RSS

Raging Bull - 1980



من النادر أن نرى بتاريخ السينما تفاهم وانسجام بين مخرج وممثل مثل التوافق الذي كان بين الثنائي السينمائيان مارتن سكورسيزي وروبرت دي نيرو الذين قدما أفضل الأعمال السينمائية منذ بداية السبعينات وحتى أواسط التسعينات وفيلم الثور الهائج هو رابع حلقة في مسلسل التعاون بين دي نيرو وسكورسيزي الذي بدء عام 1973 بفيلم شوارع قذرة وتكرر عام 1976 بالفيلم الرائع (سائق التكسي) الذي بقي بتصنيف النقاد أفضل عمل سينمائي لكل من المخرج والممثل المذكور ثم وقع بمطب عام 1977 بالفيلم الموسيقي (نيويورك نيويورك) الذي هدد مستقبلهما فكان لا بد من عمل لكي يعودا به إلى سابق مجدهما فكان الحل عام 1980 عندما تمكن دي نيرو من أقناع سكورسيزي على تصوير فيلم الثور الهائج الذي يدور عن حياة جيك لاموتا بطل العالم للملاكمة بالوزن المتوسط والذي قدم سيرة حياته بكتاب حوله الكاتب بول شريدر (كاتب فيلم سائق التكسي) إلى نص سينمائي وحوله المخرج مارتن سكورسيزي إلى فيلم سينمائي بقي يعمل على إخراج هذا الفيلم سنتين كاملتين حتى بظهر بتلك الروعة التي ظهر عليها
 وقد انقسمت مواقع تصويره ما بين هاواي ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك مدينة سكورسيزي المفضلة والتي دارت قصة الفيلم بأجوائها، الفيلم الذي نحن بصدده صنف كأفضل فيلم عرض في فترة الثمانيات، وما يجعل من الفيلم المذكور تحفة سينمائية هي نجاحه بتقديم المشاعر الإنسانية الصعبة التي من الممكن أن تحول حياة الإنسان إلى جحيم وتدمره دون أن يشعر لقد قدم لنا الفيلم ببراعة العديد من المشاعر المتناقضة من الغرور إلى انعدام الثقة بالنفس إلى الغيرة الزوجية وجنون الاضطهاد والارتياب والعنف المفرط وسوداوية الطباع وهوائية الرغبات، لقد نجح سكورسيزي بتقديم شخصية الإنسان المنهار والمضطربة بأسلوب تفوق به عن نفسه حيث طغى الفيلم المذكور على فيلمه السابق الرائع (سائق التكسي ) ونسيه الكثير من النقاد والكتاب الذين جعلوا من (الثور الهائج) موضوعاً لعشرات المقالات والكتب، ورغم مضي خمس وعشرين عاماً على عرض هذا الفيلم إلا أنه ولحد الآن لم يتمكن أي مخرج من تقديم شخصية نفسية مضطربة مثل ما قدمها سكورسيزي، ولا حتى سكورسيزي نفسه الذي قدم بعد هذا الفيلم العديد من الأفلام التي تناولت الإنسان المضطرب والتعيس كملك الكوميديا عام 1983 و رأس الخوف عام 1992 (كلا الفيلمان قام ببطولتهما روبيرت دي نيرو) وفيلم الطيار عام 2004 بطولة ليوناردو دي كابريو.
بهذا العمل جهد مارتن سكورسيزي على تحليل شخصية جيك لاموتا بطل العالم للملاكمة بالوزن المتوسط والدخول إلى أعماق شخصيته بصناعة مختلفة متطورة اعتمدت على بأسلوب توثيقي من خلال تصوير معظم المشاهد وحتى مشاهد مباريات الملاكمة العنيفة بكاميرا واحدة ومن زاوية واحدة على الأغلب والإكثار من اللقطات الفوتوغرافية الرائعة وتصوير العمل باللونين الأبيض والأسود ما عدا مرحلة زواج جيك لاموتا من صديقته فيكي، وأما سبب هذا
الاختيار للأبيض والأسود فقد كان إشارة إلى حقبة الأربعينات والخمسينات التي دار بأجوائها الفيلم وتأكيداً على سوداوية الأجواء وسوداية جيك لاموتا، أما تصوير مشاهد الزفاف جيك لاموتا وأخيه جوي فقد تم بالألوان وطبعاً بواسطة كاميرة منزلية فهو للتأكيد على أن مرحلة الزفاف كانت هي المرحلة الأسعد بحياة لاموتا والتي كان بها صافي الذهن وحسن الطباع

على عكس ما كان عليه في باقي مراحل العمل حيث كان شرساً متوحشاً مغروراً ظنوناً تعيساً لم يتمكن من تحقيق السعادة على الإطلاق رغم كل البطولات والشهرة التي حققها، سكورسيزي وكما هي عادته بكل أفلامه يبدأ الفيلم بافتتاحية بسيطة ولكنها مؤثرة وممهدة لأحداث العمل حيث نتعرف من خلالها على طبيعة الشخصيات الرئيسية وصفاتها النفسية الفيلم يبدأ موسيقى أوبيرا كالفيريا الصقلية لبيرتو ماسكاني والتي تتحدث عن الغيرة الزوجية في صقلية ومشهد بعيد لحلبة ملاكمة فارغة من ملاكمين وحكام وجمهور ويظهر بها لجيك لاموتا لوحده يرتدي رداء الملاكمة وهو يقوم بالإحماء ينتظر خصمه، لقد هدف سكورسيزي من تلك البداية أن يدخلنا إلى عقل لاموتا ويظهر لنا كيف أنه كان يقاتل لوحده طول حياته ضد العالم كله ليرضي غروره ونفسيته المرضية، لقد كانت الحياة بالنسبة للاموتا كلها عبارة عن حلبة ملاكمة كبيرة والناس فيها حتى أقربهم أليه أعدائه وخصومه ويجب عليه أن يكون حذراً منهم ويبادرهم بالضربات واللكمات حتى لا يسقطوه ويتغلبوا عليه، ثم ننتقل إلى مشهد البداية وهو كما هي عادة سكورسيزي بالإخراج مشهد من نهاية الفيلم حيث نرى جيك لاموتا البدين بناديه الكوميدي يحمل السيغار ويحضر لفقرته الكوميدية ويبدأ بتذكر مجده السابق والتحسر عليه عندها تعود الكاميرا إلى ما قبل حوالي عشرين سنة إلى حلبة الملاكمة حيث نرى لاموتا بمواجهة خصمه التقليدي شوغر راي، جيك لاموتا يصول ويجول بالحلبة ويندفع على خصمه بعنف مثبتاً إنه ثور

برونكس الهائج، ورغم إسقاطه لخصمه إلا أن الحكام يحتسبوا راي هو الفائز بحسب القوانين ولكن لاموتا يرفض مغادرة الحلبة ويصر بدافع الغرور على أنه هو البطل الوحيد في عالم الملاكمة، المشهد التالي كان من أهم المشاهد بالعمل حيث دمج لنا به سكورسيزي كل عقد لاموتا النفسية وإظهارها بأن واحد، المشهد كان على قسمين القسم الأول نرى فيه لاموتا يجلس وراء الطاولة وهو ليتناول طعامه وزوجته بالمطبخ تحضر شريحة لحم لزوجها ووجها مليء بالكدمات وأثار الضرب ممزوجةً بملامح الاستياء وعدم الرضا، ويبدأ لاموتا بحديثه المعتاد لزوجته عن تأمر الحكام عليه حتى يخسر البطولة وبأنه أفضل ملاكم، زوجته لا تجيبه عندها يبدأ بإنزال الشتائم والإهانات والتهم على زوجته وبأنها تكره وتريد تدميره حتى لا يصبح بطل كبير بالملاكمة وبأنها تظن بأنه فاشل لا يصلح لشيء، ويتغير الحديث عن الملاكمة لينتقل إلى

