RSS

Le Havre – 2011


جنسيته فرنسية ومخرجه فنلندي هو أكاي كيورسماكي أحد أنجح المخرجين الأوروبيين اليوم، وبعيداً عن الأجواء الفرنسية والأوروبية الساحرة يدخل كيورسماكي ضمن عالم الفقرة المسحوقة في أوروبا عن قصة ماركس ملمع الأحذية العجوز وزوجته وجيرانه محقق الشرطة و صاحبة الفرن والبقال والمغني المعتزل مع فرقته والمهاجر الفيتنامي ملمع الأحذية الآخر.

الفيلم تناوله الجمهور من زاوية مناقشة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبة بالأخص إن الحدث الرئيسي بالعمل هو العثور على قافلة من المهاجرين غير الشرعيين في ميناء مدينة هافير وهرب صبي منهم واختبائه عند ماركس، ولكنه  أكبر من ذلك هو لا يتوسع بمناقشة هذا الموضوع ويهتم به وبأبعاده وجوانبه، هو فيلم عن سكان مدينة هافير البسطاء عن الطبقة المسحوقة فيها وحياتها وعن تركيبة تلك المدينة وتناقضاتها ومن عناصر تلك التركيبة الهجرة غير الشرعية، ويتعامل مع هذا الموضوع من كونها عنصر فقط لا حدث رئيسي، زوجة ماركس تصاب بمرض عضال توشك على الموت ويدخل بحياته الصبي أدريس، الجيران يكتشفون ذلك ويحاولون معه مساعدة الفتى بالوصول إلى أهله حتى المحقق يهتم بأن يغطي عثرات ماركس أكثر من محاولاته الإيقاع به ومع دخول أدريس حياة أولئك الناس نتابع تفاصيل حياتهم بشكل شديد الحميمية والعاطفية.
الفيلم يتحدث عن حياة البسطاء والمسحوقين ولكن ليس بأسلوب رثائي أو ميلودرامي أو تراجيدي أو ناقض أو مآساوي، هو عاطفي جداً يرينا أن أولئك الناس الذين يقبعون عند أقدام الطبقة الثرية المتعجرفة يحملون طيبة وسلام ومحبة إنساني خالص، هو شديد العاطفية والتأثير ويهتم بإثارة نوع من الشعور العذب والمؤثر لدى المشاهد على عادة الأفلام الأوروبية وربما هذه ثغرته حيث أفلتت أحياناً العاطفية من يدي كيورسماكي وظهر مبالغ بمثاليته ولكن مع ذلك فإنه لا يؤثر على الشعور العذب الذي يعيشه المشاهد أثناء المشاهدة، كيورسماكي يصنع أجواء مميزة وشديدة الجمال هو لا يصنع فيلم توثيقي أو واقعي عن حياة الحضيض بأوروبا بل فيلم عاطفي (سينمائي) لذلك فلا يهتم بتقديم الواقعية الصرفة بعمله بطريقة فجّة بل يهتم بالشكل الجمالي والإبهاري للمشاهد من خلال أجواء ساحرة ديكورات وتصوير وإضاءة و موسيقى شديدة العذوبة صانعاً من عمله أغنية حميمية فرنسية ممتعة ومؤثرة، كيورسماكي يرمي الحمل الأغلب بعمله على أندريه وايلمز الذي قدم أداءً رفيعاً شديداً ومحكماً استعراض مثالي ومهيمن على العمل طوال العرض يستحق التقدير والإشادة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق