RSS

Mystic Rever - 2003


عام 2002 قدم كلينت إيستوود فيلم (عمل الدم) فيلم فاشل بكل المقاييس هوى باسم مخرج ( بيرد و لا يغتفر والعالم المثالي و جسور مقاطعة مديسن) إلى الحضيض وراحت الأقوال تدور عن ضرورة اعتزال ايستوود العمل السينمائي حفاظاً على صفاء تاريخه الذي بدأه كأيقونة أفلام وسترن ممثلاً مع سيرجيو ليوني ثم مخرجاً لها في الستينات والسبعينات وتابع مسيرته كأحد نجوم الأكشن الأكثر شعبية في هاري القذر خلال السبعينات حتى أواسط الثمانينات ثم فرض اسمه كمخرج مميز منذ عام 1988 في فيلم بيرد الحائز على الغولدن غلوب ثم في رائعة الوسترن لا يغتفر المتوجة بأربع جوائز أوسكار عن استحقاق خاتماً فيها مسيرة الوسترن ومنطلقاً بالدراما مع عالم مثالي و جسور مقاطعة مديسون وكاوبوي الفضاء وأعمال إثارة جيدة كسلطة مطلقة وأخرى سيئة عمل الدم، وبعد كارثته التي توقع الكثيرين إنها مؤشر لتقاعد لوح به إيستوود طويلاً أعلن عن تحويله الرواية البوليسية الشهيرة (نهر مستيك) إلى فيلم سينمائي من إخراجه وبطولة شون بين وتيم روبينز و كيفن بيكون ومارسي غاي هيردن و لورا ليني و لورانس فيشبر، توقع النقاد إن ذلك العمل الذي يعمل عليه ايستوود بصمت هو رسالة وداعه للسينما وتمنوا أن يكون وداعاً مشرفاً لتاريخه، وفعلاً كانت تلك التحفة إعلان اعتزال وولادة، إعلان اعتزال إيستوود المخرج الجيد أو المميز بعض الأحيان وولادة إيستوود الأسطورة ... إيستوود الذي سيمجده التاريخ ليس كإيقونة ويسترن بل كمخرج عريق من طينة الكبار والأساطير..
بين عامي 2003 و 2009 ست سنين خلالهما قدم إيستوود ست تحف نهر مستيك (دراما بوليسية) ومليون دولار بيبي (دراما رياضية) ورايات الآباء ورسائل من ايوجيما (حربي) تبديل و غران تورينو (دراما) و فيلما (  و ادغار  Invictus) (سيرة ذاتية) خلال تلك السنوات الست هناك مسيرة سينمائية كاملة تغطي على السنوات الأربعين السابقة، خلال السنوات الست تلك أخرج إيستوود كل صنوف السينما تقريباً نال أربعة ثلاث ترشيحات أوسكار جديدة (وهو على استعداد لنيل الخامس) ونال منها أوسكاره الثاني كأفضل مخرج ليكون أكبر مخرج بالتاريخ يتوج بالجائزة و ترشيح جديد كأفضل ممثل عدا كونه من المخرجين القلائل الذين دخلوا ترشيحات أفضل فيلم بفيلم ناطق بلغة غير انكليزية ونال جائزتي غولدن غلوب (أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي) ودخل ترشيحات مهرجان كان مرتين ...
أعمال تحتار حين تتذكرها إيها الأفضل والأعلى قيمة ولكن أنا لا احتار حين حين التفضيل، نهر مستيك هو أفضل أعماله على الاطلاق وبالنسبة لي من أفلامي العشرة المفضلة، عمل مذهل جداً رائع ، ساحر ، متقن ، مهم ، عميق ، سينما حقيقية يقدمها ايستوود كان لها الفضل بتفجر ينبوع موهبة هذا الأسطورة ...
العمل بوليسي بحت جريمة قتل تحقيق مشتبهين ولكن ليس المحور البوليسي بالعمل هو المهم هناك أمور أهم وأكثر قيمة ، هناك التفاصيل بين تلك الجريمة، هناك نفسية الشخصيات ، ماضي الشخصيات ، واقعها ، هناك نظرة مختزلة للمجتمع الأمريكي من خلال تلك الشخوص هناك دراسة استثنائية للعنف في الحياة الأمريكية، إيستوود يقدم لنا قصة عادية من الممكن أن نقرأها بالجرائد ولكن صنع هذه القصة والتعمق بين ثناياها هو ما جعل لذلك العمل قيمة فنية عالية، يقدم لنا حي هادئ وديع ثم يصدمه بجريمة هي أكبر منه ويتبعها بجريمة أخرى ليرينا إن هذا الحي يحوي بين ثناياه وفي نهره أمور عديدة بشعة يخفيها يعلم بها الجميع ولكن لا أحد يجرأ على أن يتحدث بها بصوت عالي ..
