم، ويركز على تفاصيل الأحداث وتعامل الشخصيات معها وتفاصيل العمليات التي تواكب تطورات الأحداث، يسير بنسق متوازن متصاعد بشكل جيد ومثير دون مبالغات ومهتم جداً بالحالة الإنسانية وقد نجح بذلك جداً مع تعاون الممثلين الممتاز من الكومبارس وتحديداً مؤدي دور موسى باركات عبدي، ومع الميزات البصرية الممتازة من تصوير ومونتاج وموسيقى ومؤثرات وتفاصيل مكانية .
توم هانكس هو سيد العمل ونجمه الأول ، هذا أحد أداءاته الممتازة جداً مبهر بكل حركاته وهمساته ونظراته وسكونه، يمزج بين الخوف وتحمله للمسؤولية ومشاعر الإنسان العادي الذي أجبر أن يحمل دور البطولة، يتهور يبكي يصرخ ينهار يتألم ينفعل يجبن، أدائه مدروس جداً ومحبوك وأحد أجمل الأداءات لهذا العام في عمل ممتاز جداً دراسة رائعة لحالة الإنسان النفسية في ظروف رائعة ومواقف الخطورة .

8.5 / 10 

Gravity – 2013



هذا العمل خالف كل التوقعات التي رسمتها حوله عن كونه خيال علمي أو كأوديسا الفضاء رحلة تأملية لموقع الإنسان وحجمه في الكون، هو أقرب لأبولو 13 أو كحياة باي والمقذوف، بحث في غريزة البقاء لدى الإنسان ونضاله الحثيث للنجاة وهو يواجه أكثر مخاوفه تأصلاً، أن يكون وحيداً ومعزولاً في فضاء رحب هو الوحيد الذي يشغل حيّز فراغه.

The Past – 2013


الذي جعل فيلم الماضي أحد الأفلام الأكثر انتظاراً بالنسبة لي هي ثلاثة اسماء أولاً وجود الفرنسية من أصيل أرجنتيني برنس بيجو في أول بطولة بعد الفيلم المتوج بخمس جوائز أوسكار (الفنان) الثاني وجود طاهر رحيم في البطولة في ظهوره الأهم منذ (النبي) عام 2009 المتوج بلجنة تحكيم كان وبافتا أفضل فيلم أجنبي والثالث والأهم هو وجود أصغر فرهادي على كرسي الإخراج في أول عمل له بعد فيلم عام 2011 إنفصال وأول فيلم له بفرنسا بعد أن سبق لمواطنه كيروستامي إخراج فيلمه (نسخة طبق الأصل) فيها.

Monsters University - 2013


إصرار استديو بكسار على صنع أجزاء جديدة لروائعها القديمة يشير إلى حد ما إلى إن الشركة في الخطر، فبعد الجزء الثالث عظيم من حكاية لعبة جزء ثاني سيء من سيارات ثم الفيلم المقبول
Brave، والآن الجزء الثاني من شركة المرعبين، الخطورة بالأمر هو الحساس بنضوب نبع الأفكار الجديدة للشركة التي كسرت تقاليد صنع الأنيميشين وقدمت روائع في هذا النوع طول العقد الماضي والأخطر إن الأجزاء الجديدة ليست على مستوى سابقها – باستثناء حكاية لعبة – الأمر يمكن وصفه حالة من الركود دخلتها الشركة عام 2011 مباشرة عقب وصولها إلى قمة المجد في up  و حكاية لعبة 3،  شيء يشبه حالة الانحدار السريعة غير معروفة السبب وريداً رويداً لم يعد فيلم بيكسار هو الفيلم الأكثر انتظاراً لعامه، والأسوأ إن سمعة الأنيميشين كلها أخذت تتراجع معها وكأن الشركة الشابة هي من كانت تعطيها قيمتها الحقيقية ليأتي تتويج Brave  بالأوسكار العام الماضي شيء من باب عدم وجود بديل أفضل لا قضية استحقاق وامتياز كعامي 2003 و 2004 و متواليات أعوام 2007 حتى 2010 ، رغم إن كل صناع الأنيميشين اليوم يصنعون أفكارهم بوحي بيكسار فكراً وشكلاً ومضموناً وإتقان التقليد ربما هو السبب بضياع هوية بيكسار – التي لم تتطور – بين هوية باقي الشركات – التي تطورت - .

