RSS

أفضل 15 فيلم لعام 2015


تأخرت عن قائمتي السنوية هذا العام لعدة أسباب منها الخاص ومنها انشغالات عامة ورغبة بمتابعة المزيد من أعمال عام كان جيد ومرضي للسينما الأمريكية مليء بالأعمال الممتازة ، عام أحب تسميته عام النستولوجية مع أعمال أعادت لنا الحنين للعديد من الأفلام الكلاسيكية التي زرعت بداخلنا حب السينما ، والأهم هو عودة بيكسار لصدارة الرسوم المتحركة وعودة سينما الرسوم المتحركة لتقدم الروائع ، وطالما إنه تأخرت بعرض القائمة فهي ستكون عن 15 فيلم وليس عن 10 ككل عام


-15-

Straight Outta Compton


قد لا يختلف هذا الفيلم عن أفلام سير الموسيقيين التي نجحت بالأفلام الأخيرة كراي و Walk the line  قصة الكفاح للشهرة، النجاح الضارب، ثم الانحدار الشخصي ، وعودة الصعود مجدداً، هذا الفيلم الذي يتحدث عن الثورة الموسيقية التي أحدثها ثلاثي فرقة الراب الشهيرة في أواخر الثمانينيات NPA  دكتور دري و ايزي اي و أيس كيوب فيه هذه العناصر ولكن ما يميزه إنه مصنوع بأسلوب أغاني الراب صريح سوقي جريء متحدي ومتمرد والأهم إن الفيلم يجعل الراب ظاهرة رداً على الاضطهاد الذي يعاني منه السود في الأحياء الفقيرة وتحدي للنظام والعنصرية، هو رائع بتركيزه على هذا الاتجاه وجريء جداً و مناسب في وقت عادت وتكررت فيه عدة حوادث عنف من قبل رجال الشرطة ضد الأفارقة في أمريكا، الفيلم يتعامل مع الشخصيات الثلاث بحيادية رغم عمق خلافاتها يحاول الوصول إلى شيء من المصالحة ويصور مدى أهمية وقوة ثورة الراب اليوم في عالم الموسيقى، ممتع و ذكي وفريد من نوعه.

-14-
Star wars : episode VII The force Awakens

هذا الفيلم يمكن عده كمزيج بين الأصلي و التتمة وإعادة التقديم، يحاول أن يقدم لنا تتمة للقصة القديمة وفي نفس الوقت يمهد لقصة جديدة بأبطال جدد و يفعل ذلك بأخذ أفضل ما في أفلام حرب النجوم الكلاسيكية ويقدمه بشكل جديد، فيلم ممتع أجداً أعاد الاعتبار للسلسلة القديمة التي شوهها صانعها جورج لوكاس بالسلسلة الأخيرة، يقدم تحية لأفلام حرب النجوم الأصلية ترضي الجمهور الأصلي وقصة رائعة ترضي الجمهور الجديد وجسر وصول بين الأحداث القديمة والجديدة، وداع جميل للشخصيات القديمة وتعرف جيد بالشخصيات الجديدة و أسرار عديدة يعد باكتشافها و تسلية رفيعة المستوى طوال فترة العمل