(لقد صعدنا جميعاً بالسيارة) هذا ما تقوله أحد الشخصيات إشارة إلى ديفيد الذي صعد أمام أعين صحبه مع المغتصبين ، الجميع تحدث عن ديفيد وعن الاغتصاب الذي تعرض له ولكن ليس هو وحده من كان الضحية ، وليس الاغتصاب مجرد عمل جسدي، صحبه جميعاً كانوا ضحايا جميعاً تعرضوا لاغتصاب فكري ونفسي بحت، إنه العنف الذي صدموا به بمرحلة طفولتهم عنف سببته طغيان الحياة المادية التي جعلت من كل فرد عالماً مستقلاً بذاته يعاني لوحده وينهار بجحيم أفكاره المجنونة دون أن يمد له أحد يد المساعدة والعون، الشخصيات بالفيلم هي عبارة عن قنابل موقوتة مشحونة بالعقد والمشاكل النفسية وعلى استعداد للانفجار بأي لحظة محدثين أصداء مدوية من العنف الذي يعتقدونه بأنه العلاج لألمهم ولكنه كالمخدر يعطي شعوراً كاذباً بالراحة بينما يكون هو خطوة جديدة نحو طريق النهاية المأساوية، الشخصيات العمل جميعها عاشت تحت وطأة ألام الماضي وتحاولتنسيانه وتجاوزه والتأقلم مع العالم الجديد ولكنهم لم يستطيعوا فالزمن لم يداوي جروحهم والمجتمع لم يقبل توبتهم فكان لا بد لهم من الثورة لأسماع صوت معاناتهم وصوت معاناة الإنسانية.ديفيد (تيم روبينز) الذي تعرض للاغتصاب بصغره وحاول أهله مساعدته عن طريق جعله ينسى تلك المحنى فانتقلوا من الحي ونقلوا مدرسته وقطعوا عنه كل ما يصله بالحادثة السابقة ولكنهم لم يدخلوا إلى أعماقه ويعالجوه من الداخل فبقي ذلك الجرح يحز في نفسه ويمزقه ليخرج شخص أخر حقود على كل شيء بالمجتمع ينظر إلى الشباب وإلى مرحهم فيرثي شبابه الذي قتلته ألام الاغتصاب، لقد كان ديفيد طفل لم يستطع أن يكبر لم يستطع أن يخرج من ذلك القبو الذي وضعه به المغتصبون لأربعة أيام فبقي مسجوناً فيه لخمس والعشرين سنة حتى أنفجر بنهاية الأمر بعنف لم يكن متوقع من شخص مسالم مثله، وكان تصرفه العنيف ذاك سببه هو مشاهدته لشخص يعاشر شاباً بسيارته عندها عادت الذكرى السابقة لديفيد وجاءت معها صورة مستقبلية لعالم أسود بتخيل ديفيد مليء بالأطفال التعساء وبالذئاب المتوحشة التي تنهش لحم الإنسانية مع إهانتها لأولئك لرجولة أولئك الشباب، إن هذه الصدفة المأساوية التي جمعت ديفيد بذلك الرجل صاحب السيارة وعاهره جعلت جروح ديفيد النفسية تعود لتتفجر بعد أن كاد أن يقطبها بحياته الجديدة مع زوجته المهتمة لأمره وابنه الذي يريد ديفيد أن يعوض معاناته من خلال إسعاده وهكذا نرى حالة ديفيد تتطور بالعمل بشكل مرعب ومؤلم هلوسات كوابيس غضب وشك، تصل لدرجة من الانهيار يصبح بها موتها أفضل من بقاءها فكان مشهد قتل جيمي لديفيد بنهاية العمل مشهد يشبه مشهد قتل إيستوود لسوانك بمليون دولار بيبي - طبعاً مع اختلاف النوايا عند كل من القاتلان وصفة معاناة كل من الضحيتان- حيث إنه كان يقدم له الراحة من حياة ستكون مليئة بالمخاوف والهلوسات بالمستقبل، وهذا ما يفسره مشهد الوميض الذي ينبعث من مسدس جيمي عند إطلاقه، وميض أبيض قضى على السواد الذي كان يلف المكان إنه الراحة التي جلبها الموت لجيمي والتي قضت على عناء الحياة التعيسة.جيمي (شون بين) تأثر بحادثة الاغتصاب شكلت لديه صورة لمعنى أن تكون ضعيفاً وما هي نتيجتها بينما يمكنك أن تكون قوياً ولكن الأمر لن يكون بلا ضرائب، لم يرد أن يكون ضحية أراد أن يكون ذئباً يهابه الجميع ودفع ضريبة ذلك، تحول إلى مجرم دخل إلى السجن وأدرك خطأ ما فعله وعزم على التكفير بعد أن خرج من السجن حيث رأى أبنته الوحيدة وقد بلغت السنتين وحيدة وقد توفيت أمها خلال ولادتها وسجنه فراح يسعى لطوي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بعيدة عن الإجرام والموت ولكن كل ما بناه بحياته ينهار عندما تقتل أبنته وهنا – بسببه بشكل أو بأخر - ليعود الطابع الإجرامي ليسيطر عليه وتبدأ الأفكار الدموية تسيطر على عقله لدرجة أنه يغدو مهووساً بالانتقام والقتل دون أن يمد له أحد يد المساعدة والعون على النهوض من أزمته بل على العكس، فاهتمام الجميع من حوله يكون منصباً حول ما يجب أن يكتب في ورقة إشهار موت الفتاة أو ما هو نوع الصليب الذي يجب وضعه على قبرها ونوع الطعام الذي يجب تقديمه للمعزيّن، إنها المادية بعينها حيث يكون الاهتمام كله منصباً على صغائر الأمور بينما المخلوق الأسمى والأهم وهو الإنسان يكون ترتيبه الأخير على لائحة الاهتمامات، إن تلك المشاهد التي تبين عدم الاكتراث بالإنسان تستفز المشاهد بشدة حتى نرى صوت جيمي يعبر عن ذلك الغضب والسخط عندما يرد على استفسارات والد زوجته المنصبة حول الطعام المقدم للمعزين وأين سيضعونها وهل هو يكفي وعن مسؤولياته ؟!! حيث يقول جيمي ساخطاً غاضباً (أبنتي الآن في غرفة الترشيح وقد كشفوا عن صدرها وهم سيشقونه بالمشرط وأنت تحدثني هنا عن الطعام والمسؤولية).
من خلال جيمي نرى العدالة الضائعة في أمريكا نرى عدم احترام القانون نرى كيف إن الوسترن هو الحاكم إلى حد الآن جيمي لا يريد عدالة القانون يريد أن يحقق عدالته الخاصة ولكن ليحقق العدالة يجب عليه أن يعود كما كان – بمشابهة لشخصية ايستوود في لا يغتفر – يعود مجرماً يرتدي لباس المجرمين يحيك المؤامرات في الليل وينفذها وراء الحانات ولكنه ليس سعيداً بذلك يقول (لقد ظننت أنني توقفت عن ذلك ، رمي الناس في النهر) ...
الصبي الثالث شون (كيفن بيكون) كان أيضاً أحد ضحايا الاغتصاب، الشعور بالمسؤولية اتجاه صديقه عدم مسامحة الذات دفعه إلى أن يكون شرطياً وأن يسخر حياته لمكافحة الجريمة للدفاع عن أطفال مثل ديفيد ولكن النتيجة كانت على حساب عائلته التي دمرها وهو يطارد أوهامه وكوابيسه والوحوش التي لن يستطيع كسر أنيابها لأنها موجودة بكل شخص.
الفيلم يصور لنا الخوف الذي يعيشه المجتمع الأمريكي من الداخل حالة العنف وعدم الأمان المستشرية في بداية العمل نرى شون  يلقي القبض على شخص قام بقتل رجل من خلال صدم سيارته بسيارته ودهسه وعند التحقيق معه حول ذلك قال إن ذلك الشخص كان يلاحقه ويريد قتله فكان عليه أن يدافع عن نفسه ، إن هذا المشهد البسيط يدل على انعدام الأمان الذي بات أحد أهم عناصر الحياة الأمريكية الحديثة وهو ليس حالة طارئة بقدر ما هو مسيرة شعب في نهاية الفيلم فنرى مشهد أخر يحاول به شون منع ولد من ارتكاب جريمة قتل ولكي يمنعه يقوم برفع مسدسه أمامه ليخيفه فيقوم ذاك باستعراض معلوماته عن المسدس وأثاره إن أولئك الأطفال هم قنابل موقوتة أيضاً وهم أكثر ضرراً من أبائهم حيث أن المسدسات أصبحت كالألعاب بأيديهم ولم تعد تخيفهم وأصبح الطابع العنيف طابعاً متأصلاً فيهم وغريزةً تسيطر على طباعهم وتوجهها.وبين الشخصيات الرئيسية يقدم لنا إيستوود شخصية ثانوية حتى بالحياة هي ثانوية لا أحد يكترث لها ولا يكترث لما يشعرون به فشخصية الفتى الأبكم بهذا العمل الذي تربى بلا أب وقرر أن يبقي حياته بالصمت رغم قدرته على الكلام لم يرى أحداً بهذا العالم يهتم به سوى أخيه ، حتى والدته كانت ليست شديدة الاهتمام به وهنا تاتي المصيبة عندما يقرر هذا الأخ الزواج والهروب من هذه البلدة مما يجعل ذاك الفتى بصاب بالرعب والخوف على أخيه والغيرة من خطيبته فيتخذ قراراً