RSS

Black Swan - 2010


مجدداً يثبت الأمريكي الشاب دارين أرنوفسكي إنه هو فعلاً مارتن سكورسيزي الجديد ففيلم قداس الحلم دخل به عالم الشوارع القذرة الخلفية ليقدم حياة مدمني المخدرات وفي المصارع قارب سائق التكسي بتقديم قصة الانعزال الاجتماعي والسعي المجنون للعثور على تقدير الذات والانجاز والقيمة وهنا في رائعته وأفضل أفلامه على الإطلاق إلى حد الآن البجعة السوداء تشعر بالثور الهائج يعود إلى الحلبة ليرينا إلى أي حد قد يصل الهوس بالنجاح والكمال بالإنسان ويرينا صراعات الخير والشر الأبيض والأسود العفة والفجور في داخله وحين يقدم تلك القصة الرائعة المرعبة عن نينا راقصة البالية فلا يقدمها بالأساليب السينمائية التقليدية بل يحاول أن يكون جامحاً بأقصى درجة ممكنة أن يكون مخلصاً لفن السينما ولفن الصورة التعبيرية السريالية كالأفلام الألمانية الصامتة ليشعرك بالنهاية إنه تشاهد الثور الهائج ولكن بإخراج ديفيد لينش العبثي صانعاً أرنوفسكي عملاً مرعباً جداً وكما كان قداس الحلم سابقاً أكثر قدرة على إثارة الرعب والخوف بنفس المشهد من مئات بل وآلاف أفلام الرعب التي شاهدتها مظهراً إن الرعب الإنساني الرعب الداخلي فيه أكثر وحشية من أي شيء آخر .
الإنجاز الذي قدمه أرنوفسكي يستحق التقدير فهذا المخرج المهووس بالصورة وبالتعبير من خلالها يصنع تحفة بصرية حقيقية سريالية تجريبية ولكن بنفس الوقت يقدم دراما وعمق نفسي للشخصية التي يعالجها – من خلال تلك الصورة أيضاً – بشكل متمكن جداً ومحكم دون أن تشعر بالتداخل أو العبء الذي تشكله الصورة على العمل بل العمق الدرامي والشكل البصري التجريبي منسجمان هنا بشكل غير طبيعي ولا يمكن فصلهما عن بعضهما فأرنوفسكي بحركاته السريالية المجنونة لم يكن يعبث أو يستعرض هو يعبر عن نفسه وفيلمه بهذه الصورة وهو لا يعرف سوى أن يعبر بتلك الطريقة وهو فعلاً بارع جداً جداً بذلك .
الفيلم يتحدث عن نينا راقصة الباليه الشابة المهووسة بأن تكون نجمة باليه ومتقنة لذلك الفن الراقي حتى لو كانت الضريبة أن تخسر نفسها، وخلال العمل نتابعها وهي تتخلى تدريجياً عن نفسها لتصنع لنفسها صورة مستقلة وصورة ناجحة تحاول أن تتخلى عن شكل البجعة البيضاء الذي ألتصق بها تماماً من خلال أمها طوال عمرها لترتدي دون أن تعلم ثوب البجعة السوداء الذي فرضه عليها أستاذها دون أن تعلم ودون أن يكون لها دور في الخيار لينتهي بها الأمر خسرانها لذاتها وهي تسعى ورائها لتجسد فعلاً مسرحية بحيرى البجع الأميرة السجينة بشكل بجعة ولا تجد حريتها في الحب بل بالموت بسبب مطاردة توأمتها السوداء لها دوماً وتعطيل كل فرص تحررها ، نينا كانت البجعة السجينة بثوب الإنسانية تريد التحرر والطيران ولكن البجعة السوداء الغاوية كانت تطاردها باستمرار تلك البجعة الذي أخذت شكل والدتها شكل أستاذها شكل زميلتها شكل ملهمتها ثم تم تلخيصها بشكلها هي شكل داخلها الأسود المشوه المنفصم ذلك المخلوق المجنون الطموح المهووس الذي لقحه من حولها بأنانيتهم ورعته هي بحنان انقلب عليها ليدمرها ويستحوذ عليها .
الفيلم الذي يدور في فلك الثور الهائج بعالم الهوس بالنجاح والضريبة البدنية والنفسية المدفوعة لأجله يعيد أيضاً للأذهان الرائعة الصينية (وداعاً خليلتي) فقصة نجاح وهوس استثنائية في تقديم مسرحية يتم تقديمها ضمن خطوط ومحاور فنية تشبها في الفيلم، فهنا يروي أرنوفسكي بطريقته قصة بحيرة البجع عن صراع البجعة البيضاء للتحرر من خلال الحب والعقبات التي تضعها توأمها البجعة السوداء الغاوية والتي كما ذكرت أخذت عدة أشكال، بهذا العمل عرف دارين كيف يقدم لنا علاقة كل واحد منهم بنينا بطريقة متفردة ومتقنة جداً تجعلني أدهش فعلاً من عظمة السيناريو المعقد – الذي كاد يقنعني بأنه أفضل من سيناريو الشبكة الاجتماعية المبهر – ومن عظمة المعالجة الإخراجية المذهلة، فحين نرى علاقة نينا بوالدتها الفريدة من نوعها نراها ليست علاقة ضغط لا ترحم تلك الوالدة ترغب بنجاح ابنتها أكثر منها ولا يهمها أي تضحية أو خسارة تقدمها هي في سبيل ذلك ولكنها لا تظهر ذلك تلعب دوراً سلبياً بالتأثير ليس من خلال المنع بل من خلال التحريض الضمني الدائم إشعارها إنها دوماً معها وإنها تؤيدها بكل شيء وأحياناً تؤنبها على إيذائها لنفسها ولكنها بنفس لوقت تدفعها للمزيد بطريقة غير مباشرة وكأن ما تفعله من تأنيبها المتكرر لها هو شيء من إراحة ضمير لها فحين تكسر أظفر قدمها تطلب منها البقاء بالمنزل وعدم الذهاب للتمرين ولكن حين تستلقي تحدثها عن النجاح وعن المستقبل الذي ينتظرها وعن البريق الذي سيهل عليها مما يدفع تلك للاندفاع ومجدداً وحين تنجح ويتم اختيارها لبطولة المسرحية تحضر الأم قالب حلوة جذاب ولكن نينا تمتنع عن تناوله بسبب خوفها من السمنة وحرصها على رشاقتها عدا المرض المصابة به بمعدتها والذي يجعلها تتقيأ باستمرار بسبب الحمية المجنونة التي تمارسها تناول نصف رمانة وبياض البيض فقط كل يوم - ووالدتها هي من تقدمه لها يومياً وتغريها به – وحين ترفض نينا تناول قالب الحلوة تهم الأم برميه تتعاطف نينا معها وترضى ذلك ولكن الأم لا تقدم لها قطعة بل فقط الكريمة بطرف أصبعها محافظة على نظام الحمية الذي تمارسه، ثم نرى الصور التي رسمتها والدتها دوماً لها وحديثها الدائم عن تضحيتها بمهنتها من أجلها ودعمها المستمر لها منذ طفولتها زارعتاً بشكل غير مباشر عبئ الجميل بعنق ابنتها ودافعتاً لها باستمرار للعمل والاجتهاد المجنون لترد لها شيء من الجمائل التي قدمتها الأم طويلاً لها حتى إنه في استعراضها الأخير لا تختم نينا العرض قبل أن تتأكد إن والدتها حاضرة وتراقبها بعينين فخورتين – هي نفس الأم التي حاولت سجنها ومنعها من الخروج يوم الحفلة بحرص ظاهري على صحتها – وبنفس الوقت يقدم لنا أرنوفسكي جانب آخر من العلاقة بين الأم وابنتها ذلك الهووس المجنون الذي تبديه والدة نينا بها وخشيتها الدائمة من أن تكبر وتتخلى عنها فكان من الواضح في العمل غياب الرجل عن حياتهما كليهما وانعزالية نينا الدائمة حتى إنها بدون أي صديقات أو أصدقاء بل إن الأم وبحركة تبدو اعتيادية تطرد صديقةً لها من على الباب وتتحجج بحاجتها إلى الراحة من أجل التمرين والحفل وكأن والدتها ترضى بكل الجنون الذي تقوم به نينا في سبيل ذلك فقط لتبقى والدة مثالية بنظرها وتبتعد عن الجميع بينما تبقيها كفناة في الثانية عشر شكل الغرفة اعتنائها المفرط بها ومحاصرتها الدائمة لها شيء يجعل نينا ترغب جدياً وداخلياً بالتحرر دون أن تعي ذلك تهرش جلدها باستمرار أثناء التوتر كرغبة منها بتمزيق هذا الجلد وإظهار إنسانة أخرى مغايرة للإنسانة التي صنعتها أمها ، حتى يدخل بحياتها المدرب توما الذي يشكل عالم تهديد محاولاً تحطيم تلك البجعة البيضاء التي اعتنت بها الأم طويلاً ليظهر البجعة السوداء صائحةً أمها بجنون بها : (أين ذهبت فتاتي اللطيفة) دون أن تعرف إنها بمحاصرتها المستمرة لها ساهمت بصنع تلك البجعة السوداء .
علاقة نينا بمدربها هي إكمال لعلاقتها بوالدتها، نينا المهووسة ببحيرة البجع لدرجة إنها تشعر إنها تعيشها فترى بمدربها ذلك الأمير الذي سيحررها من ثوب البجعة البيضاء وهي فعلاً تعشقه وتنجذب إليه حتى إنها تحرص على الإتقان من أجل أرضائه ولكن ذلك الأمير ليس نبيلاً هو يستغلها جنسياً يحاول دوماً إعادة شعورها بأنوثتها ليس من أجل مصلحتها بل ليفجر بجعته السوداء التي ستنجح عرضه هو يقول لها بكل برود (عليك أن تخسري نفسك) وكأنه هو سابقاً حتى حقق نجاحه خسر نفسه وأوصل قبلها كبيث إلى الهاوية في سبيل النجاح ويريد من نينا أن تخسر نفسها أن تحطم البجعة البيضاء التي صنعتها أمها لتظهر البجعة السوداء، ومع انسجام نينا الطبيعي مع تحريضه بمقابل المعاملة الحريصة الطفولة المجنونة من أمها تبدأ نينا تنظر بشكل جاد لذاتها محاولة رسم شخصيتها الخاصة التحرر من شخصية أمها لتصنع نفسها ولكن وبفضل هووسها بالمسرح لا تجد شخصية بديلة أفضل من البجعة السوداء لتكونه غير مدركة حجم الضريبة التي ستدفعها، وفي أحد أعظم مشاهد العمل نرى نينا تستمني بالسرير منتشية كما أوصاها أستاذها لتنقطع الصورة لنرى أمها نائمة أمامها مسببة حالة جنونية هستيرية لها ومقدماً أرنوفسكي صورة تعبيرية قاسية وذكية لذلك الصراع الداخلي الذي تخوضه نينا بين الشخصية التي رسمتها أمها والشخصية التي تريد أن تكونها.
من أروع ميزات العمل تصوير الهوس الذي تعيشه نينا في سبيل نجاحها أحلامها عن الباليه نشاطاتها كلها عن الباليه منذ استيقاظها أسلوب حياتها طعامها حتى ساعات فراغها تتدرب به على رقصاتها لدرجة إنه حين يحاول أحد الشبان التعرف عليها وسؤالها عن اسمها تقول له (أنا راقصة باليه)، نرى الدوافع واضحة ومنطقية إرضاء والدتها وأستاذها سعيها الدءوب للكمال والقيمة محاولتها تحقيق شيء لا تستطيع غيرها الوصول إليه تحاول أن تكون مختلفة عن زميلاتها أن تكون كراقصة الباليه بيث والتي تقول عنها الراقصات الأخريات لا يمكن لأحد أن يكون مثلها إلا إذا وصل للمعايير المطلوبة المستحيلة وهذا ما تسعى نينا لتحقيقه أن تتفوق على الجميع وتحقق شيء مستحيل بالوصول إلى تلك المعايير أن تكون كاملة حسب مواصفات عالم الباليه المجنونة ولو كانت معتوها حسب مواصفات عالمنا، في سعيها لذلك تجد أمامها قدوة بيث الراقصة القديمة الأسطورية التي تحاول نينا دوماً التقرب إليها سرقة أغراضها محاولة أن تكون هي، ثم يتخلى عنها توما بعد أن خبا نجمها ليتحول إلي نينا الوجه الجديد الواعد بالكثير مما يصيب تلك بمشاعر متناقضة بين تأنيب الفرح الكبير بالإنجاز الذي وصلت إليه – ولكن حتى أثناء الفرح تنعزل عن الجميع وتذهب لتخبر والدتها هاتفياً – وبين تأنيب الضمير لكونها ساهمت بشيء بإبعاد بيث قدوتها لذلك فلا يستغرب أن تكون هي في لحظة إنفصامية من كتب عبارة (عاهرة) بأحمر الشفاه على مرآة الحمام ، ومع مراقبة المصير البشع الذي يحل ببيث لاحقاً لا تستطيع نينا منع نفسها من التفكير إنه مصيرها ولكنها لا تعير الأمر اهتماماً حيث أصبح التفوق هو هدفها مهما كانت الضريبة بالأخص إنه أصبح وسيلة لتحقيق شخصية جديدة مستقلة لها ولم تعي إن شخصيتها القادمة هي البجعة السوداء.
