RSS

Brave - 2012



منذ عرض تحفة بيكسار الأعظم Toy Story3  بدأ الحديث يزداد عن عملها القادم، كان Cars 2  هو العمل التالي على جدول بيكسار الزمني ولكن الانتظار كان موجه أكثر نحو  Brave عمل بيكسار الأعلى كلفة، أول عمل تاريخي من بيكسار وأول عمل تتصدى لبطولته فتاة، وبعد السقوط المريع لـ Cars 2  أصبح Brave  حاجة ملحة يعيدها للصدارة، ولكنه رغم جماله وجودته لم يكن تلك التحفة التي نستطيع ذكرها إلى جانب حكاية لعبة ونيمو والمذهلون وسيارات و شركة المرعبين و راتاتويل وول أي وأعلى، هو عمل قالت فيه بيكسار ما زلت موجودة ضمن زحمة الأنيميشين هذا العام، عمل جيد من بيكسار وكفى.


من السهل تمييز ثيمات بيكسار في العمل، البداية البصرية المبهرة التأسيس البسيط والسريع للشخصيات على النمط الكلاسيكي روح المغامرة السريع الآسر منذ البداية، بيكسار تنجح بهذا وتصنع بداية جيدة لعملها تدخل المشاهد سريعاً ضمن شخصياته بأسلوب فكاهي جيد بعيد عن الابتذال وضمن دراما أنيقة عن عالم الفايكنغ و ميريدا الأميرة الشابة التي تريد أن تعيش حياة المغامرة والتمرد على واقعها كأميرة، تهوى الصيد وحياة الفرسان رغم إن والدتها تصر على تحوليها كأميرة وتزويجها حسب التقاليد اتقاءً لحرب تدمر ممالكهم، وحين تتصاعد الخلافات بين ميريدا وأمها تلجأ الأميرة إلى السحر لتغير قدرها، وهنا يدخل العمل حسب أسلوب بيكسار إلى المنعطف الثالث، أولاً التمهيد ثم المعضلة وثالثاً المغامرة، Brave  كان ناجحاً في المرحلتين الأولى والثانية تشعر به كبداية لتحفة بيكسارية جديدة ولكن المشكلة كانت بالمرحلة الثالثة.
المشكلة لم تكن بوجود المغامرة وإنما بشكلها تشعر بها خروج كامل عن روح الفيلم إلى شكل خيالي غريب عن البداية التي كانت واقعية بالكامل ضمن أسلوبية بيكسار المشوقة على عكس المغامرات في روائع بيكسار السابقة التي كانت متماشية تماماً مع روح العمل (مغامرة كوكب البيتزا و ضياع نيمو على سبيل المثال )، هي لم تكن سيئة ولكنها خلقت شيء من التفاوت بمستوى العمل تشعر بهوى بين بداية ممتازة ثم وجود مغامرة عادية وبأحسن الأحوال جيدة، بالأخص إن المغامرة لا تحوي تفاصيل مشوقة كمغامرات بيكسار السابقة و بنفس الوقت لم تدعمها بتصعيد مستوى الدراما فحلول معضلات الشخصيات و مشاكلها جاء سريعاً جداً ومبسطاً جداً، وكانت الصناعة الممتازة لشخصية الساحرة ثم اختفائها بالكامل حتى نهاية العمل قد ضاعف من مشاكل العمل فالمشاهد كان متشوقاً جداً لتلك الشخصية التي أعدمت بلا مبرر مقنع.
رغم ذلك كله لا استطيع أن أقول إن الفيلم سيء هو جيد ولكن متفاوت المستوى، مشوق جداً وفكاهي جداً مناسب جداً للعائلة ولكن دون وجود مادية درامية جادة مناسبة للعمل كما تعودنا بالعادة رغم إنه يحوي ربما أحد أكثر معضلات بيكسار درامية وأهمية، لا تشعر به كالعمل الـ 14 لبيكسار وأحد أكثر مشروعاتها أهمية ولا إن مبدعين وراء حكاية لعبة وسيارات ونيمو و وول أي قد صنعوه تشعر به عملها الأول التمهيدي ربما، من نواحي أخرى تشعر بروح بيكسار العظيمة نفسها موجودة بالأخص على الصعيد التقني تصميم المشاهد والأماكن والشخصيات ودقة الرسم الحاسوبي، هنا لم يكن هناك أي تفاوت وإنما ربما تفوق حقيقي على صعيد الصورة تنجح فيه بيكسار بشغل المشاهد عن نقاط الضعف فيه و إدخاله بجو العمل ولكنها مع ذلك لا تستطيع أن تصنع شيء يبقى خالداً في الذاكرة، الشيء الذي سيبقى بذاكرة المشاهد من العمل هو بالتأكيد الموسيقى والأغنية الرائعة والأداءات الصوتية الممتازة جداً وخصوصاً من الإنكليزية القديرة إيما تومبسون .
8 / 10 

0 التعليقات:

إرسال تعليق