خطيراً هو بإبعاد هذه الفتاة عنه ويشجعه على قراره صديقه الشاب الذي لم يلقى لا التعليم ولا التربية المناسبة وتأثر بأفلام الأكشن العنيفة وبطابع الحياة المتوحشة بهذا الحي الفقير الذي يعتمد على البقاء للأقوى فيأخذ المسدس ويقتل الفتاة لإرضاء غريزته المتوحشة بالقتل والهدم، ومن هذا المنطلق نرى إيستوود يقدم لنا جانباً أخر بلفيلم وهو الانتقام الإلهي أخطاء الماضي ستنعكس علينا بشكل أو بأخر فجيمي قام بقتل شريكه السابق بالإجرام ورماه بنهر مستيك ولم يعلم أحداً بقتله حتى أولاده حتى جاء بعد مرور الزمن ابنه الأبكم ليقتل ابنة جيمي دون أن يكون قصده الثأر .إيستوود بهذا العمل كرس أسلوبيته الخاصة السهل الممتنع حيث يهجر التقنيات والمؤثرات ويستمر باستخدام الأساليب الكلاسيكية المعتمدة على حركة كاميرته الذكية والإضاءة الخافتة التي أعطت العمل لمسةً من السوداوية والضبابية كانت مناسبة بعمل كل شخصياته تعاني من عقد واضطرابات نفسية وإضافة إلى ذلك محاولة إيستوود إظهار عمله بأقرب صورة ممكن إلى الوقعية من خلال استمرار استعماله للكاميرا المتلصصة وللزاوية الواحدة، الحوارات بالعمل صاغها كاتب السيناريو الفلم بذكاء خارق حوارات شعبية بسيطة مبتعدة عن البلاغة والفصاحة ولكنها شديدة القوى وشديدة التعبير عما يدور بنفوس الشخصيات ستشعرك بمدى الألم والحزن الذي تعاني منه الشخصيات، بعض الحوارات كانت مضحكة الأمر الذي سيولد الظن بعد انسجامها مع واقع العمل السوداوي ولكنها من ناحية أخرى شديدة الانسجام مع الصبغة الواقعية للعمل، فالحياة كما هو معروف مزيج من الحزن والفرح، وقد كانت الحوارات المضحكة – بواقعيتها – مصدرها شخصيات ليست مهمة بحياة الشخصيات أي أنها ليست معنية بمشاكلهم فليس من الضروري أن تكون متأثرة بأحزانها وهذا ما جعل من الحوارات عاملاً هاماً من عوامل الوثائقية والواقعية بالعمل .أحد أهم العناصر القوى بالعمل هي التمثيل بل هي زهرته الحقيقية وأفضل طاقم تمثيلي في الألفية إيستوود استعان بشون بين وتيم روبينز وهما مثله من المخرجين الممثلين وكلاهما عملا سويةً في فيلم (رجل ميت يمشي) حيث نالا أول ترشيح لهما للأوسكار (بين كممثل وروبينز كمخرج) كلاهما صديقان قديمان وكلاهما يحملان أفكار تشبه أفكار ايستوود وكلاهما يحققان انسجاماً فنياً عالياً فكان الاستعان بهما ذكاء حقيقي من ايستوود حيث اطلقا ابداعاً لا يصوف وكلاهما قدما أفضل أدواره فرغم جمالية ما قدمه بين في مشي الرجل الميت وطريق كالرليتو وانا سام واغتيال ريتشارد نيكسون وجمالية ما قدمه روبينز في اللاعب و اصلاحية شوشانك ولكن هنا أعطا للابداع معنىً أخر تناقض بين القوة الظاهرة والضعف الخفي عند بين وعكسه عند روبينز الشعور إن للشخصيات ماضي يحملانه ماضي مرسوم على ملامح وجههما، بين قدم مشاهد رائعة حين يكتشف جثة ابنته حين يتحاور مع روبينز في جلوسه بدكانه لحظة الانتقام ولحظة النهاية مشاهد رائعة تمثيل ابداعي حقيقي ، وروبينز لا اعرف كيف اصف ادائه لهجته حواراته خوفه حقده الماضي الذي يلاحقه ... إبداع تمثيلي لا يوصف، ماري غاي هردن الحائزة على الاوسكار عام 2000 عن بولوك تقدم دور تمثيلي مبهر أداء خلاب ساحر تجعلك تلمس الخوف الصدمة الحزن تأنيب الضمير كانت تستحق أوسكار ثاني عن العمل، كيفن بيكون لورا ليني ولورانس فيشبر قدموا أدوار مذهلة جداً مؤثرة عميقة محكمة اكملت فسيفساء انسانية رائعة عن غربة الانسان في القرن الواحد والعشرين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق