RSS

Monsters University - 2013


إصرار استديو بكسار على صنع أجزاء جديدة لروائعها القديمة يشير إلى حد ما إلى إن الشركة في الخطر، فبعد الجزء الثالث عظيم من حكاية لعبة جزء ثاني سيء من سيارات ثم الفيلم المقبول
Brave، والآن الجزء الثاني من شركة المرعبين، الخطورة بالأمر هو الحساس بنضوب نبع الأفكار الجديدة للشركة التي كسرت تقاليد صنع الأنيميشين وقدمت روائع في هذا النوع طول العقد الماضي والأخطر إن الأجزاء الجديدة ليست على مستوى سابقها – باستثناء حكاية لعبة – الأمر يمكن وصفه حالة من الركود دخلتها الشركة عام 2011 مباشرة عقب وصولها إلى قمة المجد في up  و حكاية لعبة 3،  شيء يشبه حالة الانحدار السريعة غير معروفة السبب وريداً رويداً لم يعد فيلم بيكسار هو الفيلم الأكثر انتظاراً لعامه، والأسوأ إن سمعة الأنيميشين كلها أخذت تتراجع معها وكأن الشركة الشابة هي من كانت تعطيها قيمتها الحقيقية ليأتي تتويج Brave  بالأوسكار العام الماضي شيء من باب عدم وجود بديل أفضل لا قضية استحقاق وامتياز كعامي 2003 و 2004 و متواليات أعوام 2007 حتى 2010 ، رغم إن كل صناع الأنيميشين اليوم يصنعون أفكارهم بوحي بيكسار فكراً وشكلاً ومضموناً وإتقان التقليد ربما هو السبب بضياع هوية بيكسار – التي لم تتطور – بين هوية باقي الشركات – التي تطورت - .


الشركة أصابها عطل غريب في جزء سيارات الثاني ولم تستطع شجاعة بريندا انقاذها رغم نجاحها بالحفاظ على توازنها إلى حد ما ، الشركة كانت أمام خيارين إما الاستمرار بتقديم أفكار جديدة – مع المخاطرة بعدم تقبل هذه الأفكار- أو العودة إلى القصص القديمة – مع مخاوف عدم قدرتها على أن تكون بمستوى سابقاتها – فجاء الحل في المزج ، فيلم جديد وقصة جديدة ولكن بشخصيات وعوالم فيلم قديم، وهكذا قدم دان سكانلون (كاتب فيلم سيارات) فيلم جامعة الوحوش، ليس كتتمة للقصة القديمة وإنما استخدام عوالمها وشخوصها لصنع قصة جديدة مختلفة تماماً حتى بالأفكار التي تعالجها، خطوة ذكية نجحت بجذب الجمهور القديم للفيلم الأصلي وقدمت لهم ما أرادوه عن عالم الوحوش وفي نفس الوقت قدم قصة جديدة جيدة.
الفيلم استقبل بشكل جيد على شباك التذاكر ومقبول من النقاد، لم يعد بيكسار للصدارة ولكنه حافظ على موقعها وتواجدها، هو ممتع جداً أقل من مستوى السابق وليس على سوية أي رائعة من روائع بيكسار الاصلية ولكنه أفضل ما قدمته منذ حكاية لعبة 3، هو فيه الكثير من العودة إلى استراتيجيات وأفكار بيكسار الأصلية ، بإمكانك أن ترى فيه حكاية لعبة وسيارات وراتاتويل، حيث خفضت حدّة المغامرة بالأخص بعد تزايد منتقدي هذا الجانب في فيلمي up  و brave  وحصل اهتمام أكثر بالشخصيات وعلاقاتها ومشاكلها الدرامية بشكل جاد ومقبول لكل الفئات العمرية والمشاهدين ، هناك إعادة أحياء لعلاقة منافسة وصداقة بين أضداد – كما من حكاية لعبة، وقصة إعادة اكتشاف الذات كما من سيارات، وبحيث بعلاقة الشخص بطموحاته وأهدافه وقدراته من راتاتويل.
الفيلم لا يستمر من حيث توقف عن التغيير الذي طرأ على عالم المرعبين، بل يعود إلى الماضي جداً وبداية تعرف مايك (بيلي كرستال) و سوليفان (جون غودمان) في كلية المرعبين وطموحهما بأن يكونا سيدا عالم الرعب، مايك المهووس بهذا المجال رغم عدم تمتعه بأي خاصية تجعله مرعباً بل على العكس مضحكاً ولكنه مع ذلك مجد في دراسته وحفظه لكامل منهاجه، أما سوليفان مرعب بالفطرة وسليل عائلة رعب عريقة ولكن عابث ومهمل بدروسه، العلاقة بينهما تشوبها التوتر والصدامات ، على عكس علاقته براندي (ستيف بيشوب) شريكه بالسكن، صراعهما يتسبب بطردهما من صف الرعب فينشئا فريق خاص ليدخل بطولة مقابل عودتهما ضمن رهان مع المديرة (هيلين ميرين) ، القصة جميلة ولكنني ككل المتابعين كنت أفضل متابعة القصة عن تغيرات عالم المرعبين أو دخول المرعبين إلى عالم البشر كعكس للقصة القديمة ولكن فكرة العودة للجامعة كانت مجالاً جيداً لاستعراض عوالم جديدة وظهرت بشكل ممتاز.
هناك دراما جيدة في العمل، مواقف كوميدية رائعة وأفكار ناضجة معالجة بشكل جيد رغم إننا شاهدناها سابقاً بأفلام بيكسار الأولى، الفيلم يصل للذروة مع اقتحامه عالم البشر في أقصر مغامرات بيكسار زمناً ولكنها ممتازة جداً كأفضل ماقدمه الاستديو من مغامرة وتمنيت لو طال وقتها أكثر وأخذت مساحة أكبر.
الفيلم كعادة بيكسار مصنوع بجهد بصري ممتاز من حيث الألوان والموسيقى والرسوم والاعتناء بصنع أكبر قدر ممكن من الشخصيات الغريبة والأداءات الصوتية ممتازة بالأخص من هيلين ميرين، في فيلم جيد جداً مبهج ويستحق المتابعة.

8.5/10

0 التعليقات:

إرسال تعليق