RSS

The edge of tomorrow – 2014


عودة توم كروز إلى سينما الخيال العلمي والأكشن صادمة، فبعد فشل فيلميه جاك ريتشر و اوبليفيون كنا نتوقع شيء من التغير بمسيرة كروز وانعطافة نحو الأفلام الدرامية أو الكوميدية أو المستقلة ولكنه أصر على الاستمرار بسينما الحركة وتصدى لبطولة فيلم المخرج دوغ ليمان الجديد (حافة الغد) واثبت فيه مجدداً إنه ما زال أحد أهم نجوم السينما الكبار مهما تقدم به الزمن أو تراكمت الافلام الفاشلة بمسيرته، الفيلم حقق نجاح كبير لدى النقاد ونجاح جيد على شباك التذاكر العالمي مع فشل غير متوقع بمبيعاته ضمن أمريكا، فيلم وصف إنه أحد روائع الخيال العلمي الحديثة وعمل أكشن مبتكر وهو كذلك تقريباً بكل شيء لولا الثغرة بمشهد النهاية.


الفيلم عن كيج (توم كروز) ضابط اعلامي أمريكي يسوق اعلامياً لبرنامج عسكري جديد يستعمل للتصدي لغزو فضائي وحشي من كائنات متطورة غريبة بتركيبتها عن البشر تدعى المينك وينجح بجذب آلاف المتطوعين للمشاركة بتحرير أوروبا، وفي المعركة الحاسمة على الشواطئ الفرنسية يتم اختياره ليذهب على الجبهة ويقوم برفع معنويات المقاتلين هناك، كيج يرفض ويعلنها صراحة إنه جبان ولم يخلق للحرب ودجال يقوم بكل حركات الإعلام للتهرب من المشاركة بالقتال، ولكن هذا لا يفيده ويتم ارغامه على الذهاب عنوة ويقتل منذ بداية المعركة ولكن بدل أن يموت يعود ليحيى مجدداً في أمس موته ويدرك إنه اكتسب قدرة عجيبة بمعرفة المستقبل ليوم واحد – على شاكلة فيلم يوم غراندهود- ويستغل هذه القدرة مع المقاتلة الشهيرة ريتا (ايميلي بلانت) لإنهاء الحرب.
بداية الفيلم فيها شيء من الفكاهية ثم صنع شيء من التشويش حول حالة كيج قبل أن يلتقي بريتا ويكتشف إنها تعرضت سابقاً للحالة التي يعاني منها وتشرحها له وكيف يمكن استغلالها بإنهاء الحرب ويبدأ بالقسم الثاني بالاستعداد والتدريب ليكون جندياً مؤهلاً للمعركة ويقتل في كل يوم قبل المعركة الحاسمة ليعود بالزمن مجدداً ويعود ويمر بكل شيء ثم يخوض في القسم الثالث مغامرته هو وريتا لإنهاء الحرب ويدخل العمل بمأزق عاطفي كون كيج وقع بحبها بينما هي في كل مرة تعرفه لأول مرة والمفارقة إن كيج يكتشف إنه مهما حاول فريتا ستموت حتى لو انتصر بالحرب ليكون هدفه محاولة صنع أي شيء وتغيير القدر لإنقاذ من يحب .
الفيلم ذكي جداً ومحبوك بطريقة ممتازة ومشوق وفيه شيء من الفكاهة الرائعة مع قصة رومانسية مصنوعة بطريقة ممتازة، هو مختلف عن أفلام الغزو الفضائي التقليدية من حيث تصميم آلية الغزو وأسلحته وتركيبة المينك وطريقة القضاء عليهم وبذلات المحاربين ولا يعرف الضعف في خطه الدرامي ولا بتسلسل الأحداث، وفيه ذكاء بإعادة رواية أحداث اليوم كل مرة بشكل مختلف وإدخال تغيير عليها كل مرة كمحاولة لكسر إطار الملل وإشعار المشاهد بضيق الوقت رغم اتساعه وعدم محدوديته، المشاهد يتفاعل جداً مع العمل ومع شخصية كيج المحببة الهشة التي تمر بالعديد من التغيرات والتطورات ضمن العمل، وفيه نظرة جميلة عن فكرة تغيير القدر وصناعته ومحاولة تحويره وهل من الممكن أن نغير اقدارنا إن عرفناها أم هي مكتوبة وغير قابلة للتعديل وأجمل ما فيه هو تلك العلاقة الغرامية العذبة بين كيج وريتا والمعضلة التي يمرون بها مع عدم إمكانية استمرارها وغرابة حصولها.
مع القصة الجيدة هناك جهد بصري رائع في العمل ، يشعرنا ليمان إننا بجو حرب حقيقي والحركة والإثارة فيه لا تتوقف ومشاهد القتال محبوكة الصناعة وفيها تمييز على صعيد المؤثرات والتصوير والمونتاج والمكياج والإخراج الفني ، الفيلم لا يهدئ ابداً ومحبي أفلام الحركة سيجدون فيه ضالتهم المنشودة ورغم إن القصة تعاني من الضعف بنهايتها ولا يتعمق ليمان بأفكاره عن جدلية القدر وتغييره ونهاية العمل رديئة ولم استوعبها ولكن تم التعويض عن ذلك بحجم الجهد البصري المبذول والاعتناء بكل التفاصيل حتى أدقها
دوغ ليمان مخرج يعرف كيف يصنع أفلام حركة محبوكة بشكل جيد وجذابة بصرياً وقريبة للجمهور أخرج الجزء الأول من بورن لمات ديمون و السيد والسيدة سميث لبرانجيلينا مخرج يركز على اختيار اسماء هامة لأفلامه ليس فقط لجذب الجمهور بل لحرصه على تقديم أداء تمثيلي جذاب ضمن مشاهد الحركة الممتازة التي لا تتوقف، ولهذا كان اعتماده على توم كروز وايملي بلانت موفقاً هنا، كروز ينجح بدور فيه تركيبة من الكوميدية وعدم الاكتراث والطفولية التي تخوض تجربة استثنائية صعبة تحولها إلى شخصية أخرى تماماً وبلانت رائعة بدورها كمقاتلة صلبة قاسية الملامح ومناسبة جداً للدور وبينهما تنشئ كيمياء رائعة وممتازة على الشاشة يستفيد منها ليمان ليصنع فيلم خيال جيد جداً

8/10

0 التعليقات:

إرسال تعليق