RSS

Avengers: Age of Ultron- 2015


منذ مدى تحدثت عن فيلم (The Avengers) على الFacebook  بأن سبب نجاحه تكمن ببساطته، تقديم ما يتوقعه وينتظره محبي الكوميكس بالشكل الذي يحلمون به دون زيادة أو نقصان مع قصة درامية بسيطة متناسبة مع جو العمل ككوميكس، جون ويدون والمارفيل من خلفه يدركون إن عملهم غير قابل ليكون The dark knight  وعرفوا حدودهم تماماً ولعبوا ضمنها وتميزوا كون فيلمهم مختلف عن رائعة نولان وعلى حد تعبير أحد المدونين (إنه إذا كان نجاح بداية باتمان إنه مخالف لكل توقعات محبي الكوميك فإن سبب نجاح The Avengers  إنه متوافق مع كل ما يتمنى محبي الكوميك مشاهدته) وجون ويدون لم يسطح القصة نهائياً ويقدمها بصورة سخيفة وطفولية كاقتباسات جويل شوماخير الرديئة لباتمان في التسعينات ولا يحاول المبالغة بالقصة درامياً وهي لا تتحمل فتبدو مفتعلة ومبتذلة كفيلم زاك سنايدر The Watchmen .


هذا بالنسبة للجزء الأول الرائع من المنتقمون، أما الجزء الثاني فقصة مختلفة تماماً، للأسف جون ويدون لم يستمر على بساطته المحببة وإثارته المبهرة بالجزء الأول ، حاول أن يخرج عن النهج ويعطي القصة أبعاد درامية، هذه ليست المشكلة طالما إن الدراما منسجمة مع القصة وتخدمها بل سيكون ذلك عظيم جداً، ولكن المشكلة إنه نفخ العمل درامياً بغير موقعه على حساب مواقع أخرى مغيبة مما سبب بالكثير من التمطيط والحشو وخلف الكثير من الأسئلة غير المفهومة .
القصة تبدأ من نهاية رائعة مارفيل السابقة Captain America 2 : the winter's solder  فريق المنتقمون يهاجم بقايا أوكار الهيدرا للقضاء على البارون فون ستريكر رأس الهيدرا الأكبر واستعادة صولجان لوكي منه، (لمعرفة التفاصيل أكثر حول هذه الجزئية يمكن للمشاهد أن يعثر عليها من خلال مسلسل مارفيل الممتاز Agents of S.H.I.E.L.D.  المتفوق على أغلب أعمالها السينمائية) ستريكر يخفي في مقره التوأمان الخارقان سكارليت ووتش (إليزابيث اولسن) و كويك سيلفر (أرون تايلور جونسون) وخلال المعركة تعبث سكارليت ووتش بأفكار إيرون مان توني ستريك (روبيرت داوني جونيور) فتجعله يعيش أسوء مخاوفه من أن يتسبب بقتل فريق المنتقمون وإبادة الأرض ولا يستطيع حمايتها (كإستمرار لعقدة مخاوفه بعد معركة منهاتن والتي شاهدناها بالتفاصيل في Iron man 3 ) بعد النصر يستغل توني الطاقة الهائلة للصولجان ليستكمل مع بروس بانر (مارك رافايلو) مشروع الترون الذكاء الصناعي المتفوق الذي يعولان عليه ليكون سلاحهما الفتاك في أي مواجهة فضائية محتملة، المشروع يفشل والترون (بأداء صوتي جيد من جيمس وودز) لا يحوز فقط على ذكاء صناعي خارق وإنما على وعي ذاتي يجعله يتمرد على الأفينجرز ويقرر أن يحفظ السلام العالمي بأسلوبه الخاص بعد أن استنتج إن البشر والافنجيرز هم أكبر تهديد لهذا السلام وذلك بإبادة الجنس البشري على مبدأ طوفان نوح وإعطاء الفرصة للبشر للبدء من جديد بدورة حياة مسالمة جديدة.
الفيلم كحبكة عامة جيد ومشوق وتصميم شخصية الترون مبهر جداً وعلى مستوى عالي من الخطورة وتحد حقيقي خطير جداً، يستمر بشكل ممتاز بالأخص في نصفه الأول بالمزج والتنقل المتوازن بين الكوميدية الخفيفة المقبولة والأكشن الجيد شديد الإثارة، مشاكل العمل الحقيقية هي بتفاصيله الدرامية المفتعلة وغير المجدية وبغير موقعها، فبدل أن نشاهد الحيرة والقلق من توني ستريك وبروس بانر نتيجة تجربتهم الفاشلة التي قد تسبب كارثة نلاحظ إنهم يتمتعون بهدوء عالي جداً ولو اهتموا بانعكاسات فشل التجربة على توني مع هواجسه لكان ويدون حقق غايته بصنع بعد إنساني منسجم مع القصة ويرفع قيمة العمل، بالمقابل يركز على تفاصيل حياة كلينت بارتون – هوك أي (جيرمي رينر) العائلية والتي سببت مططاً وإضافة للعمل ولم أفهم ما جدوى حوارات بارتون وزوجته ومخاوفها عليه للقصة العامة سوى بمحاولة زرع بعد إنساني بغير محله للقصة وتمهيد انسحابه من الفريق.
في العمل نرى أن بروس بانر على علاقة بنتاشا رومانوف – بلاك ويدو (سكارليت جوهانسون) وهذا المحور بالذات كان كارثة العمل، فالعلاقة غير مفهومة كيف بدأت ومتى وكيف أصبحت حب حقيقي، في الجزء الأول لاحظنا كيمياء بين نتاشا وكلينت وملامح علاقة بينهم وفي الجزء الثاني من كابتن أمريكا كان هناك تلميح لعلاقة نتاشا بكابتن ولم نراها والآن هي واقعة بحب بروس بانر فجأة ودون أي تمهيد وهذا جعل الشخصية ضائعة وحائرة جداً بنظري، مع ملامح لماضي نتاشا وكيف خسرت قدرتها على الإنجاب أو أن تشعر بلذة العلاقة والحب في سبيل تحولها إلى جاسوسة خارقة وظهور سريع للنجمة جولي ديلبي بدور والدتها وهذا المحور لم يفد برأي العمل أبداً سوى ربما كتعبير من مارفيل عن نيتها صنع فيلم خاص عن الأرملة السوداء، وإن كان الغرض أنسنة الشخصية فلم تصلني ولم تكن مفيدة وضرورية للحبكة العامة.
شخصية هالك هي الصدمة الأخرى الرابعة بالعمل، في نهاية فيلم هالك المذهل نرى إن بروس بانير وصل لمرحلة من المصالحة مع نفسه وسيطرة على الرجل الأخضر بداخله بفضل اليوغا، وفي فيلم المنتقمون الأول كذلك كان بانر يتمتع بشيء من ضبط النفس يستطيع التحول ذاتياً إلى هالك والعودة ، في عصر ألترون عادت الشخصية إلى نقطة الصفر، الرجل الأخضر غير القادر على السيطرة على نفسه ويحتاج إلى الجميلة حتى يهدأ (وهي هنا بلاك ويدو) والمثير للسخرية إنه وفي قمة الكارثة والحصار نرى بانر يرفض أن يكون هالك رغم إن الأرض بأمس الحاجة له ويجب دفعه غصباً ليغضب ويقوم بدوره البطولي.
في المقابل وكالعادة المؤثرات ممتازة محاولة ويدون التصوير باللقطة الواحدة جيدة بالأخص المشهد الأول، لقطات الأكشن متفاوتة المستوى بعضها ممتاز جداً بالأخص نزاع هالك الثائر مع أيرون مان وهو مرتدي بذلته الخارقة الجديدة فيرونيكا، أو مطاردة كابتن أمريكا لألترون، في المقابل هناك مشاهد أكشن عادية جداً بالأخص المعركة الأخيرة لم تكن على نصف مستوى معركة مانهاتن الرائعة جداً في الجزء الأول، حضور وور مشين (دون شيدول) ونيك فيوري (سامويل جاكسن) جيد باللحظات الأخيرة ولكن لم أفهم لماذا لم يشركوا فالكون (أنتوني ماكي) بالمعركة رغم إن الشخصية كان لها حضور رائع في جندي الشتاء وظهر بالعمل بدور بسيط، شخصيتا كويك سيلفر وسكارليت ويتش جيدتان ولهما دور هام بالمؤامرة والمعركة وإليزابيث أولسون ممتازة بدور الساحرة وفاجأتني بجدية أدائها، والمفاجأة المفرحة شخصية فيجن الخارق الجديد وتجربة توني الناجحة الأخيرة الذي يحمل حل لمأزق ألترون مع أداء صوتي وإيمائي جيد من باول بيتاني.
الكوميدية بالعمل جيدة جداً بالأخص مشهد تحدي ثور للفريق برفع مطرقته، توزيع الأدوار بين الشخصيات جيد رغم تغييب هالك بشكل غير مفهوم وسخيف ، الممثلون كعادتهم متماشين مع أدوارهم والتمهيد في العمل للجزء الثالث من كابتن أمريكا : الحرب الأهلية (الذي تعد مارفل أن يكون أفضل أعمالها) وبداية ظهور ملامح شخصية الثانوس أكثر (العدو المنتظر في الجزئيين الأخيرين من الأفنجرز) كان موفق،  مشاكل العمل الحقيقية كانت بالإخراج برأي جون ويدون استنفذ كل ما بجعبته في مشروع الأفنجرز ومن حسن الحظ إن مارفل أعلنت إسناد تتمة المشروع للأخوين روسو بعد الشكل الممتاز الذي قدما به جندي الشتاء ورضا المنتجين عن النسخة الأولى من الحرب الأهلية، بالمحصلة الفيلم ممتع جداً ومرضي على مستوى الأكشن والكوميدية ولكن ليس على المستوى المأمول وبجودة الجزء الأول.
7.5 / 10   


0 التعليقات:

إرسال تعليق