The Double Life of Véronique - 1991


ماقدمه كيشلوفسكي في رباعية التسعينات اكثر من مجرد افلام شي يشبه المقطوعات الموسيقية الروحية التي تطهر النفس وتدفعها لرؤية الحياة وتقبلها بكامل تناقضاتها محزنها ومفرحها بل والوقوع في حبها، فيلم يجعلك تنظر في ذاتك وترى ان في حياتك كما في حياة كل من حولك قصة غريبة يجب ان تروى وان الحياة ليست سوى موزاييك من القصص الغريبة ، افلامه شاعرية روحانية بريئة عاطفية فلسفية دون ملل ، ربما لا يشبه أحد اليوم سوى بيدرو المودوفار هو بالنسبة لي تتمة البولندي الراحل في روعة الالوان وطغيان الانوثة بطولةً وطابعاً وغرابة القصص والنظرة السريالية العبثية المغلفة بالواقع للحياة باختلاف فصولها.

A man & a woman – 1966


القصيدة، الرواية، المقطوعة الموسيقية، اللوحة، الفن، الحب، الحياة، الحلم كلها تم مزجها هنا في فيلم عن رجل وامرأة، عمل عظيم، غريب عن كل شيء آخر، فيلم عن المشاعر، يخاطبها ويدغدغها ويحركها، بعيداً عن كل المذاهب السينمائية والمدارس الفنية، بعيداً عن التجريب والسريالية، بعيداً عن الأفكار الضخمة عن مشاكل العالم المستعصية عن تعقيدات وتناقضات الإنسان وهواجسه ومخاوفه يأتي هذا الفيلم ليبتعد عن هذا كله ويقدم قصة بغاية البساطة عن وقوع رجل وامرأة عادياً بالحب ضمن ظروف عادية وتحولات عادية جداً.

Three Colors: Red-1994


الجزء الثالث والأخير من ثلاثية الألوان هو ربما ليس فقط أفضل أفلام السلسلة بل ربما أحد أفضل إنتاجات السينما الفرنسية على الإطلاق فيلم عظيم وحقيقي جداً عن كل ما أراد كيشلوفسكي تقديمه في ثلاثيته عن الأقدار المتلاطمة، عن التناقضات الصارخة، عن الحب الأعمى الآسر، عن الفقدان المؤلم، عن حياة الناس وقصصها الرائعة الغريبة المجهولة، هو فيلم بلون العاطفة وعنها عن الأحمر لون النار الدافئة الحنونة باعثة الحياة والأمل والطمئنينة والحارقة بلهبها.

Three colors : White – 1994


الأبيض في الجزء الثاني من ثلاثية الألوان لكرازيستوف كيشلوفسكي ليس فقط اللون الناصع لبشرة دومينيك (جولي ديلبي) التي أودت بعقل كارول (زبنوي زامشويسكي)، ولاهو لون الثلج الذي كان أول ما وطئت عليه قدمي كارول حين عاد إلى بولندا مهزوماً ذليلاً ووصل عليه إلى عمق هاونه ومنه انطلق إلى القمة ولقى فيه راحته، هو لون برائته وطيبته التي تسببت بتحطيمه وإيصاله إلى الهاوية، براءته التي حاول قتلها وتوقع إنه يستطيع ذلك ولكن مافعله لم يتجاوز ما قام به حين اطلق النار على صديقه من مسدس صوتي، أخافها وخبئها ولكنها بقيت في داخله تكبر وتكبر حتى ألتهمته مجدداً وأعادته كما بدأ كسير القلب مفلس الجيب.

Three colors : Blue – 1993


مع انهمار دموع جولي (جوليت بينوش) على خلفية موسيقاها الأوبرالية والإضاءة الزرقاء الداكنة لا يستطيع المشاهد سوى أن يتنفس الصعداء بعد نهاية رحلة صعبة خاضتها بطلته لتتعافى من آلام وجروح الماضي على مدى شهور من الحداد عاشها معها المشاهد على مدى ساعة ونصف من السباحة ضمن بحر حالك الزرقة من الحزن والفقدان.

