RSS

Lost in Translation - 2003




عام 1990 قدم فرانسيس فورد كوبولا  الجزء الختامي من ملحمة المافيا العرّاب ، جزء عمل به كوبولا على إعادة أمجاده السبعيانتية التي خبّت في الثمانينات، الفيلم - كعادة كوبولا - حوى كل عناصره البراقة بما فيها مزج حكمة المخضرمين بمواهب الشباب فمع وجود أل باتشينو ودايان كيتون وتاليا شير كان هناك أندي غارسيا وأبنته صوفي، صوفي كوبولا كانت مشروع والدها لا لتكون فقط الوجه الشاب الجديد في العرّاب بل أيضاً الجيل الجديد من عباقرة عائلة كوبولا السينمائية ولكن صوفي لم تنجح أن تكون لا هذا ولا ذاك، فأدائها لدور أبنة مايكل كورليوني المدللّة شكل وصمة العار الحقيقية لفيلم العرّاب 3– بل للسلسلة كلها – ومع ترشيحات الأوسكار التي نالها الجزء الثالث نالت كوبولا على التوازي جائزة ريزي كأسوء ممثلة.

على مدى عقد لاحق حافظت كوبولا على سمعتها السيئة تلك ولم يتردد اسمها بالأوساط الفنية سوى من خلال ارتباطاتها العاطفية السريعة بمواهب إخراجية شابة (كوينتن تارنتينو و سبايك جونز وويز أندرسون) وحين فقد الكل إيمانه بها كان والدها هو الوحيد الذي يثق بأنها قادرة على أن تدخل نادي كوبولا الذهبي، عام 2003 أعاد لها امتحان القبول تبنى لها نصها العظيم ضائع في الترجمة ونجحت بالامتحان بتقدير ممتاز، ففيلمها المستقل ضئيل الميزانية أصبح من ظواهر عامه الحقيقية مع نجاح تجاري جيد ومديح نقدي عالي شكل منافسة خطير للجزء الثالث من ملحمة بيتر جاكسون سيد الخواتم ولدراما كلينت إيستوود القاتمة نهر غامض، كوبولا تمكنت بفيلمها ذاك من انتزاع الغولدن غلوب في ثلاث فئات (أفضل فيلم وممثل كوميدي وأفضل سيناريو) ونالت الأوسكار لأفضل سيناريو وأصبحت ثالث مخرجة تنال ترشيح للأوسكار.
ما قدمته كوبولا بعملها ليس كوميدية رومانسية عادية، ليس عمل تقليدي رغم شكله الخارجي، بملاحقتها لعلاقة صداقة خاطفة بين ممثل عجوز وطالبة دراسات علية فلسفة في طوكيو تسبر أغوار المعاناة الإنسانية بين حالة الروتينية والبرود التي تصيب الهرم ومعاناة الإصطدام بالواقع والشعور بزيف العالم ومبادئه وإنعدام الهدف لجيل الشباب، تجعل المشاهد يلمس معاني الوحدة الحقيقية في عالم يحوي 6 مليارات إنسان، وعلى التوازي تعرض الخط الفاصل الرفيع بين الصداقة والجنس وتتحكم ببراعة بهذا الخط وتمشي عليه كلاعب خفة متوازن مقدمة علاقة لم تتطرق لها السينما كثيراً علاقة حب روحي علاقة أكبر من الصداقة ولكن لا يمكن لها أن تصل للحب ، علاقة حاجة إنسان للآخر ليقاسمه السرير، ليس بغرض جنسي بل غرض أن يكون هناك شخص في نهاية النهار يستمع له ينصت لهمومه لمشاكله ومخاوفه ويساعده على تجاوزها دون أن يمسه بالضرورة.
كوبولا منذ بداية عملها تقول للمشاهد إنه لن يرى علاقة جنسية بين بطليه ولن تجمعهما عاطفة رومانسية تقليدية سيقفان على الحدود دون أن يعبرانها تقول ذلك بافتتاحية العمل صورة  لمؤخرة (شارلوت) سكارليت جوهانسون وهي ترتدي ثياب داخلية شفافة، العلاقة بالعمل لن تتعدى هذا اللباس الشفاف وارتباط البطلين لن يفصل بينهما سوى حاجز هش كتلك الملابس، ثم يبدأ بالعمل بمشهد استيقاظ لـــبوب (بيل موراي) في سيارة ليموزين تنقله من مطار طوكيو إلى فندق سيقيم به، في ذلك المشهد الذي يبدو به مدهوشاً بألوان أبنية طوكيو وصخبها تشعرنا صوفي إنها أدخلتنا بجو سريالي وكأن بوب بملامحه غير المستوعبة للواقع يعيش حلماً فنتازياً جو الليل مع ألوان الأبنية الساطعة المنوعة و الأحرف والكتابات العملاقة الغريبة أشكال الناس غير المألوف وملابسهم المزركشة والأصوات والتمتات غير المفهومة، بهذا المشهد الرائع تبدع صوفي بأن لا تجلعان نؤمن إنه يوجد هنا فنتازية أو سريالية إن الفيلم ما زال واقعي ولكنها تجعل أحساس البطل بسريالية ما يحدث و بالغرابة وعدم الانتماء للبيئة التي يقتحمها يصل للمشاهد ويشعر به، صوفي لا تقوم بالكثير لتعرفنا ببطلها الرئيسي مجرد ملامح عامة ممثل مشهور في خريف عمره يذهب إلى طوكيو ليمثل إعلانات لمشروب ويسكي ذائع الصيت وعدا هذا لا تعرض لنا طوال العمل أي صفات غريبة أو استثنائية لبطلها النجم السينمائي سوى جنوحه لإدمان الخمر وعدا ذلك تستعمل هوية النجم كمبرر لاتجاه البطل إلى طوكيو وعزلته وعدا ما هنالك هو مجرد إنسان عادي بكل أوجاعه وهمومه.
العمل ذو محتوى بغاية الكآبة بمعالجته لموضوع كئيب جداً موضوع الوحدة والعزلة البشرية ولكن مع ذلك صوفي تنجح بأن تضخ فيه روح الدعابة والكوميدية المقبولة والمتوازنة والمنسجمة مع الحدث، مشاهد من قبيل اصطدام بالحضارة الجديدة مشاهده مع المترجمة أو استعماله للدوش والآلات الرياضية ودخول العاهرة والحديث معه وحضوره بالبرنامج التلفزيوني والمشهد الأكثر إبهاجاً حواره مع العجوز الياباني، مشاهد مبهجة تبعث على الابتسام وتضفي جو جميل جداً على العمل ومهمة لإشعار المشاهد بحالة الوحدة التي يعيشها البطل، حتى أثناء مشاهدته للتلفاز لأحد أفلامه لا يفارقه الشعور بالملل بالأخص كونه مدبلج لليابانية، في الفندق يلتقي ببعض معجبيه ولكنه لا يهتم جداً لهم ولا يجاملهم حتى بينما تجذبه فتاة أمريكية يبتسم لها بالمصعد ولا تكترث له ليحاول التقرب منها مجدداً فهو يبحث عن من يهتم به كإنسان لا من يعامله كنجم سينمائي وتلك الشابة التي لم تعش أيام مجده السينمائي والتي لها اهتمامات مختلفة عن السينما هي من يمكن لها أن تلعب هذا الدور.
عقد بوب ينتهي خلال يومين يصور الإعلان ويعود وبجعبيته شيك بمليون دولار، ولكنه يوافق على الاستمرار لأسبوع للظهور ببرنامج فكاهي في طوكيو ، البقاء سيوفر له المزيد من المال، ولكن المال ليس فقط ما يهمه هو بحاجة للابتعاد عن عائلته وحياته الروتينية، أحاديثه مع زوجته توحي بمدى الملل الذي يجتاح حياته أحاديث روتينية كشخص يتحدث مع زميله بالعمل أو موظف عنده ، أحاديث خالية من العاطفة تدور عن مشكلة الأطفال أو سجادة تريد شرائها أو تجهيز أثاث منزلي، أحاديث تشعره أنه غير متزوج أو إنه أخر اهتمامات زوجته وأولاده وتشعل بداخل ذلك الشخص الحاجة لعاطفة تملئ برود حياته الهرمة، وبالتوازي مع بناء صوفي الممتاز لشخصية بوب تصنع شخصية شارلوت، لا تدخلها بشكل طارئ على العمل وإنما يتم التمهيد لها طويلاً بالعمل قبل أن تجتمع بـ بوب، الفتاة التي انهت دراسة الفلسفة وسافرت مع زوجها إلى اليابان، هي لتكمل دراستها وهو ليعمل بتصوير المشاهير، هناك تصدم بواقع الحياة وإن ليس كل ما تحلم به قادرة على تحقيقه، جو العزلة والوحدة الذي تعيشه في اليابان يفاقمه اكتشافها إن زوجها ليس الشخص الاستثنائي الذي حلمت به ، هو سطحي وبعيد عن ميولها الجادة ومنغمس بعمله وشعلة حب الشباب المتقدة بينهما بدأت تخبو، لا تشعر بالانسجام معه ومع صحبه وتشعر بفراغ روحي لا يستطيع اي طقس ديني في اليابان ملئه، تقضي أيامها بثياب النوم في الفندق تجلس على شرفتها العالية تراقب العالم من أعلى وهي بعيدة ومنعزلة عنه، تدور ملاهي طوكيو ومراكزها التجارية تراقب انغماس الشباب بآلات الألعاب الإلكترونية وانعزالهم عن أي شيء آخر مكونين به عالم خاص منعزل لا يحتاج به الإنسان للتواصل البشري بوجود شريك إلكتروني مما يصيبها بالإحباط لخبو الروح البشرية وانطفائها التي تموت وتهيمن عليها العزلة الباردة ببرودة الآلات ، وفي جلسة تجمعها مع زوجها وصديقته الممثلة المشهورة وهم منغمسين في أحد أكثر الأحاديث السطحية التي يمكن أن تسمعها تهرب منهم إلى طاولة بوب الذي لمس مدى العذاب الذي تعيشه هناك، لتنشئ بينهما بلقاءات معدودة في أيام قلائل صداقة حقيقية، صداقة واضحة الغرض منذ بدايتها كلاهما وحيد كلاهما غريب كلاهما يشعر إنه في سجن ويريد الهرب.
صوفي تبدع بملاحقة تفاصيل صداقة بطليها أحاديث يفضي بها كلاهما عمّا يعيشاه ويعانياه يبدوان رغم الفروق الكبيرة بينهما يتقاسمان الكثير ليتحدثا به، كلاهما صدمته الحياة بواقعيتها كلاهما يعيش أزمة زوجية تختلف ظروفها بحكم العمر ولكن برود الحياة الزوجية لا يختلف إن كان مضى عليها عشرين سنة أو سنتان، كلاهما لا يريد إنهاء زواجه ولكن يريد فقط فرصة استراحة ، في رحلتهما ولقائهما بأصدقاء شارلوت تبدو فسحة متنفس روحي جميل يعيشانه يدخلان به كمستكشفين غريبين لعالم غريب بكل شيء أشبه بعالم خيالي، أيام قليلة فقط قضياها سويةً ولكن مع ذلك صوفي تنجح بأن تملئ تلك الأيام تستغلها بالكامل لتصنع أحداث وأحاديث وذكريات جميلة، تشعر بأنها كافية ووافية ولا تتطلب أكثر ولو استمرت العلاقة فترة أطول لانتهى كل شيء، هي فعلاً أشبه برحلة أو إجازة أو حلم رومانسي يجب الاستيقاظ منه ليبقى منعشاً ولا ينخره الملل والتكرار، أحاديثهما بين بعضهما لا يفترض كلها أن تدور عمّا يعانيان منه بل بعضها والكثير منها أحاديث يومية بسيطة عادية لا شيء مهم فيها، وأحياناً يغرقان بالصمت وكأنه لا يهم أن يتحدثا يكفي وجود شخص في العالم إلى جانبك يكون مستعداً لأي لحظة ليستمع لك ويحدثك بما تعانيه.
صوفي تلعب بذكاء على علاقة بوب و شارلوت تدخل المشاهد بجو من الفضول حول إلى أي مدى ستطور العلاقة وتصل به، هي أكثر من الصداقة وأقل من الحب، شيء من الحب الروحي الذي يريدان له أن يبقى هكذا دون أن يتطور أكثر لأن الانغماس أكثر يعني الدخول بمتاهات ومشاكل لا يريدانه عدا إنه سيدمر الشيء الجميل الذي نشئ بينهما، علاقة لا تتجاوز حدود اللمسات الخاطفة والقبلات السريعة وكأن كلاهما يسرق لحظات الجسد مع تنامي الرغبة الجنسية لكل منهما، بوب يلاحظ الإصابة في قدم شارلوت حين لم يلاحظها زوجها، بل هي من تخبره بهذه الحادثة حين لم تهتم بمفاصحة زوجها بها وهو يهتم بها ويسعفها مما يشعرها بنشوة وجود من يهتم بها، وحين تضبطه وقد أقام علاقة جنسية مع المغنية في الفندق تمتلؤها الغيرة وهو يقتله الخجل ولكن هذا المنعطف كان مهم لكي تدرك إنهما فعلاً بدأا بحب بعضهما وليدركا بنفس الوقت إن العلاقة لا يمكن لها أن تنجح فـهو لا يختلف عن أي نجم سينمائي هوائي بعلاقاته، ليس من النوع الذي ستكون سعيدة معه فهو سطحي وفارغ إلا حين خرج من الجو وشعر بإنسانيته تناديه ولكن خروجه ليس سوى إجازة سينهيها ويعود إلى حياته وطبيعته وعندها سنتهي الإنسان الحقيقي الذي أحببته وهو كذلك إدراك إن اختلافه الحالي نابع فقط من ملله ولكنه في النهاية لن يكون إلا نجم سينمائي وطبيعته هذه لن تفارقه أبداً عدا إن العلاقة هذه تعني دمار لعلاقاتهما السابقة زواجهما الذي يريدان له الاستمرار وإصلاحه، في نهاية العمل يودع بوب شارلوت بقبلة رومانسية ، قبلة شكر للإنعاش الروحي الذي ضخته به للعاطفة التي أحيتها بداخله، لا يطلب منها رقم هاتف أو عنوان وكأنهما لا يريدان الاستمرار بالتواصل، يريدان الحفاظ على الذكريات الجميلة التي قضياها على الحلم الرومانسي الذي عاشاه معاً، لا يريدان تدمير تلك اللحظات بالتواصل في أمريكا التي ما كانت لتجمعهما أبداً فلولا غرابة المكان وما ولده من حاجة للآخر لما كانا انسجما سويةً وعاشا تلك العاطفة سويةً.
الفيلم من أكثر الأفلام شاعرية في السنوات الأخيرى، السيناريو عميق ومعقد بمحتواه وشديد البساطة بنسجه وبنفس الوقت يحتوي عنصر الشاعرية وعنصر الجدّية والفكاهة، صوفي استحقت الأوسكار عن هذا السيناريو هو ربما من أفضل سيناريوهات العقد الماضي مع ميمنتو و مولاهند درايف والملكة و إشراقة أبدية على عقل بلا ثغرات وكلمها، صوفي توازيه بعمل إخراجي مميز، المونتاج والموسيقى يلعبان دور كبير في العمل، فالمونتاج يوازي بتنقلاته بين بوب و شارلوت ليصنع بنفس الوقت بناء متصاعد للعلاقة وبداية نشأتها وتطورها، الموسيقى تعطي شاعرية وهدوء جميلين وجو مميز للعمل، التصوير مذهل درجات الإضاءة الداكنة والاستفادة من أنوار المكان وأضواء الشارع وديكورات الفندق والشوارع والأبنية واستغلالها لأقصى حد لإعطاء أجواء وأبعاد بصرية مبهرة وبغاية الجمالية.
إنجازصوفي العظيم ما كان ليكتمل لولا عبقرية الأداءات التمثيلية من بيل موراي وسكارليت جوهانسون، بيل موراي مناسب جداً للدور طبيعته الهادئة ووسامته السينمائية الكلاسيكية بالإضافة إلى مسيرته الخاصة كنجم عاش أيام ذهبية في الثمانينات دون أن يحافظ على استمرارية على نفس المستوى جعلته مبهر بهذا الدور، أسلوبه الفكاهي المتزن بالحديث وتمثيله بأقل الانفعالات الممكنة بالاعتماد على النظرات والتحكم بانخفاض نبرة الصوت وعيش الشخصية وتقديمها للمشاهد من لحم ودم جعل من أدائه هذا عمل بغاية الإبهار، بيل موراي الذي انطلق بمشاركته في بداية الثمانينات إلى جانب داستين هوفمان في توتسي ثم تصدره لبطولة صيادوا الأشباح وقيامه عام 1993 ببطولة الفنتازية الرومانسية الكوميدية الرائعة يوم السنجاب وعاد بعد اختفاء في فيلم ويز أندرسون The Royal Tenenbaums  وقدم هنا أفضل أداءاته واستحق ترشيح الأوسكار وكان لدوره هذا الفضل بإعادته القوية للساحة، فمثل عام 2004 مجدداً تحت إدارة ويز أندرسون في2004 The Life Aquatic with Steve Zissou وقام عام 2005 ببطولة فيلم جيم جارموش زهور محطمة وعام 2012 قدم أداء رائع في فيلم ويز أندرسون الأخير مملكة ضوء القمر ، سكارليت جوهانسون تحولت إلى إحدى نجمات الصف الأول بعد دورها هنا، الشابة العشرينية أظهرت نضوجاً رائعاً ومزج بين جمال الشكل وعمق الموهبة التعبير عن معاناة الشخصية همومها وحدتها ضياعها بأقل المشاهد الحوارية وبأكثر التعابير الهادئة عمقاً ووصولاً للمشاهد، الفيلم أكسبها ترشيح غولدن غلوب وكان له الفضل بإطلاق مسيرتها الرائعة فنالت ترشيحان آخران متتاليان في الغولدن غلوب عامي 2004 و 2005 عن أغنية حب لبوبي لونغ وعن نقطة الفوز للمخرج وودي آلين الذي حولها إلى إحدى شقراوته المميزات فمثلت معه أيضاً بفيلمه الرائع فيكي كرستينا برشلونة عام 2008 ، جوهانسون لم تكتفي فقط بأدوارها الدرامية الرائعة أصبحت أعلى النجمات الشابات أجراً بعد نجاح أفلام الجزيرة ويوم الفلانتاين و الرجل الحديدي2 و أفينجرز ، في العمل شاركت أيضاً نجمة الكوميدية الشبابية أني فارس بدور مبهر رغم ضئالة مساحته دور النجمة السينمائية شديدة السطحية والطيبة لدرجة الغباء، تبدو مزيج من شخصيتها الحقيقية مع كاميرون دياز، عفوية وبعيدة عن الاصطناع ولم تنزلق لتجعل الشخصية أضحوكة بل مقبولة للمشاهد وتعلق في الذاكرة، جيوفاني رايباس بظهور سريع بدور المصور أيضاً ينجح بالتوازي مع أني فارس بصنع جو مميز وجميل وفكاهي بالعمل هو الآخر ممتاز في الدور وعفوي وواقعي جداً به.
التصفيقات الطويلة التي حظيت بها صوفي كوبولا في حفل أوسكار 2004 كانت مستحقة جداً، كانت تصفيقات ترحيب لنادي كوبولا ، النادي الذي أقتحمته بقوة واستحقت به مقعد إلى جانب والدها فرانسيس وعمتها تاليا شير و ابن عمها نيكولاس كيج وشقيقها رامون مع نظرات رضى سماوية من جدها الموسيقار السينمائي الراحل، هي أثبت مع السنوات اللاحقة استحقاقها لهذا المقعد ففيلم ماري أنطوانيت عام 2006 عرض في كان ونال نقد إيجابي إلى حد ما وفيلم somewhere  عام 2010 نالت عنه الأسد الذهبي في فينيسيا وبه اقتحمت مجدداً عالم العزلة لنجم سينمائي وقدمت من خلاله وجه تمثيلي سينمائي شاب جديد هي إيلي فانينغ، وآخر أعمالها هو  the bling ringالذي سيعرض بدورة مهرجان كان القادم.
10 /10

0 التعليقات:

إرسال تعليق