RSS

The Cabine in the Woods - 2012



منذ بداية العام جذب فيلم منزل في الغابة الأنظار ونال العديد من الأراء والانطباعات الإيجابية كأحد أفضل انتاجات أفلام الرعب الحديثة، ومن يتابع هذا العمل في بداياته سيستغرب هذا المديح كونه يبدأ بداية شديدة التقليدية والشكل العام له يوحي بهذا، قصة مجموعة من الشباب يذهبون أثناء العطلة الدراسية إلى منزل أحد أصدقائهم في الغابة لقضاء العطلة وهناك يصطدمون بجماعة أكلي لحوم البشر.

كل شيء بالعمل يحوي بالتقليدية بدءً من شخصيات الشباب الفتاة الجذابة المغالية في التحرر وصديقها الوسيم الرياضي مفتول العضلات ، الفتاة الخجولة الانطوائية التي تحاول التقرب من شاب ذكي متفوق دراسياً وشاب خامس مدمن على الحشيش وغريب الاطوار.
الأمر لا يقتصر على الشكل العام للشخصيات بل كل الأحداث العامة تبدو تقليدية ومكررة ، إلتقائهم بالطريق بعجوز مريب واكتشاف أسرار تصميم المنزل الغريبة ثم العثور على قبو مهجور مليء بالألغاز فيه كتاب قديم عن لعنة أسطورية ثم تبدأ المجازر كعادة أفلام الرعب في منتصف مشهد جنسي ولكن ورغم كل تلك التقليدية والتكرار ولكن العمل ينجح بأن يكون جذاباً وممتازاً ومشوقاً جداً لعدة أسباب أولهما إن درو غودارد يقدم كل شيء تقليدي بالعمل بصورة أنيقة وجذابة بصرياً وتكتيكياً توحي بأنها غير جذابة ووجود المنظمة الغريبة الغريبة السرية التي تراقب الضحايا وتدبر لهم كل مكائد الرعب والقتل الوحشية.
المنظمة تظهر منذ بداية العمل ووجودها وتصميمها يبدو شديد الفرادة والجاذبية، تبدو كشركة عادية من حيث هيكليتها وتسلسل موظفيها وتعاملهم بين بعضهم ومع الضحايا ، وتثار حولهم أسئلة عديدة هل هم منظمة استخباراتية، هل وقع الشباب ضحية أحد التجارب العلمية غير المفهومة أم وقعوا ضحية أحد عروض برامج تلفزيون الواقع غير الشرعية، على القصة مثل Hostil عن آثرياء
معقدين نفسياً يبذلون المال ببذخ إرضائاً لغرائز الدم عندهم، هل القصة منافسة بين شركة أمريكية ويابانية حول من قادر أكثر بتراثه الترفيهي على إثارة الرعب والعديد من لحظات العمل تبدو مقارنة بين سينما الرعب الأمريكية ونظيرتها اليابانية.
وجود تلك المنظمة وغرابة تركيبتها مع أجواء الرعب التي تحيط بالأحداث تجعل تركيز المشاهد ينصب على الألغاز وفي نفس الوقت
يتفاعل مع مشاهد الرعب والقتل المتقنة الصنع وفي النصف الثاني للعمل يغوص نحو اكتشاف الألغاز العديدة وحلّها صانع العمل درو غودارد يبدو مهووساً بهذه التركيبة من الإثارة والغموض، صنع جو من المغامرات والجرائم التقليدية ومزجه بأسرار وألغاز عديدة وأساطير الميثيولوجيا القديمة ، هو أبدع بذلك سابقاً تلفزيونياً في الرائعة lost كونه أحد منتجيه وحاول تكرير التجربة مجدداً بهذا العمل، المكان المعزول الاسرار المحيطة جو المراقبة الأساطير القديمة أخطار تهدد العالم ، وإمتلاء العمل بألغاز كلما اكتشفنا واحد منا تكون أمامنا أخر، ولكن في هذا العمل لم تكن حبكة الألغاز على المستوى المعقد والصعب المطلوب وكشفها لم يكن بتلك الصعوبة أحياناً
والشخصيات حتى أكثرها تعقيداً لم تكن بتلك الأهمية والجذب للمشاهد.
العمل جيد من حيث النص والصورة والمؤثرات فيه ممتازة، التمثيل لم يكن على المستوى المطلوب رغم وجود اسماء مرموقة كريتشارد جينكيز وسيغورني ويفر ، أما شخصيات الشباب فجميعهم مغمورين وأكثرهم شهرة هو كريس هيمسورث نجم شخصية ثور في The Avengers ، الفيلم جيد ويستحق المتابعة.

 8 / 10    

0 التعليقات:

إرسال تعليق