RSS

Star trik into the darkeness - 2013


ما يجعل من الجزء الثاني من تصادم النجوم في الظلمات - Star trik into the darkeness لجي جي إبرامز فيلماً هاماً ليس فقط استطاعته ريادة سينما الصيف الضخمة تجارياً ونقدياً مع انحدار رهيب لمستوى الافلام الضخمة على كل الأصعدة، بل لأن إبرامز استطاع الحفاظ على المستوى الممتاز للجزء الأول الذي اطلقه عام 2009 والتطور به وبشخصياته وحبكته وأدواته البصرية ليصنع تتمة ممتازة جداً تحافظ على رونق الأول وتجذب أنصار جدد للسلسلة الجديدة وتجعلنا متشوقين جداً للثالث.


أبرامز هو صانع ترفيه بارع جداً بتقديم الأجزاء وبصياغة الحبكات وصنعها بذكاء وتطويرها والاستفادة من التفاصيل الدقيقة لأحداث هامشية ليصنع عليها محاور هامة جديدة، هو بارع بألاعيب العقل باسر الجمهور وتقديم مايريد أن يشاهده بالطريقة التي يريد أن يصنعها هو يصنع الشخصيات الطبية والشخصيات السلبية وعلاقاتها ومشاكلها بطريقة مبسطة ومقبولة جداً تعجب من يشاهدها ويتقبلها ، فعلها بالتلفزيون في Alice و Lost  و Fringe وفي السينما حين صنع جزء ثالث من مهمة مستحيلة وانتج الرابع وهاهو يعيدها مجدداً هنا، هو استمرار للمخرجين الكبار سبلبيرغ ولوكاس وجاكسون وكاميرون ونولان الذين دخلو السينما من مقعد المشاهد يعرفون ما يريده وما يعجبه وما لا يعجبه ويهتمون برأيه وشعوره ويحترمون عقله أثناء ترفيهه.
 بعد أن قدم لنا ابرامز تأسيس جيد للشخصيات وعلاقاتها ضمن حبكة مغامرات مشوقة في الأول يستمر هنا بقصة مغامرات جديدة يرينا كيرك (كريس بين) كابتن لسفينة الاستكشاف الفضائية و ضابطه الأول نصف البشر ونصف الكلينوجي سبوك (زاكري كوينتو) في مغامرة على أحد الكواكب البدائية لإنقاذها من الدمار، التناقض بين طبيعة كيرك المتهورة الجامحة وسبوك التقليدي المتزمت المتمسك بالتعليمات والأنظمة تؤدي إلى تضارب بينهما يفضي إلى نقلهما من مكان عملهما ولكن تهديد إرهابي خطير تتعرض له الأرض من قبل مجرم هارب وغير معروف يسعى لتدمير منظمة الأمن الفيدرالية الفضائية وغيقاع حرب مع الشعوب الفضائية تعيدهما إلى عملهما ليكتشفا أن عدوهما ما هو إلا خان (بينديكت كمبربيتش) اخطر وأكثر أعدائهما شراً واشهر الشخصيات الشريرة في السلسلة الكلاسيكية ومعه يخوضان مغامرة صعبة جداً وخطيرة تضع حياتهما على المحك وتجبرها على اختيار قرارات صعبة جداً.
الفيلم مشوق جداً ضمن حبكة مقبولة وذكية هناك تركيز على الدراما في الشخصيات بشكل مقبول ومتوافق مع العمل مع شعور كيرك بضرورة النضوج وتحمل مسؤوليات القائد بشكل صحيح والخيارات التي يجب أن يتغذها سبوك وتتعارض مع طبيعته الصارمة وأن يكون جامحاً قليلاً، ما أبدع فيه أبرامز في الجزء الأول بصنع عمق وأبعاد أكثر إنسانية لشخصية سبوك – دون إغفال أو إهمال طبيعته التقليدية المقتة بطريقة محببة – يستمر به هنا حين يعرض شيء من الصراع بين إنسانيته وفضائيته وغوصه العميق بمعنى المشاعر الإنسانية ومحاولة فهمها وخياره تجاهلها وقمعها في داخله وكنت اتمنى لو أن أبرامز تعمق أكثر في هذه الناحية ولم يقدمها بشكل مقبول.
الفيلم فيه عرض جيد لتناقضات كيرك وسبوك وتشعر إن شخصيتهما أصبحت أكثر تطوراً وإنسانية مع الحفاظ على ميزاتها وصفاتها الأساسية من المسلسل بالأخص إنه يوجد ارتقاء ورقي بالأداء التمثيلي من كافة الممثلين بشكل لم نعتده بأفلام من هذا النوع، ولكن هنا يوجد شيء مفقود عمّا كانت عليه بالسلسلة الأصلية وهو كاريزما الصداقة بينهما والألفة، هناك تناقض تنافر مصنوع بجودة ولكن لا تشعر بحميمية الصداقة المفترض وجودها والتي اسرت عشاق السلسلة لعقود عديدة سوى بالمشهد الآخير، كما إن علاقة سبوك و أوهارا (زوي سالدانا) تبدو ضحلة جداً وغير مهمة للعمل، شخصية خان ممتازة من حيث الوحشية والقوة والسادية وأداء كمبربيتش ممتاز جداً فيها ولكن لم نشعر بالدهاء والخبث غير الطبيعي والذان ميزا خان الأصلي في السلسلة.
رغم إن حبكة الإثارة جيدة ولكنها تقليدية لا تشعر بها بشيء مميز وخارج عن المألوف يأسر الألباب (وهذه عقدة أفلام الأكشن الحديثة التي تجاوزها نولان) أبرامز يعوض ذلك بصناعة بصرية رائعة مؤثرات ممتازة جداً وموسيقى مبهرة وتشكيلات بصرية رائعة وتصوير ممتاز (بالأخص مع البداية الحمراء) وتفاصيل ممتازة جداً ومشاهد أكشن جيدة ومشوقة إلى حد ما، الفيلم جاء منقذ بالنسبة لي في عام وموسم صدمت فيه بأفلام النجوم الكبار الضخمة فبعد كوارث توم كروز (oblivion) و براد بيت (world war z) وويل سميث (after earth) وروبيرت داوني جونيور (iron man 3) جاء هذا الفيلم ليعيد إلي الثقة بأن هوليوود ما زالت قادرة على صنع أفلام ضخمة ممتازة وممتعة طالما هناك صناع سينما من أمثال جي جي أبرامز.

8,5 / 10

0 التعليقات:

إرسال تعليق