The Piano Teacher – 2001


مع نهاية كل فيلم من أفلام مايكل هانك يكون السؤال الوحيد المطروح أمامي كيف يستطيع هذا الشخص أن يخرج مواضيع أفلامه الغاية بالتعقيد بهذه البساطة العجيبة وكيف يتحدى كل قواعد التأثير السينمائي باستعماله أكثر أساليب السرد السينمائي تقليدية، لا يغير شيء بقواعد السرد ولكنه يجعلها بغاية الجفاف بعيداً عن اي مؤثرات خارجية بالضوء والمكياج والموسيقى ويرمي عبئه كله على ملامح الممثل وتعابيره ولقطاته الدلالية الذكية والرائعة.هذا الفيلم أول فتوحات هانك في مهرجان كان ، ظفر بجائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 2001 واستمرت فتوحاته بأن نال جائزة الإخراج عام 2005 عن إختفاء و السعفة مرتين عن فيلميه المتتالين الشريط الأبيض 2009 وآمور 2012 وكلاهما فاز بالغولدن غلوب والثاني فاز بالبافتا والأوسكار ليكون هانك من القلة الذين جمعوا الثناء الأوروبي والمديح الأمريكي، ورغم إن معملة البيانو بداية الاعتراف الرسمي العالمي بأهمية هانك الفنية ولكنه بالنسبة لي ربما الأقل عظمة بين رباعيته الكاناوية.

Star trik into the darkeness - 2013


ما يجعل من الجزء الثاني من تصادم النجوم في الظلمات - Star trik into the darkeness لجي جي إبرامز فيلماً هاماً ليس فقط استطاعته ريادة سينما الصيف الضخمة تجارياً ونقدياً مع انحدار رهيب لمستوى الافلام الضخمة على كل الأصعدة، بل لأن إبرامز استطاع الحفاظ على المستوى الممتاز للجزء الأول الذي اطلقه عام 2009 والتطور به وبشخصياته وحبكته وأدواته البصرية ليصنع تتمة ممتازة جداً تحافظ على رونق الأول وتجذب أنصار جدد للسلسلة الجديدة وتجعلنا متشوقين جداً للثالث.

The Croods - 2013


من مخرجي مدغشقر تأتي عائلة كرودس أحد أبكر أفلام الأنيميشن عرضاً هذا العام و أكثرها متعة وجمالية، فيلم أنيميشن أمريكي مثالي عن عائلة ساكني كهوف تحاول الخروج عن كهفها وتحدي الطبيعة ومخاوفها مع بدايات العصر الجليدي، العمل مشابه لسلسلة فلينستون الجديدة عن إسقاطات مشاكل العائلة المعاصرة على الحياة البدائية والحلول الإخراجية والنصية الذكية والمضحكة جداً، فيلم يحوي إمتاع بعيد عن الابتذال ومضحك جداً ومصنوع بطريقة فنية عالية ضمن سيناريو ذكي جداً وأداءات صوتية ممتازة من نيكولاس كيج وايما ستون و رايان ينولدز، فكرة العمل جيدة ومعالجة بطريقة ناجحة عن دور العائلة بتربية الأولاد ونزوع المراهقين للتحرر والخوف من التطور والتقدم، أحببت العمل يستحق الكثير من الثناء، فيلم عائلي مثالي.

9/10

Now you see me – 2013


تأثير كريستوفر نولان على السينما يظهر سريعاً جداً حتى على ابناء جيله ، فالمخرج الفرنسي لويس ليترير (مخرج هالك المذهل وصراع الجبابرة) لم يستعر فقط إثارة عالم السحر من البرستيج بل أضاف إليها ذكاء الأنسبشن بصنع قصة إثارة مذهلة عن عملية سطو مركبة من ثلاث عمليات متداخلة بواسطة الحيل السحرية وألعاب الخفة ومنافسة بين السحرة ومشاهد أكشن مشوقة ومشهد قتالي مثير بواسطة حيل الخفة في المنتصف يذكرنا بمشهد الصراع بدون الجاذبية في انسبشن ونهاية الأسرار في خزائن مغلقة، ليترير صنع جيد عمل من ناحية الإثارة ومشوق فعلاً وناجح باستغلال السحر ولكن ضعيف جداً على صعيد الشخصيات وصعيد القيمة الفنية، فالشخصيات مكررة لا تجذب الجمهور ولا تهمه وأحادية الجانب بلا عمق أو هدف ولولا الأداءات الجيدة لما نجت بالأخص من وودي هاريلسون الذي يعتمد على جاذبيته وعلامته الأدائية المميزة، ومن ناحية الفكرة فالفيلم يبدو عرضاً ترفيهياً ممتاز الصناعة بلا فكرة فما يلمح به عن قيمة العدالة الاجتماعية والإيمان وحقيقة السحر تبدو مفتعلة وبلا تعمق وأهمية وحبكة القصة تبدو فيها بعض الركاكة رغم جودة الإلهاء الذي كان مكشوفاً ومفتعلاً بعض الشيء ، الميزات البصرية في العمل ممتازة وينجح بحبكة حيله الرائعة وصنع عنصر التشويق والإثارة والأداءات الجيدة الإلهاء عن العيوب الفنية فيه، والموسيقى جيدة.
7/10

Good Bye Lenin! - 2003


آلة التصوير السينمائي اخترعها الفرنسييون ، السينما اخترعها الألمان، ثم سرقها الأمريكان، هذا جوابي في حال سألني أحد عن تاريخ السينما والدليل على أن السينما هي للألمان كثيرة وهذا الفيلم أحدها، الأول من بين أربع تحف في العقد الماضي لاحقت التطورات الأصعب في التاريخ الألماني الحديث فمن بوادر الحرب العالمية الأولى ونشأة جيل النازية في الشريط الأبيض عام 2009 إلى أنهيار الفهوهرر في السقوط 2005 وحقبة الاشتراكية في ألمانيا الشرقية في حياة الأخرين 2006 ثم هذا الفيلم عن وحدة الألمانيتين وإنعكاسات هذه الوحدة على شعب ألمانيا الشرقية.

Dog day afternoon - 1975


عام 2005 نال سيدني لوميت جائزة الأوسكار كتكريم لمسيرته الفنية وقدمها له صديقه وشريكه في نجاح اثنين من أفضل أعماله في السبعينات (سيربيكو و بعد ظهر مشمس) آل باتشينو، تكريم استحقه لوميت كان منتظراً منذ سنين طويلة لأحد أهم أعمدة الإخراج السينمائي الأمريكي، الرجل الذي رحل عن عالمنا عام 2011 عن 87 عاماً مخلفاً آرثاً عظيماً بدء بتشييده منذ بداية الخمسينات في العمل التلفزيوني قبل الاتجاه إلى السينما وتحقيق شهرة ونجاح مستحقين في 12 رجل غاضب عام 1957 وعاش فترة ازدهاره بين السبعينات والثمانينات بأفلام سربيكو 1973 و بعد ظهر مشمس 1975 و الشبكة 1976 و
: The Verdict (1982) و أمير المدينة 1983 ، نال خلال مسيرته خمس ترشيحات للأوسكار أربع منها كمخرج والخامس ككاتب ورغم قلة أفلامه ولكنها صنعت اسلوب خاص بتصوير ثوري لعالم الفساد الأمني والهيمنة الإعلامية الأمريكية ونزعة لتحرر الفرد من عقلية الجماعة وإطلاق العنان لعقله ليتحرر ، أفكار ومشروع عن التحرر من هيمنة المجتمع أبدع لوميت بتقديمه منذ نهاية الخمسينات وحتى آخر أفلامه عام 2007 .

Stoker - 2013


بعد ما يقارب العشر سنوات على عرضه لتحفته الشهيرة (old boy  ) الفائزة بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان والذي صنع بها لنفسه اسماً قوياً وخط بداية مشروع ناجح في السينما ها هو المخرج الكوري بارك شون ووك ينجح باختراق أمريكا ليقدم فيها أول أفلامه  Stoker والذي يبدو بالنسبة لي إنه من أفضل أفلام العام رغم إن الوقت ما زال مبكراً جداً على توزيع التصانيف.

