RSS

أفضل 10 أفلام لعام 2012




الكتابة أمر متعب .... أحياناً تشعر بالإرهاق وأنت تنقب عن الكلمات لتصفها وتسطرها في مقال أو حتى جملة ما، تشعر وكأن التصحر بدأ يغزو ما كان قريحتك الخصبة والقحط جفف كل ينابيعك ، الأمر مزعج ومتعب جداً وقد غزاني كثيراً العام السابق وهو يجتاحني الآن وأنا أكتب هذه الكلمات والأمر كله بالأصل يبدو خطأنا نحن ونحن من جلبناه لأنفسنا، هذا الإنكباب الإدماني على الكتابة ونحن نلاحق أفلام العام هو من جعلنا نستنفذ كل طاقاتنا ، الأمر كالمخدر يجعلنا نحلق من النشوة ولكنه يدمرنا، ولكن من شاهد ما شاهدناه هذا العام من روائع سينمائية ربما يستطيع أن يلتمس لنا العذر، هذا العام كان مختلفاً كان صعباً جداً، كم هائل من الأعمال الممتازة وجميعها متقاربة المستوى وجميعها يوجد ما يستحق أن نكتب عنه أمر يجعلنا نفقد السيطرة على ذواتنا ونندفع وراء شاشة الحاسب ونضرب الأزرار البلاستيكية بجنون لنشعر ولو لدقائق أننا جزء من شيء رائع عشناه وشاهدناه ، أننا لا نكتفي فقط بالمشاهدة فقط بل نحاول أن نكون فاعلين نحاول ان نقوم بدور الوسيط بين من عرض وبين من شاهد، ربما هو شعور واهم باسطناع الأهمية تولده الغيرة من أناس استطاعوا أن يقوموا بشيء نحلم جميعاً أن نقوم به يوماً من اليوم وربما نقضي سنوات عمرنا ولا نستطيع تحقيقه ولكن على الأقل حاولنا.
الإندفاع وراء حلم صناعة شيء هام بحياتنا ولو كان المساهمة بصنع شريط سينمائي يختزل الحياة بمنظرونا خلال ثلاث ساعات على الأكثر، كيف يمكن تحقيق هذا؟، وكيف يمكن تحقيق أي حلم كان مهما كان بسيطاً في مجتمع كمجتمعنا؟ مجتمع غارق بالحروب والحقد والكره على الأخر ؟ الأمر يبدو مستحيلاً ولكنه ليس كذلك إلا إذا أردناه كذلك، القضية لا تتعلق بتحقيق الحلم ولكن على الأقل أن نحاول تحقيقه حتى ولو نتمكن من ذلك، عام 2012هو عام بين أفليك الذهبي، هذه حقيقية لا يمكن إنكارها، وهذه الحقيقة تذكرني بالبداية الرائعة له عندما كان مع شريكه مات ديمون مشردين يبحثان عن فرصة لم يعطيهما لهما أحد فصنعاها بنفسيهما ، لم يكن طريقهما معبداً ولكن بذلا الجهد حتى وصلا لما حلما به يوماً واليوم هما بعد أربعة عشر سنة على إنجازهما العظيم في Good Will Hunting  يقفان شامخين على قمة جبل هوليوود يحركان المدينة بطرف أصبعيهما، لما لا يفعل كل منا ذلك ؟، لما لا نحاول سرقة فرصنا بأنفسنا عندما لا يعطينا لها أحد، لأجل ذلك أنا أنشأت هذه المدونة، سنوات والجميع يقول لي لديك شيء تستطيع تحقيقه لديك شيء تستطيع تقديمه، ولكن في مجتمع لا يهمه التسويق الإعلامي الجاد للكتابة الوحيدة التي نبرع بها، الصحافة السينمائية الجادة، كنت مجبراً على الانتظار وتحمل الرفض وأحياناً السخرية والتسكع في صفحات المنتدات الإلكترونية المنسية، لأجل ذلك وبلحظة غضب انشأت هذه المدونة، نافذة لأقول للعالم إذا كان لا يريدني فيه فسأفرض نفسي عليه ، سأحاول أن أصنع اسمي الخاص بنفسي دون أحد، ربما استطيع أن أزرع حجر أساس في طريق نحو الحلم الذي أنشده الكتابة السينمائية.
عام مضى على إنشاء المدونة وتبدو إلى حد الآن تسير رغم كل الصعوبات التي أعانيها بالاستمرار معها بطريق مقبولة، ليست كما اشتهي، ولكنها على الأقل لم تتوقف وهذا أمر مبشر، الأمر يبدو مبهجاً كمراقبة ابن يكبر، وربما سيكون مبهجاً أكثر عندما استطيع أن أحقق ما أحلم به وصنع اسم هام بعالم الرواية أو الكتابة السينمائية أن أنظر خلفي وأرى إن البداية كانت من هنا من حلم صغير وفكرة بلحظة مجنونة مشيت وراءها دون هوادة وكلل.

بالعودة إلى عام 2012 ، العام المتعب بدا ساخناً منذ بدايته، الحديث عن الأوسكار بدأ باكراً جداً مع بداية عرض ألعاب الجوع ، ربما التأثر بمستوى عام 2011 المتوسط جعل المتابعون ينتظرون باكراً التعويض بأعمال العام الجديد فبدأ التهليل سريعاً لأوائل الأفلام الجيدة ولكن هذا الفيلم نسي مع تدافع العروض الممتازة السريعة، كان عام أبرز ما يميزه – على الأقل بالنسبة لي – هو عرض اثنين من أجزاء جديدة لأفلامي المفضلة، الجزء الأخير من ثلاثية نولان الوطواطية والبداية الجديدة لمغامرة جاكسون الأسطورية ، عودة الاجتماع بهذين العملين أثارا لدي شعور الشغف الطفولي بالسينما، كانا أكثر عملين منتظرين بالنسبة لي ورغم إنهما لم يحققا أمجاد أجزائهما السابقة فكلاهما أعادا تكرير سيناريو حرب النجوم بطريقة مختلفة نولان بصنع خاتمة مرضية ولكن ليست مبهرة بالكامل لسلسته على مستوى الجزء الثاني، وجاكسون بصنع بداية سلسلة جديدة لم تكن على مستوى سلسلتها الأقدم، رغم إنهما لم يستطيعا جذب الأضواء المعدة لهما ولكنهما بالنسبة لي كانا مرضيين جداً ومقنعين لم يشكلا لدي صدمة كحال عودة واشكوستي بأضضم أعماله منذ ماتركس غيوم أطلس كارثة عام 2012 الحقيقية وأسوء أعمال السنة عن جدارة.
هوبيت وعودة فارس الظلام كانا على رأس ظواهر السنة ، ظواهر شملت سكاي فول برهان سام منديز على جزء جديد مختلف عن سلسلة بوند نجح بتحقيق اضخم نجاح للسلسلة درامياً وتجارياً، ريدلي سكوت وعودته للخيال العلمي بروميسيوث أثارت جدلاً كبيراً لا استطيع انكاره رغم إنني من أنصار العمل، الكوميكس كان له حضوره الخاص ليس فقط بفارس الظلام بل أيضاً عودة المدهش الرجل العنكبوت واجتماع الأبطال الخارقين في أفينجرز، أبطال السينما الخارقين اجتمعوا أيضاً بقيادة ستالون بفيلم أكشن رديء المستوى وليام نيسن ايضاً حاول صنع بطولاته الخاصة بتيكن الثاني وتوم كروز حذى حذوه ، وويل سميث عاد للساحة بعد غياب في رجال بالأسود الثالث ، بينما كان للكوميدية حضورها الخاص الجيد في تيد وديكتاتور و 21 شارع جامب وحاول تيم بيرتن وشريكاه جوني ديب وهيلينا بونان كارتر أن يسجلا حضور بالكوميدية الفنتازية في الظلال العاتمة ولكن التجربة فشلت أيضاً بشكل مريع هيلينا أنقذت نفسها بالبؤساء وزوجها كذلك نجا مع عودته لملعبه الأول الأنيميشن فرانكولين الذي حاول أن يصنع فارق في سنة شهدت انحدار لمستوى أفلام الأنيميشن فحتى بيكسار لم تستطع إنقاذ الموقف مع بريف.
الحق يقال لم تكن سنة مغرية جداً على صعيد الأعمال التجارية باستثناء سكاي فول و نهوض فارس الظلام ولكن فنياً كان عودة قوية للسينما الأمريكية، عودة بدأت من مهرجان كان عندما هيمن النجوم الشباب على المهرجان ، المخرج الشاب ويز أندرسون افتتح الحفل في مملكة شروق الشمس وعرض في المهرجان فيلم روبيرت باتسون مع ديفيد كرونبيرغ و كريستين سيتوارت رود و زاك ايفرون بيبر بوي، بالإضافة إلى فيلم براد بيت أقتلهم بنعومة، مع محاولة قوية للسينما الفرنسية بالحفاظ على أمجادها في حب و غبار وعظام ، مهرجان كان مرّ بسلام ولكن الفوضى عادت لتعم أرجاء مهرجان فينيس مع فيلم بول توماس اندرسون ماستر الذي هيمن على الحفل بثلاث جوائز الأسد الفضي و جوائز الإخراج والتمثيل وأعلن افتتاح موسم الجوائز.
موسم الجوائز كان عجائبياً ، المديح باكراً لاحق آرغو وسيلفر لايننغ بلاي بوك ثم بدأ النقاد بالإنحياز نحو زيرو دارك ثيرتي وانقسمت فيما بعد أقلامهم وجوائز جمعياتهم بين لينكولن والبؤساء ، ثم عرض حياة باي وحظي بتصفيق طويل، وتحول الهتاف لاحقاً نحو جانغو تارانتينو، الخلاف تجاوز السينما ووصل لأروقة السياسة ، الكونغرس ناقش بجلسة كاملة فيلم كاثرين بيغلو الجدلي وبعض المؤرخين لم يرضيه عمل سبلبيرغ والبعض شعر بمبالغة حول آرغو، وفي ظاهرة غريبة في السنوات الأخيرى انتصف موسم الجوائز ولم يعرف أحداً هويةً واضحة للفيلم الذي سيحمل التثمال الذهبي، الصورة بدأت تتكشف مع فوز آرغو بالغولدن غلوب، ثم تعقدت مع غياب بين أفليك غير المفهوم عن ترشيحات الإخراج في الأوسكار قبل أن يستحوذ على جوائز البافتا ونقابة المخرجين والمنتجين، بدا الأمر محسوماً إن آرغو سيكرر إنجاز قيادة السيدة ديزي وينال الأوسكار رغم تجاهل مخرجه لذلك بدأ التخمين حول هوية المخرج الفائز المحتمل، هل سيفعلها سبلبيرغ للمرة الثالثة أم إنه قد يكون إنغ لي، وربما يتابع الأوسكار مسيرته العالمية ويمنحها لهانك، أو يستمر ب تدليل مخرجه الجديد الممدوح أو راسل ، لنرى في النهاية حفل حوى كل مفارقات الأوسكار وحوادثه الغريبة، أرغو ينال ثلاث جوائز فقط أقل من حصيلة جوائز فيلما حياة بي والبؤساء ويصبح ثاني فيلم ينال الأوسكار دون أن ينال مخرجه الترشيح، إنغ لي نال أوسكاره الثاني ومجدداً دون أن ينال فيلمه أفضل فيلم بل إن غريمه نال مجدداً أفضل فيلم ومونتاج وسيناريو – كما فعل كراش 2005 -، دانيل دي لويس أول ممثل ينال ثلاث أوسكارات في فئة التمثيل الرئيسي وجورج كلوني ثاني من يجمع بين أوسكار التمثيل والانتاج عن فيلمين مختلفين بعد مايكل دوغلاس، جينفر لورانس أصغر من تنال أوسكار أفضل ممثلة، و كرستوفر والتز نال أوسكاره الثاني في نفس الفئة الممثل المساعد عن ترشيحه الثاني عن تعاونه الثاني مع تارانتينو والأخير نال بعد انتظار جائزته الثانية، هاثاوي الحالة الطبيعية الوحيدة، الشابة الصاعدة بنجاح حققت أكبر أحلامها السينمائية عام 2012 بالقيام بدور المرأة القطة وبنيل الأوسكار، هي عن جدارة نجمة العام بالإضافة إلى فتاة هوليوود الذهبية جينفر لورانس والفتاة الصاعد جوزيف جوردن لوفيت والمخضرم بروس ويليس.