الطهي حيث يسأل لاموتا عن شريحة اللحم التي تقليها زوجته وعندما تجيب زوجته أنها تطهوها جيداً يثور لاموتا ويتهم زوجته بالتقصير وبأنه لا يحب اللحم جيد الطهي لأنه يصبح كالفحم ويرمي الطاولة ويبدأ بشتم زوجته وأهانتها مجدداً، هنا ينتهي القسم الأول من المشهد وقد لاحظنا فيه ثلاث عقد تحكم لاموتا وهي الغرور وعدم الثقة بالنفس التي ولدت عنده جنون الارتياب والاضطهاد والعصبية الزائدة عن حدها ، القسم الثاني من المشهد يبدأ بدخول شقيق لاموتا جوي إلى المنزل ويحاول أن يحمي زوجة لاموتا من براثن زوجها الغاضب وتدخل تلك إلى غرفتها حزينة وخلال دخولها يحاول لاموتا مصالحتها ويطلب الصفح منها ، بعد ذلك يبدأ لاموتا بالتحسر عن نفسه وبأنه أعظم ملاكم وأفضل من كل الموجودين وأفضل حتى من بطل العالم بالوزن الثقيل ولكن يديه الصغيرتان الشبيهتان بيدي فتاة صغيرة تمنعه من الوقوف أمام أبطال العالم بالوزن الثقيل مما يجبره على البقاء مع الضعفاء ملاكمي الوزن المتوسط ثم يطلب من أخيه أن يلكمه وبعد جهد جهيد يرضى ذاك ويقوم بلكم أخيه عدة لكمات قوية على وجه ولكن لاموتا لا يترنح ، هنا يحصل لبس عند المشاهد وحيرى لماذا طب من أخيه أن يلكمه وما الغرض من وراء ذلك ولكن الجواب يأتي لوحده ضمن أحداث العمل، بهذا القسم نلاحظ أن لاموتا إنسان هوائي كل دقيقة له رأي مختلف فيغضب فجأة ثم يهدأ بسرعة ويتعامل مع الناس وكأن شيئاً لم يكن وأهم ما نلاحظه بهذا المشهد هو أن الغرور الذي عند لاموتا ليس غروراً عادياً بل أنه جنون العظمة الممزوج بعدم الرضا والسخط على القدر الذي يتآمر عليه هو الأخر، ويستمر لنا الفيلم بعرض عقد لاموتا النفسية المتعددة فمع الأحداث نكتشف عقدة جديدة هي الغيرة الجنونية على زوجته حيث يرضى بتحدي أحد الملاكمين عندما يسمع زوجته قد وصفته (ببهي الطلعة) فيهاجمه بحلبة الملاكمة وكأنه غريم له وينزل عليه سيل من اللكمات

ليشفي غليله منه ويكسر أنفه وأسنانه يشوه ملامحه حتى لا يبقيه جميلاً، ورغم الإذلال الذي ألحقه بغريمه المفترض إلا أن لاموتا يبقى يشك بزوجته وتصبح الغيرة هي العصب الرئيسي بحياته والذي يدمر علاقته الأسرية مع زوجته وأخيه، وتكرر المشاهد التي تظهر انعدام ثقة لاموتا بزوجته وترافقها طوال العمل المشاهد المعاكسة التي تظهر غروره الغير محمول ، فعندما يصل لاموتا إلى مباراة اللقب ينسحب منها بحجة أن الملاكم الخصم ليس جديراً بملاكمته وبعد أن يحصد اللقب يخسره بمباراة مع خصمه التقليدي شوغر راي حيث لم يرضى لاموتا أن يلاكم بل أن يبقي واقفاً عند الحبال يتعرض إلى الضرب المبرح والمؤلم من راي حتى تتشوه ملامح وجه ويخسر اللقب حسب القوانين، ولكن لماذا هذا الصمود الغير منطقي؟؟!، السبب رغبة لاموتا أن يثبت للعالم أن راي غير قادر على إسقاطه مهما أنزل عليه من ضربات مبرحة!!! وبعد خسارته اللقب يقرر لاموتا بشكل مفاجئ الاعتزال ويتجه للعمل في ناديه الخاص كمقدم عروض كوميدية وتزداد صحته ويطلق العنان لمجونه حتى تتركه أخيراً زوجته بعد أن يتورط بقضايا دعارة وأخلاقية يبيع لأجلها حزام بطل العالم بالملاكمة والذي جهد طويلاً للحصول عليه!!!، وهكذا ينتهي وحيداً يحن لشرف أضاعه بسبب غروره

