RSS

The Dark Shadows - 2012



فيلم الظلال المظلمة -
The Dark Shadows لتيم بيرتن وجوني ديب هو أحد تلك الأفلام المضمون نجاحها على شباك التذاكر ويبقى الرهان عليها على أراء النقاد الذين اعتادوا بناء أمال عريضة على تعاونات المخرج والممثل المبدعان وغريبا الأطوار والتي وصلت بهذا العمل إلى ثمانية شملت مختلف صنوف السينما من سريالية وفينتازيا ورعب واستعراض وأنيميشين وسيرة ذاتية وقدما تحف سينمائية حقيقية بالأخص إدوارد ذا أيدي المقصات 1990 إيد وود 1994 و سويني تود 2007 .

الفيلم ينتمي إلى النوعية الجذابة لتيم بيرتن وصديقه الأثير ديب، مأخوذ عن سلسلة تلفزيونية شهيرة في السبعينات عن صراع بين مصاص دماء وساحرة يمتد على مدى ثلاث قرون بصورة كوميدية خفيفة الظل، وبيرتن يرمي حمل الفيلم بالكامل على جاذبية ديب وخفّة ظله وجودة النكتة في النص، ويقوم هو بواجبه بصنع الأجواء السينمائية المحببة لجمهوره، تيم بيرتن أحد أفضل من يصنع السريالية في سينماه ويعطيها صبغة قوطية مميزة تجعل لأفلامه هوية خاصة يمكن تميزها وبهذا العمل يصل إلى الذروة بصنع تلك الأجواء بين أمريكا الناشئة في القرن الثامن عشر و أمريكا سبعينات القرن الماضي، ومع موهبة ديب التمثيلية وبيرتن التشكيلية نرى فيلماً مشوقاً وممتعاً جداً ولكن يحمل الكثير والكثير من نقاط الضعف على صعيد الحبكة والمحاور حتى يكاد يكون أضعف حلقات تعاون ديب وبيرتن، هو مبسط جداً ويهمل الكثير من المحاور الدرامية وتطور الشخصيات ويركز على النكتة أكثر من الحبكة ومتوقع الأحداث.
الفيلم يبدءه بيرتن بأسلوبيته المحببة صوت الرواي واستعراض سريع لمقدمات الأحداث، في القرن الثامن عشر مع هجرة عائلة كولينز الإنكليزية الثرية إلى أمريكية تصحبهم خادمتها وابنتهم أنجليكا التي تقع بغرام ابن العائلة الصغير باراناباس ولكن أمها تحذرها من إن هذا الحب سينعكس بالكوارث عليها هنا يوحي العمل بوجود شيء من النظرة إلى الصراع الطبقي ولكن بيرتن يغفل هذا الجانب بالكامل، الفتى يكبر ويصبح ذير نساء يلهو بالخادمات ومنهن ابنة الخادمة أنجليكا التي وقعت بغرامه ولكنه لا يبادلها هذا الحب فتحل عليه وعلى عائلته اللعنة الأبدية يموت والداه ثم حبيبته بظروف عامضة يتحول إلى مصاص دماء ويدفن لقرنين من الزمن ويعود ليرى عائلته بقمة أنهيارها، وتتزامن عودته مع دخول خادمة جديدة للعائلة فيكي أو فكتوريا تحيط هالة الغموض حولها ويقع باراناباس سريعاً بحبها، الفيلم لا يهتم بدراسة علاقة باراناباس مع عائلته الجديدة أو بالتمهيد لحبه بفكتوريا وصراعه مع أنجليكيا لا يبدو فيه تلك التحولات أو التطورات الهامة ولا يتعمق العمل بباقي الشخصيات وصراعاتها وتبدو مجرد مكمل للصورة ، أحداث العمل مزدحمة كثيراً وتبدو كمونتاج للمسلسل الشهير دون أن يكون هناك شيء جذاب حقيقي للمشاهد باستثناء أداء ديب المميز وروح الكوميدية الرائعة فيه وأجواء بيرتن المدهشة الذي يحافظ على بقاء عيني على المشاهد على العمل طوال الوقت.
على أية الحال الفيلم ممتع جداً ومسلي بلا أي أبعاد أخرى، جوني ديب قدم به دوراً مميزاً جداً ربما لا يكون بأهمية أدواره في إدوارد وإيد وود وقراصنة الكاريبي وسويني تود ولكنه أهم أدواره منذ عدو الشعب أقل نظرة وحركة يقوم بها وهمسة يطلقها قادرة على قلب الجمهور على ظهره من الضحك ، ما يميز العمل إنه ليس فقط فيلم ديب لوحده الفرنسية إيفا غرين نجمة مملكة السماء و كازينو رويال تقدم أهم أدوارها بأمريكا وأكثرها متانة، زوجة تيم بيرتن وصديقة جوني ديب المقربة النجمة هيلين بونان كارتر تقدم دوراً صغيراً رائعاً، الممثلة الإنكليزية القصيرة تعاونت سابقاً مع بيرتن في سبعة أعمال خمسة منها مع ديب عدا مشاركتها في أفلام شديدة الأهمية كسلسلة هاري بوتر و Fight Club ومؤخراً في الفيلم الفائز بالأوسكار The King's Speech  ميشيل بفايفر التي أعطاها بيرتن قبل عشرين سنة دور عمرها كالمرأة القطة في عودة باتمان يسجل هذا الفيلم عودة قوية ومميزة لها بأداء شديد المتانة، الشابة شيلو غاريس موتيز نجمة Hugo  تسجل حضوراً رائعاً، وجاك إيرلي هيلي الذي اعتدنا وجهه في أفلام الأطفال الصغار والمراقبون و Shutter Island يقدم دوراً صغيراً وجيداً.
الفيلم لا يحوي فقط طاقم عمل موهوب وهام ورائع وناجح هناك تصوير ممتازة موسيقى رائعة ديكورات ممتازة مؤثرات بصرية عالية المستوى ولو كان نص العمل وحبكته على مستوى التمثيل و الأجواء البصرية الرائعة لكان تم اعتباره أحد تحف بيرتن الحقيقية وربما من أفضل أعماله.
6 / 10

0 التعليقات:

إرسال تعليق