ماذا يمكن أن نطلق لقب على هذا العام ؟ هو عام أمريكا ، أمريكا التي تحتضر بأزمة اقتصادية مجنونة ورصيدها الفني يتراجع عندما يتوج في أهم مهرجاناتها فيلمان غير أمريكيان في السنتين السابقتين بل وينتزعا جميع الجوائز الهامة تاركين للأميركان الفتات، بل حتى حين نرى فيلم إيراني يكون هو الأنجح نقدياً عام 2011 وحين يصبح رواد صناعة الترفيه من سينما وموسيقى غير أمريكان، تكون البريطانية أديل أفضل مغنية بالعالم والأغنية الكورية غانغام ستايل أنجح أغنية للعام الماضي، أمريكا الترفيه التي تحاصر بشكل خانق كانت تحتاج إلى هذا العام حتى تقول أنا هنا، فرأينا أمريكا التي تحرر العبيد، أمريكا التي تلاحق الإرهاب، أمريكا التي لا تنسى رعاياها، وفي النهاية السيدة الأمريكية الأولى منحت جائزة أفضل فيلم لفيلم هوليوودي يتحدث عن خدمات هوليوود للسياسة الأمريكية مصنوع بأسلوب الفيلم الهوليوودي المشوق ووراءه اثنين من أمراء هوليوود جورج كلوني المنتج وبين أفليك بطلاً ومخرجاً .
أفضل 10 أفلام
10
 Zero Dark Thirty

 كل المخرجات يعتمدنبمواضيعهن على العاطفة النسائية البحتة، ولكن كاثرين بيغلو تجنح إلى طريق مختلف، هي ربما أفضل من يقدم سينما الحرب اليوم، في رائعتها هارت لكر قدمت نفسية المحارب بطريقة لا يمكن أن يفهمها إلا ويشعر بعظمتها إلا من عاش الحرب وبعد تجربتي الخاصة أصبح فيلمها السابق من الأعمال المفضلة لدي، فيلمها هذا لا يكاد يقارب العظمة التي أحتواها هارت لكر ولكنه أيضاً فيلم لا يمكن تجاوزه، أكثر فيلم مثير للجدل عام 2012 وصادم بطريقة تقديمه للحرب على الأرهاب، أكثر الأفلام مصداقية وفجاجة وصدمة ولكن بيغلو عرفت مع شريكا مارك وايد بتقديم الوحشية بطريقة مقبولية إلى حد ما وفي بعض الأحيان تبررها، الفيلم توثيقي بالكامل وصعب في المتابعة ولكنه ممتع بالدخول إلى التفاصيل الحقيقية الكاملة وراء عملية الأغتيال الأهم بزممنا الحديث، لا يوجد دراما واضحة باستثناء التصوير الرائع لحالة الهووس التي تعيشها مايا في ملاحقتها لأبن لادن، تصوير مبدع بأرضية درامية مناسبة  و جيسكا شاستين تقول بأدائها العظيم مجدداً إنها من أهم ممثلات اليوم، الفيلم رغم إنه عن أهم الانتصارات الأمريكية المعاصرة ولكنه لا يحتفي كثيراً بهذا الانتصار بل يحتفي بمايا وانتصارها الخاص الذي لم يشاركها أحد بالسعي إليه في البداية ولكن الكل حصد ثماره سواها ويتجاوز الشكل التقليدي للتصوير الوحشي لشخصية عناصر القاعدة ويبدو يحترم جداً تلك العقلية العبقرية القتالية لأبن لادن واتباعه ويجعل الاحترام مبرراً ليصور مدى الصعوبات التي عاشتها مايا في رحلتها الطويلة بمطاردة رأس التنظيم الأخطر بالعالم ويدين دور باكستان باحتضانها الإرهاب دون أن يفجر أزمة سياسية معها، هو فعلاً من أذكى الأفلام التوثيقية وأكثرها أمانة وجودة.
9
Lopper


معالجة الصراع عبر الزمن أخذت هنا طابعاً جديداً، صناعة المستقبل عولجت بطريقة مختلفة، الشاب يريد قتل نسخته المستقبلية ليحظى بالمستقبل الذي يحلم به، والعجوز يريد حماية الشاب وتصحيح مساره ليصحح حياته بالكامل ، شيء أشبه بصراع الأجيال بين الأباء والأبناء ولكن بين الشخص وذاته وفيه المتقدم بالزمن هو العجوز الحكيم والمتأخر بالزمن هو الشاب الطائش والأمر يتسع ليتعلق بمستقبل الإنسانية، هذا ربما أكثر أفلام الخيال العلمي التي اهتمت بشخوص أبطاله وهواجسهم وأحلامهم وطموحاتهم ومخاوفهم ومشاعرهم ودور ذلك كله بصنع حبكة مبهرة وبغاية الذكاء.
8
Chronicle
هناك أشياء كثيرة تبهرني بهذا العمل جعلني أحرص على وضعه بين ريادة أفلام العام، ابهرتني طريقته بالمزج بين السرد الوثائقي والسرد الروائي، ابهرني كيف تجاوز العيوب التقنية للفيلم الوثائقي المنزلي ليظهر متقناً فنياً مع الحفاظ على هويته التوثيقية، أبهرني كيف تجاوز تجريبة الشكل ليسخرها بصنع حبكة درامية رائعة ومعضلة أخلاقية وبناء للشخصيات ومعالجة جديدة لشخصية البطل الخارق، كيف قدم تمثيلاً متقناً جداً رغم إصراره على أن يكون فيلم منزلي ويقدم أرضية واقعية تصلح فعلاً لفيلم منزلي رغم إننا أمام فيلم خيال علمي بالأساس.
7
Life of pi
أحد حسنات ثورة أفتار الجديدة تظهر على يد إنغ لي، بعد أن حقق سكورسيزي حلمه بتقديم فيلم يتغنى بعشق السينما في هيوغو، هاهو إنغ لي يقدم رحلة الإنسان بالبحث عن الرب وأيضاً بتقنية ثلاثية الأبعاد، استعمال ليس غرضه الإبهار التقني فقط بل تحويله إلى وسيلة سرد استثنائية ووسيلة ليجعل المشاهد يعيش الرحلة المؤلمة والمشوقة التي خاضها باي، إنغ لي يستعيد تجربة الإنسان الأول الذي رمي وحيداً ومعزولاً من الجنة إلى أعماق الطبيعة وتركه الله ليشق طريقه نحو الإيمان والنجاة بنفسه، باي يخوض هذه الرحلة بحثاً عن نجاته، نجاته الروحية والجسدية، ونجاته من شرّه الداخلي واكتشاف قوة الله بشتى اشكالها
6
Rust & Bone
أحد أكثر التجارب الدرامية إيلاماً وقسوة، جاك أوديار يبحث عن المشاعر الإنسانية وراء الغريزة الفطرية، قصة شخص مستسلم لغريزته يعيش على الفطرة دون الاكتراث لأحد أو لأي شيء حوله يدخل بعلاقة غريبة مع فتاة مبتورة الساقيين ، فتاة كانت ترى العالم كله من منظور جمالها الخارجي وبعد أن خسرته بدأت تبحث بداخلها عن الإنسانة الحقيقية وعن طريق للخروج من محنتها مستعينة بعلي الذي رأى بيدها الممدودة طلباً للنجدة يداً تنتشله من ضياعه وفوضيته وغريزته ليرى العالم مزدحماً حوله ومليء بأناس يجب أن يهتم بأمرهم ويجب أن يعيش من أجلهم.
5
Silver Lining Playbook

هوليوود هي رائدة السينما العالمية، الإمكانيات الضخمة سمحت لها أن تهيمن على العالم بتقديم الأكشن والملاحم التاريخية والخيال العلمي والأعمال الاستعراضية، ولكنها في كل مناسبة ممكنة تبدع بتقديم أفلام بسيطة كوميدية درامية بأفكار هامة وممتازة جداً، بل حتى إن العديد من المخرجين ارتبط اسمهم بالكوميدية السوداء وأصبحوا من روادها، كودي ألين و لبروكس وباين ورايتمان وكوبولا الأبنة وكرو واليوم ديفيد أو راسيل يصر على وضع اسمه مع أولئك الكتاب المخرجين، فيلمه الرائع هذا هو تحفة حقيقية، متعة سينمائية خالصة ودراسة حقيقية بأسلوب كوميدي رومانسي مبهج لضغوط الحياة المادية الحديثة والضغوط العاطفية والمادية التي تلاحق الإنسان والتي حولت العالم إلى مشفى مجانين كبير، فيلم يحوي مجموعة من الأداءات التمثيلية الرائعة وبالريادة روبيرت دي نيرو بعودته المنتظرة بأحد أكثر أدواره قرباً للقلب، بكل بساطة هذا أكثر فيلم أحب إعادة مشاهدته لعام 2012 .
4
The Dark knight rises
رغم إن أرباح رائعة كريستوفر نولان هذه فاقت كل ما جنته أفلامه السابقة ولكنه من أكثر أعماله التي آثارت لغطاً بالأخص إن الجمهور لم يستطع سوى أن يضعه بالمقارنة مع فارس الظلام وعدم وجود شخصية بجموح الجوكر وذكائها رسماً وأداءً أفقد الفيلم الكثير من بريقه ، باعتقادي إن ما قدمه نولان بختام ملحمته الثلاثية لا يقل قيمة عمّا قدمه في جزئها الثاني ، هو ليس بذكائه وجنونه ولكنه أكثر أفلام الكوميكس درامية، أكثر أفلام الكوميكس ابتعاداً عن شخصية البطل الخارق واهتماماً بشخصية البطل وراء القناع وبطريقة شديدة التفوق، بروس واين همومه وجرحه وطموحاته وشغفه مبادئه وأفكاره هي موضوع العمل، فيلم متقن ومحبوك جداً وشديد الإثارة ودرامي بشكل ممتاز، فيلم يقدم الخاتمة المنتظرة لملحمة عظيمة عشنا معها سبع سنين أنهى بها رحلة خروج الوطواط من كهفه المظلم ومقاربته الشمس في رحلته الخاصة لتحقيق العدالة والتحرر من هموم وعقد الماضي.
3
Lincoln
اسماء مثل وودي آلين و مارتن سكورسيزي وستيفن سبلبيرغ تكفي وحدها لتكون هوليوود مدينة فخورة، الثلاثة انطلقوا بسرعة صاروخية في السبعينات، هيمنوا في الثمانينات، لم ينجوا فقط في التسعينات بل ودخلوا الألفية الجديدة وهم في الريادة، العام الماضي نالت آخر تحف سكورسيزي 11 ترشيح للأوسكار وهذا العام تحفة سبلبيرغ نالت 12، أرقام قد تشعر القارئ بالمبالغة والمجاملة ولكن بعد المشاهدة تتأكد إن كل تكريم لحق العملين هو مستحق بالكامل ، كيف من الممكن أن تقدم سيرة ذاتية عن أيقونة ورمز سياسي وشعبي وتاريخي بأكثر صورة إنسانية ممكنة ودون جرح الشخصية أو تقديسها ودون خيانة التاريخ، سبلبيرغ وكوشنير ودي لويس يجيبون على هذا السؤال بإنجازهم العظيم جداً نصياً وإخراجياً أدائياً، أحد افضل الملاحم التاريخية في الفترة الأخيرى، فيلم بلا ثغرات ومبهر من أي زاوية تشاهده بها من حيث النص أو الفنيات الإخراجية أو الأداءات الجماعية التي لم يهيمن فيها دي لويس فقط بل كان يخوض نزاعاً صعباً مع توم لي جونز وسالي فيلد ويردفهم هال هولبيرك جيمس سبيدر ديفيد سترثيرن في أفضل أداء جماعي لعام 2012 .
2
Amour
هذا أحد أكثر الأفلام استثنائية التي ظهرت في السنوات الأخيرى، المخرج النمساوي مايكل هانك ينجح بانتاجه النمساوي الألماني الفرنسي الناطق بالفرنسية أن يصنع تحفة حقيقية بتشريح النفس البشرية ورواية جديدة لمعنى الحب، موضوع يبدو بسيطاً وأسلوب يبدو بغاية البساطة ولكن بين ثناياه الكثير والكثير من التعقيد والتعمق، الحب هو أكثر العواطف الإنسانية تعقيداً وهانك يصور هذا التعقيد بشكل لم تعتد السينما ان تراه بهذا الشكل من التناقض، ليس تفاني ووفاء فقط، ليس عطاء وإيثار بلا حدود، بل هو أيضاً أنانية، وغيرة واستحواذ ونرجسية وهووس ، هانك يدخل جمهوره بالأيام الأخيرى للحياة الزوجية لثنائي موسيقي تجاوز الثمانين ويعرض اكتشافهما للحب الحقيقي بكل عيوبه وحسناته في آخر تحديات حياتهما بمواجهة مرض الموت، عمل ينجح به هانك أن يبث عاطفة حقيقية ومؤلمة رغم جموده الظاهر وابتعاده عن أي مؤثرات عاطفية تقليدية حتى الموسيقى، يعتمد على الأداء التمثيلي العظيم من ممثليه المخضرمين، ليقدم عاطفة صادقة تعقيد درامي آخاذ يستند على نص مبهر بسيط يقدم به يوميات روتينية بلا حبكة وحورات مختزلة ليلاحق تحول الحب إلى هوس وانقلاب التفاني إلى أنانية والصراع بين الواجب اتجاه من نحب وبين الاختناق الذي يسببه ، يدخلنا إلى أعماق شخصياته لنرى شخصية لطالما كانت مهمشة ومنبوذة لم تحب سوى ذلك الشخص الذي تخسره أمامها ولا تستطيع تحمل ابتعاده، اعتناءه بها لا يجعله يشعر بأهمية بحياته فقط بل تعوضه عن خسارته السابقة ولكنه في نفس الوقت يفجر الوحش بداخله الذي لجمه طويلاً وحين يدرك إن حبه لم يعد سوى وسيلة لتعذيب من يحب إرضاءً لأنانيته يقرر تخليصه، إنجاز هانك مختلف عن أي شيء يمكن أن تشاهده، سينما خاصة بعوالمها الخاصة كحال سابقيه العظماء فلليني بريغمان انتونيوني هيتشكوك كوبريك، أو معاصريه ألمودوفار ألين ترير ماليك لينش والأصغر منه أناريتو تارانتينو أندرسون و ارنوفيكسي وفينشر، هنا مدرسة سينمائية مستقلة، شيء يبتعد به عن اي أسلوب تقليدي يخرج به عن حدود السينما لصبح حياة واقعية ويصورها بأقسى صورها وأكثرها شفافية لينجح باستحقاق بصنع فيلم عظيم جداً.

1
  The Master 


وأندرسون ضمن لفيلمه الخلود والبقاء حياً بفضل الأداءات التمثيلية بعمله التي ضخت روح قوية جبارة تتحدى الذبول وصنعت متعة حقيقية للمشاهدة، ولكن ليس هذا فقط مصدر عظمة الفيلم بنظري، الفيلم عظيم بالدراسة التي يقدمها للشخصية المنحطة، بدراسة الشخصية الدجالة المنافقة وعالم الدعوات الدينية السري، بالعلاقة الاستغلالية الخطيرة والغريبة بين الشخصيات ، هو فيلم عظيم سيعيش ، ربما هو صعب ويحتاج لجهد للوصول ، بإمكانك أن تتصالح مع هذه الجزئية لتصل لقناعة إنه ربما من أعظم إنجازات السينما القرن إن لم يكن أعظمها



1 التعليقات:

هدؤء يقول...

انا من متابعينك استمر

إرسال تعليق