وعنجهيته وفي نهاية العمل عندها يعود المشهد إلى بداية الفيلم حيث كان لاموتا يحضر لفقرته الكوميدية حين يتذكر مشهداً من فيلم (على الواجهة المائية) للمخرج أليا كازان (مثل سكورسيزي الأعلى) وبطولة مارلون براندو(مثل دي نيرو الأعلى) ويكرر كلمة براندو الشهيرة بالمشهد والتي يلقي به سبب فشله على أخيه، لقد بقي لاموتا حتى لحظات انحطاطه الأخيرة مغروراً ومؤمناً بعظمته وأسطورته المزعومة ويضع سبب فشله على الجميع ما عدا نفسه.
إبداع سكورسيزي الحقيقي بالإخراج ظهر خلال مشاهد مباريات الملاكمة ففي بداية المباراة حيث كان يندفع لاموتا إلى خصمه كان سكورسيزي يصوره بطريقة تجعل انطلاقه يشبه انطلاق الثور إشارة إلى لقبه، ثم راح يعمد إلى وضع الكاميرا محل خصم لاموتا وإظهار لتصوير وحشية لاموتا خلال ضربه لخصمه بواقعية شديدة ثم تقريب الكاميرا إلى قفاز لاموتا خلال ارتطامها بوجه خصمه وإظهار الدماء تنثر منه وتنتشر في كل مكان، وبعد نهاية المباراة يصور لنا سكورسيزي طريقة دوران لاموتا حول الحلبة وهو يحي جمهوره، سكورسيزي بهذا المشهد بطئ حركته وجعل مع كل خطوة من خطوات أقدام لاموتا صوت صدا عميق يظهر لاموتا وكأنه مارد جبار يسيطر على حلبة الملاكمة.

روبيرت دي نيرو أدى شخصية جيك لاموتا بالعمل وكعادة دي نيرو فقد قام بدراسة الشخصية المطلوب منه تقديمها فقام مع سكورسيزي بزيارة جيك لاموتا في باريس وحضروا أحد عروضه الكوميدية وتحاورا معه وأقام دي نيرو مدى عند لاموتا يحاول فك طلاسم شخصيته، وقضى بعد ذلك دي نيرو فترة طويلة يتدرب بها على الملاكمة ليكون مقنعاً بالدور، وعندما عرض الفيلم عام 1980 شعر الجمهور والنقاد بأن لاموتا هو الذي يمثل وليس دي نيرو وأثنى جميع النقاد على الأسلوب المذهل الذي قدم به دي نيرو هذه الشخصية التي عدها جميع النقاد يومها وحتى الآن أعقد شخصية قدمتها السينما الأمريكية، فدي نيرو تقمص شخصية لاموتا كما لم يتقمص أي شخصية من قبل وقد ساعده على إظهار الشخصية بواقعية أنفه الذي قام سكورسيزي بتكبيره وزيادة الوزن المقصودة التي أتبعها دي نيرو إذ زاد وزنه حلال العمل 60 باونداً حتى يبدو أكثر واقعية خلال تأدية شخصية لاموتا بعد اعتزاله الملاكمة رغم أن المدة التي تخصصت للحديث عن نهاية لاموتا لا تتجاوز 20 دقيقة من أصل ساعتين وعشرين دقيقة من مدة العمل، دي نيرو برع بإتقان لهجة لاموتا لهجة الإيطاليين الأمريكيين وبرع بتقليد طريقة كلامه المغرورة والمستحقرة للناس مع الإبداع بتقديم لقطات الغضب المفاجأة ولقطات مباراة الملاكمة حيث تعمدت الكاميرا على تصوير وجه دي نيرو خلال المعركة الذي ظهرت ملامحه غاضبة متوترة منفعلة وكأنها بمباراة حقيقية وبرع بإظهار نظراته الحاقدة والظنونة ، مشهد حمل دي نيرو لحزام بطل العالم كان من المشاهد الممتازة

بالعمل والمشهد الوحيد الذي أبتسم به لقد أقنع دي نيرو المشاهدين بأنه هو المنتصر وقد ساعدت الدموع القليلة التي انهمرت على جعل الشخصية أكثر إقناعاً، أفضل مشاهد العمل هي مشهد سجن لاموتا بعد اعتزاله ورميه بزنزانة وحيدة مظلمة، المشهد كان عبارة عن غرفة مظلمة فيها نافذة صغيرة يدخل منها بعض الضوء لاموتا يجلس في الظلام ولذلك فهو لم يظهر على الكاميرا ولكن صوته كان هو سيد المشهد حيث راح يرثي نفسه وهو يبكي بحرقة، ويحمل الجميع مسؤولية فشله وبأنه ضحية مؤامرة وأنه طيب وليس شديد السوء، لقد تمكن دي نيرو بصوته فقط أن يؤثر بالجمهور وأن يكسب تعاطفهم بعد أن تمكن من كسب احتقارهم له ، جوي بيتشي صديق دي نيرو وسكورسيزي المقرب والذي ظهر معهم بالعديد من الأعمال كان هذا الفيلم هو أولها وأفضلها، فقد أدى بهذا العمل دور جوني شقيق لاموتا، جوي بيتشي أبدع بهذا الدور فجوني لم يكن سوى شقيق لجيك بل كان أيضاً أبيه وصديقه الوحيد الذي بقي معه حتى النهاية صابراً على طباع لاموتا الصعبة بعد أن تركه الجميع، وكما كان جيك

بالعمل مثالاً للأنانية والغرور فقد كان جوني مثالاً للتضحية والإيثار، فجوني وضع بحياته هدفاً واحداً هو أن ينال أخيه لقب البطولة فراح يعمل جاهداً على مساعدته ويستغل كل علاقاته بالمافيا حتى يؤمن متباريين يتحداهم جيك لينال بطولة العالم، ويحاول أن يصالح بين أخيه وزوجته وأن يبرر لها تصرفات جيك العدوانية والعصبية، وعندما كان جيك يخسر مباراة ما كان ينتفض غضباً وكأنه هو الخاسر وكان يحمي زوجة أخيه في غيابه ويهاجم من يحاول التحرش بها أو إغوائه ويكسر أضلاعه وكأن ذلك الشخص يتحرش بزوجته له، ورغم أنه كان كثيراً يؤنبه ويشتمه من أجل وزنه الزائد ومعاملته السيئة للناس إلا أن كل ذلك كان من أجله وأجل مصلحته، أفضل المشاهد التي ظهر بها بيتشي بالعمل مشهد اتهام جيك له بأن زوجته تخونه معه، حيث تشكلت على وجهه نظرة شديدة التأثير مزيجة بين الصدمة والحزن والشعور بالخيانة، فجوني كان يعرف أخيه

معرفة جيدة ويتوقع منه كل أنواع الجنون ولكن أن يصل الأمر إلى اتهامه بالخيانة وهو الذي يستعد أن يضحي بنفسه لأجل أخيه فإن ذلك ليس مقبول ولابد أن يصعقه ورغم أن جوني كان قد وصل إلى أتعس حالاته النفسية عندما وجه له جيك ذلك الاتهام إلا أنه بقي يبحث عن مبررات لأفكار جيك تلك وذلك لأنه مريض ويحتاج إلى علاج، كاثرين مورباتي أدت دور فيكي زوجة لاموتا وهي الإنسانة التي تعيش بنزاع بين التزاماتها نحو زوجها وبين معاناتها من طباعه المضطربة وشكوكه المريضة وهي تبقى معه رغم كل ما يقوم به على أمل إصلاحه وتساعده حتى يفوز وتحاول مصالحته مع شقيقه، ولكن عندما يتبرأ لاموتا من واجباته الزوجية ويطلق العنان لمجونه فإنها تقرر تركه ورغم ذلك فإنها تبقى تحاول مساعدته فعندما يأتي لاموتا إلى بيتها الذي أخذته منه بعد الطلاق ويطلب منها حزام بطل العالم لكي يبيعه من أجل دفع كفالة الخروج من السجن فإنها تحاول إقناعه العدول عن تلك الفكرة والبحث عن حل أخر، الفيلم كما ذكرنا هو أفضل فيلم عرض في الثمانينات ، وقد رشح لخمس جوائز أوسكار كان يستحقها جميعاً هي أفضل فيلم وأفضل مخرج (مارتن سكورسيزي) وأفضل ممثل رئيسي (روبيرت دي نيرو) وأفضل ممثل مساعد (جوي بيتشي) وأفضل ممثلة مساعدة (كاثرين مورباتي) وأفضل تحرير فيلم، وفي نهاية الأمر خسر الفيلم أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل مساعد لصالح فيلم (الناس العادييون) للمخرج روبيرت ريدفور وخسرت مورباتي الأوسكار لصالح ماري ستينبرغن عن فيلم مالفن وهاورد، بينما نال دي نيرو أوسكار أفضل ممثل عن جدارة ليكون بذلك قد نال ثاني جوائزه بعد جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم العراب الجزء الثاني عام 1974 ونال الفيلم أيضاً أوسكار أفضل مونتاج .

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق