RSS

أفضل 10 أفلام 2017



تأخري بإصدار قائمتي هذا العام يعود لشيء من الكسل بالكتابة ونشاط بالمشاهدة ارتبط بتأخر صدور العديد من الأفلام الهامة والتي كانت تصدمنا إن أغلبها ليس بالمستوى المأمول مما يصيب بحالة إحباط تزيد من حالة الكسل الكتابية وشوق لمشاهدة المزيد لتعويض إحباط ما شاهدته، ولكن مع ذلك اللذة التي تمنحني إياها وضع قائمة أفضل 10 أفلام كل عام منذ عشر أعوام تقريباً جعلني استغل حالة النشاط كتابية مفاجأة وكتبت قائمتي وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم.


أفلام مخيبة للأمل 

The Shape of Water – Mudbound – The Post – A Fantastic Woman– Darkest Hour – All the Money in the World – Spider-man Homecoming – The Boss Baby –Downsizing -  Roman J. Israel, Esq – Justice league – In The Fade – The Happy End

10 أفلام تستحق التقدير 

The Florida Project
On Body and Soul
 Molly's Game
The Breadwinner
 Mother!
Three Billboards Outside Ebbing, Missouri
 Logan
سوري) حرائق (   
مطر حمص (سوري)
Skins

الأفضل عام 2017

أفضل موسيقى : The Shape of water
أفضل مؤثرات : Blade Runner 2049
أفضل تصوير : Blade Runner 2049
أفضل مونتاج : Phantom Thread
أفضل سيناريو : Phantom Thread
أفضل اقتباس : Blade Runner 2049
أفضل طاقم ممثلين :  Call Me By Your Name
أفضل ممثلة مساعدة : روني مارا  A Ghost Story
أفضل ممثل مساعد : باري كوغان The Killing of a Sacred Deer
أفضل ممثلة : فيكي كرايبس Phantom Thread
أفضل ممثل : دانييل دي لويس Phantom Thread
أفضل مخرج : بول توماس أندرسون Phantom Thread

-10-
You were never really here


شريط الإنكليزية لين رامزي الفائز بأفضل ممثل بمهرجان كان هو أكثر أفلام 2017 ظلماً بعد تأخير عرضه لبداية العام الحالي، عمل يمكن اعتباره هجاء عنيف استهدف القيم الأمريكية بعد فشلها، الفشل بحرب العراق، أزمة المهاجرين، الحياة العائلية المفككة، الإحباط الاجتماعي، فشل القانون، أمور تقدمها رامزي كومضات سريعة في ذاكرة البطل لنفهم الشكل الذي أصبح عليه، رجل يمارس عمله كقاتل مأجور مخصص فقط بتخليص القاصرات المختطفات من المجرمين، هو نموذج حديث للبطل الأمريكي الذي فقد الأمل من كل القيم والعدالة الأمريكية وقرر أن يحققها بنفسه بأساليبه الخاصة، بطل فيه ملامح من شخصيات الكوميكس بزيه وشكله والسلاح الذي يستخدمه ولكن بإطار واقعي جداً وحقيقي وصادم، رجل يعيش على هامش الحياة ولا يوجد سوى شيء واحد يربطه بها والمفارقة أنه حين يخسر هذا الشيء يعثر من خلال هذه الخسارة على سبب حقيقي للحياة ليحقق عدالته ويحرر نفسه من آلام الماضي، عمل فيه تحية لا يمكن تجاهلها لتحفة سكورسيزي سائق التكسي، مبهر على صعيد الصورة والصوت وأحد أفضل أداءات واكين فونيكس

-9-
Loveless


الروسي أندريه زيفيغينتسف يقدم لنا صورة مجهولة وبغاية الجرءة عن روسيا القرن الواحد والعشرين، قصة طلاق وضياع ابن يحولها إلى مرآة لروسيا المعاصرة وأزمة الهوية العميقة التي تعانيها، بين سعي حثيث للتطور ودخول الحضارة الغربية وبين جانب متمسك بالتقاليد والقيم الروسية القديمة تبدو روسيا الممثلة بأليوشا ضائعة ولا أحد يعثر عليها بل لا أحد يريد أن يعثر عليها بقدر ما يريدون تحوليها إلى سلاح آخر في حرب سيطرة وحجة إدانة للآخر، عائلة فاقدة للمسؤولية ومؤسسات عاجزة ومعضلة تبدو غير قابلة للحل وإنما مؤهلة للتكرر والتفاقم دون أن يدركها أحد بل إن العقلية الصلبة المصرة على إقصاء الآخر تبدو ماضية بسعيها غير مدركة للخسائر والضحايا التي يخلفها مخاض روسية الحديثة التي تبدو إنها لن تضع إلا مولود مشوه.

-8-
The Killing of a Sacred Deer


اليوناني يوريس لانثيموس يمضي بمسيرته بخطوات متصاعدة تجعله بطليعة مخرجي اليوم، فيلمه الإنكليزي هذا لا يبدو مجرد قصة مشوقة بقدر ما هو تعبير عن غضب لانثيموس من الحضارة الغربية الحديثة، يصور لنا مدى هشاشة المجتمع الغربي رغم مثاليته الزائفة، ينتقد تعامله مع المجتمعات والحضارات الأدنى درجة، كيف يتسبب بخرابها وينجو ثم ينعم عليها بالفتات كنوع من تطهير الضمير بأسلوب ذر الرماد بالعيون، غير مكترث إن أفعاله ستنقلب عليه يوماً ما ولعنة جرائمه ستعود وتضربه ، ولكن حتى عندما يحصد الغرب نتائج أفعاله (الإرهاب مثلاً وأزمة اللجائين) يبقى مصر إنه غير مسؤول، لا يتحمل مسؤولية ما قام به وينقلب بكل حضاريته لوحش ويمعن أكثر بإجرامه ضد غيره من الحضارات - التي ربما ليست هي من تضرب الغرب ولكنها الشماعة التي يحمل عليها جرائمه - حتى ينهار عليه عالمه، ضمن هذه الرمزيات هناك تساؤلات عن مفهوم العدالة، الانتقام، الحقيقة الإنسانية الوحشية وراء الثوب الاجتماعي والمظاهر الراقية، وخيارات مؤلمة جداً وصعبة تقع فيها الشخصيات

-7-
Loving Vincent


دوروتا كوبايلا و هيو ويلشمان آثارا الجدل بهذا العمل البولندي – الإنكليزي بين معجب جداً بالإنجاز التقني العظيم الذي قدماه وبين منتقد لضعف الفيلم من النواحي الدرامية والنصية، أنا من جهتي من الفريق الأول، لا انكر إن العمل ليس على المستوى المرجو منه نصياً ولكن الجهد الجبار الذي قدماه به يمكن أن يغطي تلك العيوب، فيلم مرسوم بالكامل يدوياً بأسلوبية فان غوغ بالألوان الزيتية، - بلا تقنيات حاسوبية - احتاج ل100 رسام محترف لينجزوا الفيلم عبر 65000 لوحة بمعدل 835 لوحة مختلفة لكل لقطة والنتيجة عمل أشبه بالسحر، فيلم كامل وكأنه مرسوم بريشة فان غوغ (وهذه الجزئية بحد ذاتها تستحق التقدير ومجهدة جداً كونها محاكاة لأحد أعظم الرساميين على مر العصور) تحولت فيه الرسومات والألوان إلى كائنات حية، عمل يشعرك بأنك تتجول داخل لوحات فان غوغ وتعيشها، وهذا لوحده كان كاف بالنسبة لي.

 -6-
A Ghost Story


فيلم آخر لم ينل التقدير المستحق، الأمريكي ديفيد لوري بقصته الفنتازية التي عرضت بداية العام الماضي ونالت مديحاً واسعاً يقدم فيلم عظيم عن الأماكن وعلاقة الحب بينها وبين سكانها، عن ذاكرة المكان وارتباطه بذاكرة الشخصيات، عن الزمن وتغيراته التي تطوي كل شيء إلا المشاعر التي تعثر لها على مكان بين تسارع التحولات، فيلم عن الحب الحقيقي الذي لا يموت، عن الحياة التي يضفيها بعض الأشخاص على المكان وكيف يصبح ميتاً بغيابهم وموحشاً، عن الحب الذي يعشعش ضمن جدران المكان وصبح جزءاً منها، عن غربة الإنسان الروحية في الزمن الحديث، عن عبثية الأقدار، عن الطموح للخلود، عن مخاوف الإنسان الأصلية وسعيه الحثيث لفهم معنى وجوده

-5-
Call Me by Your Name


الإيطالي لوكا غواداغانينو جاء بميزات مختلفة من عدة أفلام شاعرية ناجحة ومزجها سويةً ليقدم هذه التحفة، هيمنة الطبيعة من جبل بروكباك، تحويل قصة الحب إلى قصة نضوج وتأثير الجنس بتأجيج الحب من حياة أديل، الاستخدام العظيم للألوان وشريط الصوت من مزاج للحب، جعله قصة اكتشاف ذات من كارول، وتطور العلاقة وتأجيجها من خلال أوقات الفراغ والحوادث اليومية الروتينية من بقايا النهار، وسحر الأجواء الإيطالي والافتتان بالجمال من موت في فينيسا، هذا العمل يحوي أفضل طاقم تمثيلي للعام الماضي من الصاعد تيموثي شامالا و الشاب أرمي هامر و القدير مايكل ستيوهلبيرغ ، ولكن نجم العمل الحقيقي بنظري هو المكان، هذه القرية الهاربة من الجنة هي بطل العمل الحقيقي، الكاميرا تتحرك بتأني وهوس بتفاصيل المكان، يجعلك تشعر به وتعيشه، الألوان والكوادر والأماكن الطبيعية والآثرية تخطف العين تشعرك بجمال إيطاليا كما لم تراها من قبل بالأفلام، ويمزجها مع تصاميم أنيقة للملابس وموسيقى مبكية واستخدام عظيم للأغاني وخلفية صوتية وافية من حفيف أشجار وضحكات الكومبارس وأصواتهم ودبيب الحشرات تعطي للمكان إحساس بالحياة، كله يتداخل ليجعلك تعيش تجربة المكان تشعر بحرارته وتكاد تشتم رائحته.

-4-
القضية 23


للوهلة الأولى يبدو إن الفيلم غارق بالهوية والواقع اللبناني و فوضاه السياسي وإرث الدم والحقد الذي خلفته سنوات الحرب الأهلية، ولكن بتعمق يبدو إن فيلم اللبناني زياد دويري قادر على التعبير عن حالة الشرق الأوسط ككل، المنطقة التي يتوارث أهلها الزعامات والسياسات والانقسامات والصراعات، شخصيتا طوني و ياسر نتاجا حقب كاملة من إستغلال الزعامات العربية وصراعات دولية ضمن المنطقة كان ضحيتها الإنسان العربي البسيط الذي لم تنصفه السياسة لأنها بالأصل لم تعمل من أجله وما زالت حتى هذه اللحظة وبالمستقبل ساعية لاستغلاله، فيلم جريء جداً بطرحه دون ابتذال، هل الحرب فعلاً انتهت في لبنان أم ما زالت داخل النفوس؟ هل من الممكن أن نعيش بسلام لمجرد أننا ندعي أننا نحب بعض؟ هل فعلاً النفوس العربية قادرة على تقبل اختلاف عناصرها لمجرد إن ذلك ما قاله السياسيون أنه يجب أن يكون؟ هل السلم والحرب وليدة الظروف والحاجات أم نتيجة إرادات السياسيين؟ إيهما أفضل واقع أمن أم واقع عادل ولماذا لا يمكن تحقيقهما سويةً وأن نحل مشاكلنا بطريقة حضارية؟ ما الذي يفرقنا حقيقةً وما الذي يجمعنا؟ كم من المآسي يوجد في الواقع العربي غير مآساة الفلسطيين التي لم يسلط عليها الإعلام الضوء لمجرد إنها بضاعة لا يمكن للسياسيين تسويقها؟ فيلم فيه الكثير من الأفكار والطروحات التي يحتاج المجتمع العربي لطرحها، فيه الكثير من الأمور التي يدركها ويعيشها كل عربي ولكن لا يجرأ على قولها.

-3- 
The Square


فيلم السويدي روبن اوستلاوند ليس سريالياً ولكن فيه روح سريالية مقلقة، العالم من وجهة نظره عبارة عن مشفى مجانين كبير لا تدرك الشخصيات حجم جنونه أو تدركه وتتجاهله وأحياناً تستفيد منه، الطابع التنبؤي فيه يأخذ شكل الإنذار الديني بإنفجار يوشك أن يطيح بالجميع، الرعب الحقيقي كامن بصورة ساخرة حين تعي أن الدولة والمدينة التي تتصدر التصنيف العالمي بمعدلات الأمان و الرفاهية والرقي هي عبارة عن غابة حقيقية وهؤلاء المهندمين المثقفين هم عبارة عن وحوش بملابس أنيقة تحركهم غرائز وطباع حيوانية أصيلة من الضراوة والوحشية والبقاء وإشباع اللذات وحب الهيمنة والتفاخر وعدم الثقة والعداوة وغياب الإحساس بالأمان والتكافل، والمميز بهذه الوحوش إنها لا تعمل كقطيع واحد، كل وحش هو صياد منعزل يحارب الجميع تجتمع فقط حين تحاول تلك الفرائس أن تتمرد و تهدد أمنها واستقرار عالمها الهش وهيمنتها، ولا تكتفي فقط بالفتك بالفريسة بل تصورها كوحش يشكل خطر عليها، وعلى التوازي تلكبها وترثيها وتتاجر بقضيتها.

-2- 
Blade Runner 2049



فيلم خيال علمي عظيم جداً، لم أكن أتخيل قبل عرضه إنه من الممكن أن ينال إعجابي ويكون ضمن الأوائل بقائمتي، لا نستطيع القول أنه تجاوز رائعة ريدلي سكوت التي اعتبرها أفضل فيلم أمريكي في الثمانينات ولكن يمكنني القول إن الفيلم كان بحجم الأمانة وقريب لمستوى الأول ولم يفرط ديني فيلنو بإرث سكوت، فيلنو أثبت أنه هو الشخص الأمثل لإخراج العمل ، ميزات الكندي الناجح جداً بالذوبان بشخصية غيره من المخرجين، وهوسه بالتويست (هناك ستة تويسات موظفة بنجاح وبمكانها الصحيح)، وعشقه للإثارة ومزجها بالدراما والفلسفة (عادةً يكون مدعياً ولكنه هذه المرة كان موفقاً إلى حد بعيد) وحفاظه على إيقاع الفيلم وتوازنه والتصاعد المستمر بالحدث، وقدرته على تقديم تقنيات وصورة بصرية مذهلة تبهر العين وتحكمه بتفاصيل الفيلم، إدارته الممتازة للممثلين، كل هذه الأمور أحسن فيلنو استخدامها ليقدم أهم أفلامه وأحد أفضل أفلام الخيال العلمي المعاصرة عن حقيقة الروح ومصير الإنسانية في مستقبل وحشي ينتظرها، وطبعاً لا يمكن أن ننكر إن جزءً كبيراً من قيمة الفيلم تعود للصورة البديعة التي قدمها روجر ديكنز بأفضل إنجازات التصوير المعاصرة، وموسيقى هانز زيمر الفخمة، فيلنو قال إن مدة الفيلم الأصلية هي أربع ساعات ونصف ولكنه في المونتاج اختصر منها ساعتين، أنا بالنسبة لي مستعد أن أشاهد الفيلم بنسخته الكاملة المطولة، هدية قيمة لكل عشاق الخيال العلمي

-1-
Phantom Thread


تحفة عام 2017 والفيلم الذي رفع مستوى العام، بول توماس أندرسون يقدم فيلمه الأكثر شاعرية وأحد أجمل الأفلام الرومانسية المعاصرة دون أن يتنكر لأسلوبيته، كلاسيكية جديدة من كلاسيكياته، عمل يبدأ بعد نهايته، يعيش في عقل المشاهد ويستحوذ على أفكاره ويكتشف فيه دوماً أشياء جديدة تزيد من قيمته ، أفلام أندرسون دوماً عن شخصيات تحاول إثبات نفسها في العالم ثم السيطرة على عوالمها، وتخوض صراع حثيث للحصول على هذه السيطرة، صراع السيطرة هذه المرة هو بين المرأة والرجل، الإلهام والمبدع، راينولدز الذي رأى بإلما مصدر للإلهام وأعجب بها كمجسم يعرض عليها أزياءه، و إلما التي فتنها إبداع راينولدز لم يعد يرضيها أن يراها مجرد مجسم وعارض، أرادت أن تكتشف الإنسان وراء الفنان وتحبه حتى يحبها هو أيضاً كإنسانة و يشعرها إن لها قيمة وإنها على مستواه لا تنقص عنه شيئاً، فيلم عظيم عن عقلية المبدع، عن المرأة التي لا ترضى بالمهانة وتصارع لتحقيق ذاتها وقيمتها، فيلم كل ما فيه ساحر الشخصيات وصراعاتها، التصوير، الديكورات، الأزياء، الموسيقى، وأداءات جبارة، تحية إعتزالية عظيمة من دانيل دي لويس وأداء صادم غير متوقع وعلى مستوى عظمة الممثل الأفضل في زماننا من فيكي كريسبي وأداء مبهر من ليزلي مينيفل، فيلم من أجمل إنجازات الألفية الحديثة.


0 التعليقات:

إرسال تعليق