القصيدة، الرواية، المقطوعة الموسيقية،
اللوحة، الفن، الحب، الحياة، الحلم كلها تم مزجها هنا في فيلم عن رجل وامرأة، عمل
عظيم، غريب عن كل شيء آخر، فيلم عن المشاعر، يخاطبها ويدغدغها ويحركها، بعيداً عن
كل المذاهب السينمائية والمدارس الفنية، بعيداً عن التجريب والسريالية، بعيداً عن
الأفكار الضخمة عن مشاكل العالم المستعصية عن تعقيدات وتناقضات الإنسان وهواجسه
ومخاوفه يأتي هذا الفيلم ليبتعد عن هذا كله ويقدم قصة بغاية البساطة عن وقوع رجل
وامرأة عادياً بالحب ضمن ظروف عادية وتحولات عادية جداً.
Three Colors: Red-1994
الجزء الثالث والأخير من ثلاثية الألوان هو
ربما ليس فقط أفضل أفلام السلسلة بل ربما أحد أفضل إنتاجات السينما الفرنسية على الإطلاق
فيلم عظيم وحقيقي جداً عن كل ما أراد كيشلوفسكي تقديمه في ثلاثيته عن الأقدار
المتلاطمة، عن التناقضات الصارخة، عن الحب الأعمى الآسر، عن الفقدان المؤلم، عن
حياة الناس وقصصها الرائعة الغريبة المجهولة، هو فيلم بلون العاطفة وعنها عن
الأحمر لون النار الدافئة الحنونة باعثة الحياة والأمل والطمئنينة والحارقة
بلهبها.
Three colors : White – 1994
الأبيض في الجزء
الثاني من ثلاثية الألوان لكرازيستوف كيشلوفسكي ليس فقط اللون الناصع لبشرة
دومينيك (جولي ديلبي) التي أودت بعقل كارول (زبنوي زامشويسكي)، ولاهو لون الثلج
الذي كان أول ما وطئت عليه قدمي كارول حين عاد إلى بولندا مهزوماً ذليلاً ووصل
عليه إلى عمق هاونه ومنه انطلق إلى القمة ولقى فيه راحته، هو لون برائته وطيبته التي
تسببت بتحطيمه وإيصاله إلى الهاوية، براءته التي حاول قتلها وتوقع إنه يستطيع ذلك
ولكن مافعله لم يتجاوز ما قام به حين اطلق النار على صديقه من مسدس صوتي، أخافها
وخبئها ولكنها بقيت في داخله تكبر وتكبر حتى ألتهمته مجدداً وأعادته كما بدأ كسير
القلب مفلس الجيب.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)