مع ضغوطات الأم وحصارها والعزلة التي تعيشها وإغواءات المدرب وجرأته ومصير بيث الأسود أمام مستقبل نينا المشرق نضيف إليه الضغوط النفسية للنجاح والضغوط البدنية والصحية الحمية المجنونة التمرين المستمر المرهق مرضها في المعدة والألم الدائم في كل مفاصلها وعظامها نحصل على وصفة الانهيار العقلي الذي تعيشه وبداية ظهور عوارض الانفصام تسبق ظهور ليلي بحياة نينا ولكن ليلي تسرّع ظهور شخصية البجعة السوداء، فالهوس بمسرحية بحيرة البجع جعل نينا تشعر إنها تعيش قصتها ثم ندمها على ما سببته لبيث وشعورها الخفي إنه هذا مصيرها يجعلها ترى بليلي المنافس المثالي لها، تلك الفتاة الفاتنة فعلاً المتفوقة كراقصة بالية والغاوية برقصها – على عكس نينا الشفوقة بالرقص أكثر منها مغوية – ذات وشم الجناحان السوداوان على كتفيها والمتفوقة بكل شيء تفشل فيه نينا تكوين صداقات زرع الانطباع الجيد إثارة إعجاب الجميع التحرر من العائلة تكوين الشخصية القوية المستقلة، هذه هي الفتاة المثالية لتكون البجعة السوداء بحياة نينا التي ستسرق منها حبيبها – المدرب – وستسرق مستقبلها المشرق الذي ينتظرها ويجعلها طوال عمرها سجينة ثوب البجعة البيضاء، نينا المقتنعة بأنها البجعة البيضاء وإنها تعيش قصة بحيرة البجع وإن ليلي هي البجعة السوداء الغاوية والقادرة على الغواية لدرجة إنها توقع بها وهنا يدخل السحاق ليس كغاية في الفيلم أو تشويق ولكن كنتيجة لتشوه فكري جنسي عاشتها نينا طويلاً التي ترى أثناء ممارستها للجنس مع ليلي صورتها ولكن كبجعة سوداء – هي حين تستمني تمارس الجنس مع نفسها –
مواقف عادية ومصادفات خفية يبرع أرنوفسكي بأن يصورها كإشارات تهديد من ليلي لنينا وهنا بهذا المحور الممتاز المعالجة بالذات يتفنن بأساليبه البصرية السريالية يجعلنا نرى العمل ونعيشه من عيني نينا ويشعرنا بالخوف والتهديد الذي تعيشه يتلاعب بالمشاهد ويفاجئه باستمرار دون أن يجعل الإثارة غايته فقط بل يحافظ على التوازن بينها وبين الدراما يجعلنا ندرك في النهاية إن ليلي لم تكن أبداً تهديد نينا ولا تسعى لنجاحها ولكن الشخصية الأخرى التي صنعها جنون نينا ونقصها والضغوط هي من تريد إزاحتها والحلول محلها هي من تريد تدميرها لتأخذ دورها، لقد أخذت البجعة البيضاء دورها كاملاً بحياة نينا ولم تقدم لها السعادة التي كانت تستحقها ربما البجعة السوداء – كما أقنعها المدرب دوماً – هي من ستحقق لها تلك السعادة ظهور تلك البجعة السوداء ولو على حساب البجعة البيضاء سيكفل لنينا تحقيق كل ما تريده وتتمناه ولكن لن يكون ظهور البجعة السوداء مسالماً ولن يكون بلا ضريبة .
مع عمل بهذا التعقيد وتلك المحاور العميقة السوداوية لا يمكن له الوصول لبر الأمان دون أداء جبار على مستوى العمل وهذا ما فعلته ناتالي بورتمان في أفضل أداء بمسيرتها الحافلة بالأدوار الرائعة – ليون ، حرارة ، كلوزر ، في فور فنديتا – وقدمت أحد أفضل الأدوار النسائية على الإطلاق، دور وأداء يستحق أن يكون بين الأدوار النسائية العظيمة الخالدة إلى جانب فيفان لي ذهب مع الريح و عربة الرغبة و جينا ديفز الكل حول حواء و ميرل ستريب اختيار صوفي وايما تومبسون بقايا النهار و هيلاري سوانك مليون دولار بيبي وهيلين ميرين الملكة، هناك شيء غير اعتيادي بأدائها ليس انخفاض الوزن وإتقان الباليه الاحترافي وحسب بل إيصال الإحساس بذلك العمق للمشاهد القضية لا تتعلق برقصها لا أعرف شيء عن الباليه لأقيم أدائها كراقصة ولكن ملامح وجهها وهي ترقص وانفعالاتها أثنائه منذ المشهد الافتتاحي يجعلك تدرك إنه على هذا المشهد فقط تستحق أوسكاراً وعلى باقي العمل أوسكاراً آخر، الضياع الانفصام الجنون الضيق من حصار الأم والفضول لاكتشاف نفسها على يد مدربها رغبتها اكتشاف الجانب الأسود بداخلها وخوفها من التضحية بالجانب الأبيض وقوعها التدريجي ضحية الجنون وشعورها بذلك وخوفها منه وعدم قدرتها وعدم رغبتها على منع نفسها أداء لا يهدأ ولا يفتر ولا يتوقف طول العمل لا يوازي فقط عظمة العمل بل يسموا فوقه ليكون إنجازاً عظيماً منفرداً ، ناتالي بورتمان لم تتح لباقي ممثلي العمل فنسيت كاسل و وينونا رايدر و ميلا كونيز وباربرا هيرش أن يسطعوا أمامها رغم جودة ما قدموه وربما هذه ثغرة بالعمل عدم وجود أداءات ثانوية تسند قوة الأداء الرئيسي المبهر ولا حتى تقترب منه بورتمان أطاحت بهم جميعاً – ليس مثل سيكون هناك دم والملكة وأماديوس والثور الهائج وبهذا العام الشبكة الاجتماعية حين كانت الأداءات الثانوية المبهرة داعمة للأداء الرئيسي العبقري لا مختفية أمامه -  وليست هذه الثغرة الوحيدة بالعمل بل عدم منطقية الوصول للنهاية وأعني إصابة نينا ثم رقصها دون الإحساس بشيء ثم الغموض وعدم ضرورية تصوير تلك النهاية لبيث بل عدم شرحها وإظهارها واقعيتها أو هلوستها وتصوير تبعاتها ، وطبعاً هناك ما يزعج بالعمل تقنياً وهو تلك الحركة التصويرية المتأرجحة المحمولة دائماً دون ضرورية وعدم انسجام الصورة بين تلك اللمحة الواقعية الصرفة أحياناً واللوحات البصرية الرائعة التي يقدمها أحياناً أخرى مما أصاب التصوير بشيء من الضياع ولكن عوضتها المونتاج المبهر المؤثرات الممتازة الاستخدام الجيد لموسيقى بحيرة بجع رغم إن استخدام موسيقى شهيرة يتحدث العمل عنها كموسيقى تصويرية له أصبح أمر مكرر جداً ولكن لا يمنع جودته ولولا هذه الثغرات في العمل لما منعه من أن يكون أفضل أفلام عام  2010 .

0 التعليقات:

إرسال تعليق