Iron man 3 - 2013


Iron man 3

العام الماضي أنهى كريستوفر نولان الفصل الأخير من مغامرات الرجل الوطواط وهذا العام يأتي جون فافرو ليحذو حذوه ويقفل صفحة الرجل الحديدي بعد إخراجه للجزئين الأول والثاني وانتاجه للثالث ومشاركته ببطولتهم جميعاً، جون فافرو الذي نقل أسطورة الكوميكس إلى الشاشة لأول مرة عام 2008 بعمل متكامل وممتاز جداً أعاد نجومية روبيرت داوني جونيرو وغوينث بالترو وجيف بريدجز وفتح الباب لأبطال مارفيل جميعاً (هالك و ثور وكابتن أمريكا) ليكون بداية مشروع الأفينجرز الذي اكتسح العالم العام الماضي بفيلم ترفيهي ممتاز وبينهم قدم فافرو الجزء الثاني الجيد عام 2010 باستفادته من عودة ميكي رورك الجيدة للساحة بعد فيلم المصارع ومنحه دور شر تقليدي جيد، المهم بالسلسلة وبالأخص بالجزء الثالث هذا (من إخراج شاين بلاك كاتب أسلحة فتاكة) إن ظل عباءة وطواط نولان تحجب الشمس عن بذلة توني ستريك الحديدة.

Lost in Translation - 2003




عام 1990 قدم فرانسيس فورد كوبولا  الجزء الختامي من ملحمة المافيا العرّاب ، جزء عمل به كوبولا على إعادة أمجاده السبعيانتية التي خبّت في الثمانينات، الفيلم - كعادة كوبولا - حوى كل عناصره البراقة بما فيها مزج حكمة المخضرمين بمواهب الشباب فمع وجود أل باتشينو ودايان كيتون وتاليا شير كان هناك أندي غارسيا وأبنته صوفي، صوفي كوبولا كانت مشروع والدها لا لتكون فقط الوجه الشاب الجديد في العرّاب بل أيضاً الجيل الجديد من عباقرة عائلة كوبولا السينمائية ولكن صوفي لم تنجح أن تكون لا هذا ولا ذاك، فأدائها لدور أبنة مايكل كورليوني المدللّة شكل وصمة العار الحقيقية لفيلم العرّاب 3– بل للسلسلة كلها – ومع ترشيحات الأوسكار التي نالها الجزء الثالث نالت كوبولا على التوازي جائزة ريزي كأسوء ممثلة.

Les deux Anglaises et le continent – 1971



نور الدين النجار
الحب لا يجعل الحياة صعبة، تعقيده هو ما يجعلها صعبة
جاءت من باب الصدفة بعد حوالي الشهر أو أكثر على تتويج رائعة مايكل هانكة (Amour ) أن أشاهد رائعة آخرى ناطقة بالفرنسية تتحدث عن الحب وتعقيداته غير المفهومة، فيلم الأسطورة فرانسوا تروفو هذا (Les deux Anglaises et le continent Tow English Girls ) هو أحد تلك الأفلام التي تتعمق بحالة الحب دون أن تتعمق برومانسيته وشغفه، يقدم علاقة ثلاثية بين أختين إنكليزيتين وصديقهما الفرنسي وضمن هذه الشخوص الثلاث يقدم كل صور العلاقات الغرامية في السينما الحب الثلاثي ، الحب المحرم، الحب العذري، الحب المعذب ، الحب الجامح ، الحب من طرف واحد ، ولكن دون أن نرى في هذه الحالات جميعها حب بمعناه الحقيقي، الحب في تلك العلاقة الغريبة هو حالة تنتاب الشخصيات تشعر إنها تحتاجها ولكن بعد العثور عليها تتخلى عنها أو تحولها لوسيلة لوصول لحاجات أخرى، لتتحرر لتنتقم لتختبر الحياة لتعالج نفسها أو لتعذبها بنفس الوقت، الشخصيات في العمل تبدو غير عابئة بالحب أو مهتمة له ولكنها تناضل لأجله بعنف وحين تحصل عليه ترميه بسهولة حين تكتشف زيف ما كانت تشعر به وإنها لم تكن بالأصل تسعى للحب بل تسعى للتحرر من خلال الحب ولتتعالج من خلاله ومنه .

أفضل 10 أفلام لعام 2012




الكتابة أمر متعب .... أحياناً تشعر بالإرهاق وأنت تنقب عن الكلمات لتصفها وتسطرها في مقال أو حتى جملة ما، تشعر وكأن التصحر بدأ يغزو ما كان قريحتك الخصبة والقحط جفف كل ينابيعك ، الأمر مزعج ومتعب جداً وقد غزاني كثيراً العام السابق وهو يجتاحني الآن وأنا أكتب هذه الكلمات والأمر كله بالأصل يبدو خطأنا نحن ونحن من جلبناه لأنفسنا، هذا الإنكباب الإدماني على الكتابة ونحن نلاحق أفلام العام هو من جعلنا نستنفذ كل طاقاتنا ، الأمر كالمخدر يجعلنا نحلق من النشوة ولكنه يدمرنا، ولكن من شاهد ما شاهدناه هذا العام من روائع سينمائية ربما يستطيع أن يلتمس لنا العذر، هذا العام كان مختلفاً كان صعباً جداً، كم هائل من الأعمال الممتازة وجميعها متقاربة المستوى وجميعها يوجد ما يستحق أن نكتب عنه أمر يجعلنا نفقد السيطرة على ذواتنا ونندفع وراء شاشة الحاسب ونضرب الأزرار البلاستيكية بجنون لنشعر ولو لدقائق أننا جزء من شيء رائع عشناه وشاهدناه ، أننا لا نكتفي فقط بالمشاهدة فقط بل نحاول أن نكون فاعلين نحاول ان نقوم بدور الوسيط بين من عرض وبين من شاهد، ربما هو شعور واهم باسطناع الأهمية تولده الغيرة من أناس استطاعوا أن يقوموا بشيء نحلم جميعاً أن نقوم به يوماً من اليوم وربما نقضي سنوات عمرنا ولا نستطيع تحقيقه ولكن على الأقل حاولنا.
الإندفاع وراء حلم صناعة شيء هام بحياتنا ولو كان المساهمة بصنع شريط سينمائي يختزل الحياة بمنظرونا خلال ثلاث ساعات على الأكثر، كيف يمكن تحقيق هذا؟، وكيف يمكن تحقيق أي حلم كان مهما كان بسيطاً في مجتمع كمجتمعنا؟ مجتمع غارق بالحروب والحقد والكره على الأخر ؟ الأمر يبدو مستحيلاً ولكنه ليس كذلك إلا إذا أردناه كذلك، القضية لا تتعلق بتحقيق الحلم ولكن على الأقل أن نحاول تحقيقه حتى ولو نتمكن من ذلك، عام 2012هو عام بين أفليك الذهبي، هذه حقيقية لا يمكن إنكارها، وهذه الحقيقة تذكرني بالبداية الرائعة له عندما كان مع شريكه مات ديمون مشردين يبحثان عن فرصة لم يعطيهما لهما أحد فصنعاها بنفسيهما ، لم يكن طريقهما معبداً ولكن بذلا الجهد حتى وصلا لما حلما به يوماً واليوم هما بعد أربعة عشر سنة على إنجازهما العظيم في Good Will Hunting  يقفان شامخين على قمة جبل هوليوود يحركان المدينة بطرف أصبعيهما، لما لا يفعل كل منا ذلك ؟، لما لا نحاول سرقة فرصنا بأنفسنا عندما لا يعطينا لها أحد، لأجل ذلك أنا أنشأت هذه المدونة، سنوات والجميع يقول لي لديك شيء تستطيع تحقيقه لديك شيء تستطيع تقديمه، ولكن في مجتمع لا يهمه التسويق الإعلامي الجاد للكتابة الوحيدة التي نبرع بها، الصحافة السينمائية الجادة، كنت مجبراً على الانتظار وتحمل الرفض وأحياناً السخرية والتسكع في صفحات المنتدات الإلكترونية المنسية، لأجل ذلك وبلحظة غضب انشأت هذه المدونة، نافذة لأقول للعالم إذا كان لا يريدني فيه فسأفرض نفسي عليه ، سأحاول أن أصنع اسمي الخاص بنفسي دون أحد، ربما استطيع أن أزرع حجر أساس في طريق نحو الحلم الذي أنشده الكتابة السينمائية.
عام مضى على إنشاء المدونة وتبدو إلى حد الآن تسير رغم كل الصعوبات التي أعانيها بالاستمرار معها بطريق مقبولة، ليست كما اشتهي، ولكنها على الأقل لم تتوقف وهذا أمر مبشر، الأمر يبدو مبهجاً كمراقبة ابن يكبر، وربما سيكون مبهجاً أكثر عندما استطيع أن أحقق ما أحلم به وصنع اسم هام بعالم الرواية أو الكتابة السينمائية أن أنظر خلفي وأرى إن البداية كانت من هنا من حلم صغير وفكرة بلحظة مجنونة مشيت وراءها دون هوادة وكلل.

