RSS

Mother! – 2017



لن استغرب إن سمعت أن دارين أرنوفسكي قرر الاعتزال بعد هذا العمل، فهو يبدو وكأنه جمع فلسفته كاملة حول الحياة من أدق الأمور إلى أعقدها فيه، كأنه يكتب كتابه المقدس الخاص من خلال الكاميرا، هو ليس ذروة أعماله فنياً على أهميته ولكنه ذروتها فلسفياً وفكرياً، وحصيلة مشروعه الفكري قبل السينمائي الذي انطلق قبل عشرين سنة، لأجل ذلك هو عمل مهم، أكبر من مجرد شريط سينمائي بل عمل فكري متكامل مريب ومقلق ومحير وجدلي وغريب وجريء ولا يناسب الجميع وربما لا يناسب أحد لأنه ليس لأحد، هو بوح أرنوفسكي الخاص وصرخة غضبه على كل شيء ونظرته حول كل شيء، عمل من النادر أن نرى مثيله بمسيرة السينما ومهم بقدرته على إثارة الجدل سواء سينمائياً أو فكرياً.