 -13-
The Hateful Eight

تارانتينو يلعب بنا كالمعتاد بلعبة لا ابحث شخصيا فيها عن أسئلة أو أجوبة او معضلة فكرية أو فلسفية وربما لأجل ذلك أحب افلامه لأنها فن بحت، هواجس وهلاوس تارانتينو الخاصة الطفولية أو المعاصرة أو المزيج بينهما والتي اغلبها من لوثة السينما هذه التركيبة نراها هنا أحب ان استمتع بأحداثه غير المنطقية وتحولاته المفاجأة غير المعقولة وشخصياته عجيبة الرسم لدرجة الكرتونية هو يبدع بتقديم هذا كله بأسلوب مبدع اسر دموي غرائزي أحياناً سريالي ودوما تجريبي ولكنه دوما اسر ومبهر للعين ويعيش مع المشاهد مع حواره المركب المتلاعب ولسان الأفعى التي تتحدث في فيلمه هذا دفن تمثال المسيح تحت الثلج ترك الخير تحت الركام وجمع ثمانية من أنذل شخصيات الأرض في منزل واحد وأغرقنا ببحر من الدم والعنف وتنقل بنا من فيلم وسترن تقليدي إلى قصة حرية امرأة او أزمة العبودية وحبكة إثارة تقليدية وتصاعد في مستوى الاكشن والعنف او رعب وإثارة الأماكن المغلقة ولعبة الشك ضمن روح سخريته المعتاد مع استعارات كلاسيكية واضحا وتحديدا من رائعة جون كاربنتر the thing فيلم كعادة تارانتينو تشعر انه مركب بطريقة عشوائية وتحولاته غير منطقية وكأنه مسودة أولى لفيلم ما ولكن تارانتينو يقودنا بمزاجيته المحببة ليجعل المسودة مقطوعة سينمائية اصيلة مبهرة قد يكون اضعف افلامه ليس بمستوى بلب فاكشن او بيل او الاوغاد مستواه قريب من جانغو وأحببته اكثر من سابقه رغم افتقاد فالتس الذي عوضه بأداء مبهر من سامويل جاكسون و جينفر جيسون لي

-12-
The Revenant

لا أعلم إن كان هناك رهان أو نقاش بين المكسيكيين ألفونسو كوران و أليخاندرو كونزاليس أناريتو حول الطريقة الأجدى برواية القصة سينمائياً وكيفية تقديم التجربة الإنسانية الأصعب على الشاشة وتحديد ما هي التجربة، ولكن لن استغرب إن كان هذا النقاش موجود، فكل شيء يقود إليه، كوران قبل ثلاث أعوام قدم رائعته Gravity  بصورة ثلاثية الأبعاد عن تجربة إنسانية مرهقة، ضياع رائدة فضاء في عمق الفضاء بلا أي وسيلة نجاة، و أناريتو قدم العام الماضي (العائد) بشكل بصري كلاسيكي عن الصعوبات التي واجهت مستكشفي أمريكا الأوائل وتحديهم لغضب الطبيعة ووحشية الهنود الحمر، أناريتو قدم إنجاز مبهر، انتصار حقيقي للسينما الكلاسيكية في زمن طغيان شكل السينما التقنية، عودة ليذكرنا بأن السينما هي بالأصل تجربة محاولة معايشة، رحلة إلى عوالم وأزمنة أخرى، فيلمه هذا كما قلت مراراً لا ينقل التجربة للمشاهد بل ينقل المشاهد إلى التجربة ، يجعله يستشعر الخطورة و البرد القارص والخوف والضياع والصعوبات غير المتخيلة التي عاناها المستكشفين الأوائل، والمبهر إنه كما قلت سابقاً يفعل ذلك بوسائل السينما الكلاسيكية بلا أي رتوش تقنية أو خدع بصرية، الإضاءة الطبيعية مواقع التصوير طبيعية الملابس والمكياج والديكورات كانت متقنة تماماً مع ابتعاد عن الاستعانة بممثلي الكومبارس وزج الممثلين الرئيسين مع تحديات الطبيعة القاسية لالتقاط ردود أفعال طبيعية وإيصال الإرهاق الحقيقي للمشاهد لجعل التجربة أكثر صدقاً ، الفيلم مبهر بكل تفاصيله أناريتو أنتصر برهانه المفترض على كوران وحلق عالياً بإنجاز إخراجي مبهر .