Les Miserables - 2012



نور الدين النجار
قبل عشر سنين توج فيلم شيكاغو بسبع جوائز أوسكار، فيلم موسيقي استعراضي قدم التحية وأعاد الحياة لذلك النوع المختفي منذ أكثر من عقدين وكان أول فيلم منذ عام 1967 ينال جائزة أفضل فيلم، شيكاغو شجع على عودة الأفلام الاستعراضية وقدمت فيه السينما روائع حديثة بهذا النوع فتيات الأحلام عام 2006 ، سويني تود عام 2007 واليوم يقدم المخرج الشاب توم هوبر الفائز بأوسكار أفضل مخرج الفيلم الرائعة هذا البؤساء في أول عودة له خلف الكاميرا منذ تحفته وأول أفلامه السينمائية خطاب الملك.

Lincoln - 2012



نور الدين النجار
عام 2010 قدمت بريطانيا الفيلم العظيم خطاب الملك عن سيرة جورج السادس أكثر الملوك الأنكليز شعبية في القرن الماضي في أهم مراحل حكمه مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، الفيلم أبهر كل من شاهده وخرج بـ 12 ترشيح للأوسكار منها ثلاثة لنجومه كولن فيرث هيلينا بونان كارتر و جيفري راش، وفي حفل الأوسكار توج بأربع أفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثل، على ما يبدو أمريكا كان لها غيرتها الخاصة من الحدث السينمائي الإنكليزي الرائع فقدمت سيرة أكثر رؤسائها شعبية في أهم مراحل حكمه مرحلة نهاية الحرب الأهلية وتعديل الدستور الأمريكي وإنهاء العبودية، الفيلم أيضاً أبهر كل من شاهده وخرج بـ 12 ترشيح للأوسكار منها ثلاثة لنجومه دانييل دي لويس وسالي فيلد وجيفري راش، أهم الفوارق بين العملين إن الأول من إخراج الشاب الموهوب توم هوبر والثاني من إخراج الأسطورة الحيّة ستيفن سبلبيرغ ولكن أهم النقاط المشتركة إن كلا الفيلمين لا يستحقان فقط ديزنتا الترشيحات بل يستحقان الفوز بها جميعاً.

Django unchained - 2012


نور الدين النجار
في فيلمه الثامن يخوض صانع الأفلام الأكثر تطرفاً في زماننا (كوينتن تارانتينو) غمار سينما الوسترن بشكل مباشر وهي التي لطالما غازلها واستوحى منها في أفلامه السبع السابقة، يقوم كما فعل قبل ثلاث أعوام في رائعته (أوغاد مجهولون) باستحضار أحد الأفلام التجارية الناجحة التي عشقها في الستينات وشكلت لديه بداية هووسه في السينما ويعيد تصنيعها و إظهارها بالشكل التي شاهدتها به عينا عقله، بالطريقة التي أحب أن تكون عليها والتي يتخيل كيف ستكون لو صنعت بالزمن الحالي، حتى إنه يبالغ بالاقتباس ويفكك الفيلم والشخصيات والأحداث ويعيد نسجها من البداية لتصبح عملاً جديداً أصلياً.