-11-
The Big Short

أحب أن أتخيل إن وراء قصة هذا الفيلم يوجد قصة أخرى غير مروية تصلح لأن تكون فيلماً، آدم مكاي مخرج أفلام كوميدية ناجح جداً والكوميدية الخفيفية التي يصنعها ربما هي الأفضل ضمن صنفها، هو صانع أفلام anchorman , stepbrother  وهي أفلام مبهجة جداً وكوميدياها طريفة جداً وحقيقية وتصلح للإعادة عدة مرات، أفلامه قد توصف بالمبتذلة ولكن أراها إنها تستخدم الابتذال بطريقة ساخرة لتتهكم على ابتذال الأفلام الأخرى ضمن صنفها، حتى إنها تسخر من نفسها، أفلامه تصرح عن نفسها بثقة إنها خفيفة ولا تبني طموحات كبيرة فقط للإمتاع وصنع الضحكة رغم إنها تتقنع بموضوعات جادة، ويبدو من وراء هذه الأفلام إن ماكاي يسخر من مهنته كصانع كوميدية ويناشد الاعتراف والخروج ليصنع شيئاً حقيقياً، وجاءه براد بيت بفرصة إخراج هذا العمل ليثبت نفسه إنه ليس مجرد مخرج أفلام خفيفة، هو صانع أفلام محنك ويستحق الاحترام وصنع عملاً ثقيلاً عميقاً هاماً حقيقياً جداً وأحد أنجح أفلام عامه رغم إنه وللمفارقة اعتمد به ماكاي كثيراً على خبرته وموهبته كصانع أفلام كوميدية ناجح وراهن – كما فعل سكورسيزي منذ ثلاث سنوات – على صنع عمل جاد بموضوع جامد وهام ويشكل مأساة بالنسبة للكثيرين بأسلوب كوميدي سريع غير تقليدي يعتمد على كسر الحائط الرابع و صوت الرواي والأمثلة التوضيحية وروح الكوميدية الساخرة ونجح بالوصول إلى الجمهور وإمتاعه وتقديم صورة مرعبة عن الكارثة التي عصفت بالاقتصاد العالمي ويتركنا بعد البهجة مع تساؤل ذاتي مخيف إلى أحد نحن شرفاء إن كنا نعلم إن كارثة ستقع ولا يمكن دفعها وعثرنا على طريقة للاستفادة منها؟

-10-
Carol

تود هاينز عبقري دراما صامت، لا يلهث وراء الأضواء، لا يصنع أعماله بكثافة، ولكن كل بضعة سنين يقدم عمل عظيم، فيلم كارول هو رائعة سينمائية بكل ما تحمل الكلمة من وصف، علاقة حب محرمة معقدة وصعبة في زمن لا يتقبل هذه العلاقة ولا يتفهمها، ولا يكتفي هاينز بهذا لجعل فيلمه عن تحدي الحب لشروط المجتمع بل يهتم أكثر بتقديم تعقيدات هذه العلاقة – ككل علاقة – من خلال تركيبة الشخصيات و نفسيتها وتناقضاتها، يحول فيلمه من قصة حب محرم إلى قصة صراع الهيمنة في الحب بين الشخصيات إلى قصة اكتشاف ذات بالنسبة لتيريز وإعادة اكتشاف ذات بالنسبة لكارول، فيلم رائع بتجاهل هاينز لقواعد الروي الروائي والاعتماد على الروي البصري السينمائي التمثيلي ومعه قدمت كلاً من بلانشيت ومارا أدائيين رفيعين جداً مشبعين لكل عشاق فن التمثيل، وأضاف عليهما هاينز لمسته البصرية المبهرة الكلاسيكية من تصوير وكادرات ملونة وإخراج فني وأزياء وموسيقى مبهرة وتحية جميلة لفيلم ديفيد لين Brief encounter

-9-
Son of Saul

فيلم يسبب الضيق ... وهذا شيء متعمد ... حصر اغلب الفيلم بالمعتقل والألوان المستخدمة وحركة الكاميرا المجنونة و إدارة الكوادر عوامل هدفت لشيء واحد الإحساس بالاختناق ... الفيلم مختلف عن أفلام الهولوكوست المعتادة، لا ترى فيه دماء حتى الضحايا تلمحهم بالكاد كل ما نراه بالغالب هو رمادهم الملقى بالنهر وهو لم نره بالعمل سوى مرة واحدة او اثنتين ولكن طيف الموت يخيم على الأجواء ظلاله في كل مكان ... إذا اردت وصف حقيقي للجحيم فهذا الفيلم هو العنوان ... الشخصيات التي نراها تتحرك هم بالحقيقة موتى يتظاهرون بالحياة يفكرون بالهرب كأخر فرصة ليعودوا أحياء ولكنهم كمن يعارك تمساح بيدين مكبلتين... لا احد يخرج حياً من تجربة كهذه، حتى وان نجا من المعتقل لأنه من الداخل سيكون ميتا،... شاوول الوحيد الذي عرف كيف يغلب الموت، ... إصراره على دفن الطفل الذي قد يكون ابنه وقد لا يكون هو رغبة بالعثور على شيء من الحياة في هذا الجحيم ... أن يعيد للموتى اعتبارهم بشيء من الإنسانية أن يعاملهم كبشر تحتضنهم الأرض لا كرماد يرمى بالنهر كالقمامة ... فيلم مؤلم يعتمد على الصمت والألوان وضيق الأماكن والعتمة والنظرات المكسورة لنلمس مدى بشاعة ان يتعامل الإنسان مع الإنسان كجيفة بالأخص حين يكون من بني جنسه او دينه ، فيلم يعطيك التذكرة لتزور الجحيم وتلتقي بالأشباح والزومبي الحقيقي أن صح التعبير ولكن بدون شهوة القتل وإنما بشهوة لبقايا حياة تتجسد لا بالرغبة بالهرب وإنما بدفن كطفل كما يدفن البشر وبعدها يمكن الموت مع شيء من راحة الضمير لا بأنك كفرت عن ذنبك اتجاه شعبك بل اتجاه إنسانيتك فيلم عظيم عن معنى أن يكون الموت نعمة والحياة جحيم ابدي فيلم ترى به توصيف حقيقي لمعنى كلمة الموتى أكثر حظا من الأحياء ... أطول المشاهد خارج المعتقل كما أظن قبل الهرب هو المشهد حين يبحث شاوول عن رجل دين بين جموع المعتقلين الجدد ولكنني أحسست رغم رحابة المكان انه المشهد أكثر ضيقا واختناقا ... يختنق بالصراخ وجنون الكره والموت والعيون التائهة والأجساد المتدافعة ... 

-8-
45 years

في احتفال كيت وغوفي بذكرى زواجهما ال45 تنظر كيت إلى لوحة علق عليها أصدقائهم صورهم من ذكريات حياتهم على مدة نصف قرن تنظر كيت بعين لا يمكن وصف ما يدور فيها الألم الذي تشعره صعب تخيله نصف قرن من الكذب والوهم ولا مجال للإصلاح، فيلم يحفر عميقا بمفهوم أن تعيش أكذوبة ، ربما كيت تبالغ بوهمها وربما الاستعادة المفاجأة لزوجها لذكرى حبيبته الراحلة بعد هذه السنين ليس تعبير منه عن اشتياقها وندمه على زواجه بكيت بقدر ما هو حنين لزمن مليء بالحياة والطموحات والآمال والطاقة انتهى الى غير رجعة ، ولكن هذا كله لا يكفي لمسح المشاعر التي تنتاب كيت إنها سرقت هذه الذكريات وان هذه الذكريات ليست لها او من حقها وان كل ابتسامة ابتسمها زوجها وكل كلمة جميلة قالها او مبادرة رومانسية ليست لها بل يعني بها امرأة أخرى ويشتهي ان تكون لامرأة أخرى، لا يمكن لها أن تمحو الانكسار وقد تملكتها فكرة انه في كل مرة كان زوجها يغمض عيناه اثناء ممارسته للجنس معها كان يتخيل تلك الأخرى وانه ربما اختارها ان تكون زوجته فقط لأنها تشبه تلك الأخرى، فيلم بريطاني عظيم لاندرو هايغ هادئ بهدوء العجائز ومؤلم بحجم الانكسار الذي تعيشه شخصياته اللواتي تتشاطران ألم السنين التي لن تعود والتي كان من الممكن ان تغير حياتهما ، اكبر من قصة حنين عجوز لحبيبته الأولى و غيرة زوجته بعد فوات الأوان، فيلم عن النظرة إلى الماضي والشعور انه كان من الممكن ان يكون مختلفا كان من الممكن ان تكون الحياة افضل أكثر جمالا وإثارة ولكن لا يمكن الآن تعويض أي شيء ولا خيار سوى الاستمرار ورمي كل الحسرة والمحافظة على الكذبة حتى النهاية، ادائين عظيمين من المتوجين بجائزتي التمثيل في برلين 2015 شارلوت رامبلينغ وتوم كورتني واحد مفضلاتي للعام الماضي

-7-
Ex machina

عرفنا أليكس غارلاند ككاتب سيناريوهات مميز، أشهر أعماله رائعة داني بويل 28 days later  أفضل أفلام الرعب للعقد الماضي، فيلم بنظرة سوداوية عن مستقبل دموي مميت تعاني منه البشرية سببه أبحاث علمية تستغل الجينات الوحشية الإنسانية، ومجدداً في عمله الإخراجي الأول يحاول التنبؤ بمستقبل أسود أخر قادم على البشرية، لا يصوره لنا ولكن نتخيله، فيلمه الخيالي المبهر هذا لا يصور المستقبل وهنا الشيء المرعب الحقيقي فيه، إنه يصور الحاضر ويصوره بطريقة منطقية تماماً، الذكاء الصنعي لن يكون موجوداً بالمستقبل ولن يتحكم بنا فهو ربما دون أن ندري أصبح موجوداً بيننا ومهيمناً على عالمنا، الأمر لم يعد مستبعد بل أصبح منطقي جداً وربما حدث دون أن نلاحظ، وما يزيد الأمر رعباً إنه لا يستند على تقنيات لا نعرفها، الكثير من أساسيات الذكاء الصنعي أصبحت موجودة بيننا، هووس الأنترنيت هيمنة مواقع التواصل الاجتماعية، محركات البحث العملاقة التي أصبحت أكبر موسوعة علمية واجتماعية ونفسية، هل نحن أصبحنا خاضعين للذكاء الصنعي دون أن ندري؟ هل أصبح من الممكن أن يؤثر على تفكيرنا وحياتنا وعواطفنا؟ كيف لا طالما إن جهاز الهاتف المحمول والحاسوب النقال هما صورة الحياة الاجتماعية الحديثة؟، ماذا سيحدث حين يصبح للذكاء الصنعي جسد ، هي سيقبل أن يبقى خاضعاً للسيطرة البشرية، أمور مرعبة جداً قدمها غارلاند ضمن خلطة مرعبة عن رعب الأماكن المغلقة والأماكن المعزولة رعب الخيال العلمي فرانكنشتاين وعروس فرانكنشتاين وبينوكيو، طموح الإنسان ليصبح خالق وطموح المخلوق ليتمرد على خالقه، قصة حب متلاعبة غير تقليدية واختبار مخيف وقعت به الشخصية الرئيسية من الممكن إننا جميعاً نتعرض له وربما نقع به يومياً دون أن ندري.

-6-
Creed

نعم ليس فيلم مثالي، يوجد الكثير أفضل منه فنياً، يوجد به بعض الهنات، ولكن ما شفع له عندي وجعله من الأوائل هي روح الحنين العالية التي يثيرها، كعاشق لسلسلة روكي وكون هذه السلسلة وستالون كانوا من أوائل أصدقائي السينمائيين فقد كانت صناعة عمل كهذا هدية رائعة تلقيتها العام الماضي وجعله يحظى عندي بتقدير لن يفهمه إلا من كان مثلي من عشاق السلسلة، روكي البطل السابق الذي شارف على السبعين ويعيش كأسطورة حية في فيلادلفيا يعثر عليه أدونيس كريد ابن خصمه الأول بطل العالم أبولو الذي أطاح به روكي سابقاً ويطلب منه أن يقوده ليمشي على خطى والده ويكون البطل الذي كان عليه، ليعثر ذاك على اعتراف من والده ويتصالح معه ويتواصل معه بطريقة غير مباشرة من خلال هوسهما المشترك بالملاكمة وصديقه القديم الأخير، وليعثر روكي في نفس الوقت على جولة أخيرة تعيد له الحياة وتعيد له شيء من أمجاد الماضي وتزيح عنه غبار ظلم الأيام وإهمالها ، فيلم شاعري جداً مؤثر يثبت به رايان كوغلر اي مخرج مهم سيكونه ومعه مايكل بي جوردان يشق طريقه ليكون من ممثلي الصفوف الأولى وستالون يتألق ويعيد روكي إلى الحياة ويعود معه إلى مشروع الممثل العظيم الذي توقعه له الجمهور والنقاد قبل أربعين سنة قبل أن تنحرف مسيرته وينال لقب أسوء ممثل بالقرن، ستالون هنا يقدم التحية والاعتذار إلى ستالون الذي صنع روكي وصنع منه نجماً وأسطورة.

-5-
Anomalisa

فيلم تشارلي كوفمان الثاني خلال ثمان سنوات رائعة جديدة يضيفها الكاتب الأشهر إلى رصيده السينمائي، ذكي وغريب ومجنون وعميق، تشريح رائع كالمعتاد من كوفمان لجنون واضطراب علاقات اليوم وشكل المجتمع المعاصر،  استغلال موفق لفكرة الستوب موشن و الأنيميشين ليضيف للفيلم الكثير من القيمة ويشرح الكثير مما يريد كوفمان قوله عن شخصياته وعالمه، كوفمان لا يهتم كثيراً بشرح الأزمة النفسية التي يتعرض لها بطله بل يهتم أكثر بدلالاته، المجتمع المعاصر الاستهلاكي الذي صبغ الجميع بشكل واحد، جعل الكل متشابهين بالأفكار والمخاوف والطموحات، حتى إن الشخص أصبح يفقد ذاته وخصوصيته و يفقد من يحبهم وميزاتهم وتضطرب يومياتهم في غمرة عالم تطحنه المادة والخوف، ويصبح الجميع مجرد دمى ورسومات تحركها المخاوف والعقد ، ويصبح الشخص يعيش بتناقض بين رغبة بالعثور على مجتمع ويحويه وشعور بالغربة يدفعه بالهرب من المجتمع الذي يعيشه ليعثر على خصوصيته، ويتضارب لديه الشوق والغربة دون انتماء، فيلم صادم كعادة أفلام كوفمان وعميق جداً ويضرب بقسوة بعمق الحياة الحديثة مع مشهد سريالي مجنون على عادته كهدية لعشاق سرياليته بروائعه السابقة

-4-
The Martian

حينما اكتشفت الناسا إن عالم النباتات مارك ويتني نجا من الموت  وهو عالق على المريخ بلا أي مقومات حياة بعد مغادرة طاقمه يتحدث أحد مهندس الناسا فينيسنت كابور بأسى عن ويتني ويحاول تخيل شعور الاكتئاب الذي يعانيه وهو عالق لوحده على كوكب عدائي، تنتقل الكاميرا إلى ويتني لنراه يعمل ويسجل يومياته ويتحدث بضجر عن مجموعة رئيسة البعثة الموسيقية، مشهد صادم وغريب يشكل فعلاً تحدي لا أعرف كيف غامر ريدلي سكوت بقبوله بصنع فيلم عن مآساة مخيفة ومؤلمة جداً بشكل كوميدي طريف وإيجابي جداً، سكوت أثبت مجدداً إنه أفضل المخرجين بالتاريخ رغم مسيرته المليئة بالتناقضات وابتعاده أغلب الأحيان عن روح الابتكار ليكون مقلد ناجح، هنا لم أكن أراهن كثيراً على موضوع فيلم في الفضاء بعد فيلمي كوران ونولان، لم أعرف من أيهما سكوت سيستعير ثيمه البصري كعادته مع أفلامه السابقة، ولكنه صدمني إنه صنع عمله كهوية وموضوع بشخصية جديدة تماماً وأصيلة دون أن يتأثر بأعمال من سبقه، موازنة رائعة بين المأساة والكوميدية وطاقة إيجابية رائعة بالعمل ومحببة وبعيدة عن الابتذال مع نص قوي جداً ومبهج، سكوت ممتاز جداً بالحلول البصرية لجو المريخ وتجاوز تحدي الشكل الأحمر ليصنع صورة مريحة ومليئة بالأبعاد الجمالية وطبعاً مات ديمون بأدائه العفوي الطريف وكاريزماه المحببة يحمل على عاتقه إيصال روح الإيجابية والطرافة بشكل مقنع وبعيد عن الابتذال وجعلها مقبولة للمشاهد ومنطقية ويصنعان معاً أحد أفضل أفلام النجاة والفضاء على الإطلاق.

-3-
Spotlight

هذا فيلم عظيم جداً كقضية وكسينما، يستند على سيناريو يصلح أن يكون مدرسة بتعليم فن الكتابة السينمائية، معالجة قوية للقضية ووافية مع مراعاة الجانب الديني العقائدي للمؤسسة الملامة ومعاملتها كمؤسسة قوية لا تختلف عن أي مؤسسة مهيمنة، الاهتمام بشرح الآثار السلبية للتحرش بالأطفال حين يصدر عن مؤسسة الدينية وما تضيفه من انكسار روحي بالإضافة للانكسار النفسي، الابتعاد عن البكائية والرثائية والخطابية وتقديم القضية وآثارها بطريقة عقلانية جداً وجادة ، الدراما الحذرة المتصاعدة بهدوء إلى النهاية رسم الشخصيات وعلاقاتها والاهتمام بجاذبيتها وتعاطيها بين بعضها أكثر من الاهتمام بعمقها ، الأحداث والحوارات الهامشية الممتعة التي أعطت حياة للعمل، وطاقم تمثيلي حي ومنسجم و مبهر بالعمل الجماعي الذي قدمه أكثر من الآداءات الفردية، روح المكان التي حرص مكارثي على جعلها بطلاً إضافياً بالعمل، التفاصيل الواقعية، روح التشويق الحذر الممتاز دون جعل الفيلم مجرد شريط إثارة، وتحية محترمة لعالم الصحافة الشريفة وتأثيرها والتأكيد على دورها الهام في المجتمع.

-2-
Inside out

من بين كل مخرجي بيكسار فبيتر دكتور هو المفضل عندي، وهو الذي ملك الجواب لعودة بيكسار إلى موقعها كرائدة فن الأنيميشين في العالم، تحفته هذه تستحق أن تكون ضمن أفضل انتاجات الأستوديو الخلاق، عمل ساحر جداً، مبهج، مسلي، وعميق، مبتكر، مبهر بألوانه ورسمه، ومليء كالعادة بالأمثولة الهامة للكبار والصغار، دكتور الذي كان أول من حاول نقل بيكسار من عوالمه الخيالية إلى عوالم البشر الحقيقيين في Up  ونجح بذلك بشكل مبهر، يعود مجدداً ليقدم تحدي الدخول إلى بيئة مجهولة وصعبة وربما الأكثر تعقيداً على الإطلاق وهي العقل البشري، يحاول أن يتخيل تعقيد هذا العالم ويقدمه بصورة بصرية مبسطة وذكية جداً ومحببة، ويصنع مغامرة عبقرية أحادية الطرف بلا طرف معاكس، ومن خلال هذا الاكتشاف يحاول دكتور أن يلقي صورة على نزاع الحزن والسعادة ضمن النفس الإنسانية،  هو عمل عن تعقيدات وتناقضات المشاعر البشرية وصراعاتها، عن رحلة نضوج الأطفال، عن تكون الشخصية وبنائها، عن تكامل الحزن والسعادة وضرورة الحزن لنعرف معنى السعادة ونعيش أجمل لحظات حياتنا فيلم ساحر بأدق تفاصيله والأهم إنه عودة حقيقية لبيكسار إلى ساحة المنافسة.

-1-
 Mad Max : Fury Road

كأغلب عشاق السينما كان دخولي لهذا العالم هو من بوابة أفلام أكشن الثمانينيات والتسعينيات ، كانت السينما يومها بوابة لأكسر روتين الحياة وتقليديتها لأعيش تجربة مبهرة مثيرة وخطيرة تدفع الادريناليين إلى أقساه، ومع تطور مشاهداتي وتوسعها والدخول ببحر المدارس والاتجاهات والأساليب اختفت لذة المشاهدة العفوية وأصبح الفيلم لدي عبارة عن عناصر ، تصوير مونتاج إخراج تمثيل نص موضوع، سمفونية الأكشن هذه أعادت لي روح المشاهدة البسيطة البريء الأول، ذكرتني بسبب عشقي لهذا الفن بقدرته على نقلنا إلى عوالم أخرى وتحفيز حواسنا إلى أقصاها وجعل المشاهدة معايشة وتجربة سحرية لا يمكن وصف روعتها، جورج ميللر صنع الإنجاز السينمائي الأغرب والأفضل لعامه، فيلم آخر ينتصر للسينما التقليدية ولقدرتها على صنع الإثارة والتشويق بدون المغالاة بالمؤثرات البصرية، عمل لاهث لا يهدئ ، تجربة مروعة وممتعة، فيلم لا يمكن عده جزء جديد للسلسلة أو إعادة إطلاق لها بل هو عمل أصيل بالكامل، عمل أحب وصفه بأنه ليس لأصحاب القلوب الضعيفة، يجعلنا نعيش تجربة بغاية التشويق والإثارة ومصنوعة شديد الأصالة تعيد لتوقظ فينا سحر السينما الأصيل حيث كانت ساعتين من السحر بلا تعقيدات أو ابتذال أو خفة، والشعور الذي يخلفه هذا الفيلم هو الجواب حول سبب تحولنا إلى مهووسين سينما، هو ملحمة حقيقية متكاملة ومبهرة بتفاصيلها بلا أي ثغرة، عناصرها جميعها بالقمة من تصوير وموسيقى وملابس وديكورات ومكياج ومؤثرات وكادرات ومونتاج طبعاً ، فيلم عظيم بحرفيته واحترامه لعقل المشاهد وأسر بتفاصيله البصرية التي لم تترك مجال لثغرة أو هفوة، كل شيء هنا بالقمة ويستحق الثناء صادم في أول مرة تشاهده وفي ثاني مرة وتشتاق لمشاهدته مرة ثالثة ويعيش معك على عادة كل كلاسيكيات الحركة العظيمة، مع رسالة مبطنة مرعبة عن الطريق المنحدر الذي يهوي به هذا العالم إلى هاوية مخيفة تطحن الجميع مع حضور ، ربما كنت طوال الموسم السابق متحمس لفيلم Spotlight  وهذا صحيح ولكن أغلب حماسي كان منصب باتجاه سيناريو العمل العظيم الذي لا أبالغ إن وصفته بالسيناريو للأفضل لهذا العقد إلا إنني بالمقابل حين أذكر ماكس فأنا أذكر تجربة عظيمة عشتها، إحساس منعش افتقدته منذ سنوات، إعادة إحياء لبراءة الاكتشاف العفو للسينما ونشوة يصعب وصفها يكفي إن تشاهد العمل وتعيش جنونه لتدرك إنه ليس فقط أفضل أفلام 2015 بل أحد أفضل أفلام الأكشن على الاطلاق.




2 التعليقات:

Unknown يقول...

مشكور لتقديم هذه المراجعات

nourcinama يقول...

العفو صديقي

إرسال تعليق