Life Of Pi - 2012


نور الدين النجار
بعد غياب ثلاث سنوات يعود التايواني القدير إنغ لي ليخترق عوالم سينمائية جديدة، الفيلسوف العجوز الذي غاص في البيئة الارستقراطية الإنكليزية وحلّق مع مقاتلي الواكسيا الصينيين وبحث عن الإنسان داخل البطل الخارق وعرض الخيط الفاصل بين الحب والشذوذ والحب والخيانة في عمليين ظفرا بأسدي فينيسيا الذهبي خلال ثلاث أعوام ، يختبر هذه المرة الضياع مع شاب هندي ونمر في المحيط الهادي ضمن تقنية الـ 3D  ويجدد البحث عن علاقة الإنسان بذاته وبالآخرين وبالطبيعة ويحاول تقديم دراسة حقيقية وجريئة لعلاقة الإنسان بربّه .

The Hobbit: An Unexpected Journey (2012)



نور الدين النجار
عام 2001 انطلق بيتر جاكسون بمغامرة مبهرة مجنونة في عالم فنتازي يموج بالجن والسحرة والأقزام والبشر لإحراق خاتم سحري يحمل قوة الشر كاملة بعبارات منقوشة عليه، الفيلم اصبح ظاهرة جماهرية ونقدية عالمية ، من الأعمال الفنتازية النادرة التي وصلت لجوائز البافتا وترشيحات الأوسكار، ولم يكد الجمهور يصحو من مراقبة الزمالة حتى صعد البرجان وهلل لعودة الملك وحرق فرودو للخاتم في تحفة حازت على 11 جائزة أوسكار من أصل 11 ترشيح وأصبح الفيلم الأفضل للعقد الماضي وحولت جاكسون إلى أحد أكثر الشخصيات في هوليوود نفوذاً ، ومع وجود رواية أخرى لتولكين سابقة لثلاثية الخواتم وفي نفس عوالمه السحرية اشتاق الجمهور لرؤيتها على الشاشة، جاكسون كان لديه مشاريع أخرى ، في البداية حقق حلمه بصنع ريميك رائع للكلاسيكية الشهيرة كينغ كونغ ثم بدأ بالتحضير لمشروع الهوبيت الذي عانى الكثير من العثرات حتى رأى النور.

Amour - 2012



بعد انتهائي من مشاهدة رائعة مايكل هانك هذه استعدت الشعور الذي عقب مشاهدة تحفته السابقة الشريط الأبيض، شعور عارم بالصدمة ممزوج بشيء من التواضع أمام عظمة غير مفهومة، شيء يعشعش في الدماغ ويسيطر عليه حتى يغدو هو كل تفكيرك واهتمامك وشيء تشعر به تماماً وعلى يقين تام بعظمة ولكنك لا تفهم لماذا أو لا تستطيع أن تشرح لماذا؟ وبعد المشاهدة التالية تيقن تماماً إنه إنجاز فنى عظيم ، إنجاز فنى بغاية الصعوبة ، من الصعوبة مشاهدته ومن الصعوبة شرحه ولكن هانك صنعه بغاية البساطة وأنت تستسلم لعظمته بغاية البساطة حتى لا تستطيع أن تتخلص من هيمنته على عقلك، ولأجل ذلك مايكل هانك مخرج عظيم ولأجل ذلك فيلمه الآخير الحب – love  - Amour  فيلم عظيم .

Silver Linings Playbook - 2012


 
نور الدين النجار
ديفيد أو رسيل يكافح بشدة ليصبح من الاسماء الهامة في تاريخ الإخراج الأمريكي وهو يسير نحو ذلك بخطوات مدروسة وممتازة، قبل عامين نال ترشيحه الأول للأوسكار عن فيلم The Fighter  قصة حقيقية رائعة عن اتصال الفرد بعائلته ومجتمعه ونضاله للنهوض منها وبها، الفيلم توج بجائزتي أوسكار للأداءات التمثيلية الجبارة التي قدمها كرستيال بيل وميليسا ليو و كان من المتوقع بعد نجاحه الكبير أن يدخل أو راسيل بدائرة الغياب ولكنه وبشكل مفاجئ عاد واكتسح الساحة مجدداً بفيلم يحوي نفس الصيغة التي جذبت الجمهور له سابقاً، قصة عائلة ومجتمع، مرض نفسي ، علاقات حميمة ، رياضة ، حياة بمنتهى الواقعية وأربع أداءات تمثيلية مبهرة استحقت أربع ترشيحات للأوسكار في جميع الفئات في ظاهرة لم تتكرر كثيراً بتاريخ الجائزة.