RSS

أفضل 10 أفلام لعام 2014


للحظات كدت أن أتخلى عن موضوعي السنوي الثابت هذا منذ 2009 ، تأخري بمشاهدة العديد من الأفلام بانتظار صدور نسخ جيدة لها أعاقني عن مواكبة العام، ثم حادثة الوفاة العائلية وما تبعها من ملل من الكتابة والمشاهدة وكل شيء، وحين قررت العودة لأكتب نظرت إلى ترتيب أفضل أفلام العام فوجدت القائمة ناقصة، شاهدت الكثير من الأفلام الممتازة ولكن لسبب ما داخلي لم أجد عشرة أفلام ترضيني بالكامل، توقفت عند ثمانية ثم عثرت على التاسع وبقي العاشر يحيرني وكدت أجعلها تسعة إلى إنني لم أشأ مخالفة التقليد وجعلت المرتبة العاشرة لفيلم مال له قلبي وربما يفاجأ العديد من القراء.



للأسف كما العام الماضي نبدأ المراجعة بنعي أحد راحلي السينما الكبار، الانتحار المفاجئ لروبين ويليامز شكل صدمة للعديد من المشاهدين ، خسارة رمز كوميدي سينمائي حقيقي شعبي عالمي كتشارلي شابلين وبيستر كيتن وجيك ليمون و روان اتكستون ولوريل وهاردي، ممثل تجاوز حدود التمثيل والنجاح العالمي ليكون رمز ثقافي شعبي عالمي رغم كل إخفاقاته في سنواته الأخيرة، هو واحد من قلة الممثلين التي ربطت الجمهور بالسينما وقادتهم إليها منذ نعومة أظفارهم، ممثل لم يبقى مثيله في مجال الكوميدية وقدرته على التأثير العالمي سوى ربما جيم كاري والصيني جاكي تشان، روبين ويليامز وبعيداً عن تفاصيل انتحاره المؤسف هل هو بسبب الاكتئاب أم الإدمان أم مرض البارتكسون، فهو صاحب تاريخ فني عظيم لم يقتصر فقط على الكوميدية بل قدم العديد من الأداءات والأدوار الدرامية الصلبة جداً، الساخر المضحك في صباح الخير فيتنام والسيدة دواتفاير و فيشر كينغ وجومانجي و فلوبير وتسعة أشهر وليلة في المتحف وعلاء الدين ، كان لديه القدرة على نزع قناعه الساخر ليصل بأدائه إلى العديد من الجوانب الإنسانية الخفية وأحياناً السوداوية، كان الأستاذ الملهم في جوقة الشعراء الموتى وطبيب الأمراض النفسية المتعاطف في الصحوة والأرمل الكئيب في good will hunting  البروفيسور المنحرف القاتل في أرق والمصور المجرم المتوحد في ساعة التصوير ، أدائه كان يتميز بالقدرة العظيمة على الارتجال وتقليد الأصوات والإيماء والتكلم بمختلف اللهجات، وداعاً لجني السينما .


بعيداً عن الصدمة المبكرة عام 2014 بخسارة ويليامز فالعام السابق أيضاً بدأت ملامحه الممتازة تبدأ مبكراً قبل اختتام أوسكار 2013 حتى، مهرجان برلين قدم أثنين من أفضل أفلام العام مع Boyhood  لريتشارد لانكنلتر و Grand Budapest hotel  لويز أندرسون، ثم مهرجان كان السينمائي بدورته الممتازة جداً والتي قدمت نخبة أفلام العام والصيف الذي حمل معه أحد أفضل مواسم السينما التجارية منذ سنوات على صعيد الأرباح والنوعية المقدمة هيمنت عليه شركة مارفيل بأربعة أفلام هي X-men5  و Captain America2  و The Gardeners of galaxy و The Amazing Spiderman 2 وخلال الصيف فاجأ ديفيد فينشر الجمهور بفيلمه العظيم Gone Girl  الذي تجاوز الآمال المعقودة عليه كفيلم تجاري مثير ليكون أحد أنجح أفلام عامه على الإطلاق، ثم جاء مهرجان فينيسا وقدمت لنا افتتاحيته فيلم الأوسكار The Birdman رغم إن طريقه لم يكن معبداً بسبب وجود المنافسة الصعبة من Boyhood  لنرى لأول مرة منذ عام 2010  أوسكاراً حماسياً بغاية التشويق وكأنه كلاسيكو إسباني وخالي من الـ3D  .


 الأوسكار بدورته الأخيرة دان أخيراً لجوليان مور بعد أربع لقاءات فاشلة وجعل من الصهباء الخمسينية نجمة 2014 عن استحقاق ليس فقط بفضل جوائز الأوسكار والغولدن غلوب والبافتا والنقابة التي جمعتها عن أدائها المؤثر والصلب كعالمة لغات تصاب بزهايمر مبكر، فهي منذ منتصف العام وضعت في خزانتها جائزة مهرجان كان كأفضل ممثلة عن دورها المجنون كمنتجة سينمائية قاسية في فيلم ديفيد كرونبيرغ Maps of Stars  بإنجاز عظيم حقيقي ضحكت فيه الدنيا أخيراً لجوليان مور، وبين الفيلمين قدمت مور دور مهم في الفيلم الجماهيري المحبوب Hunger games 3، من نجوم عام 2014 سكارليت جوهانسون بثلاثة أفلام وجينفر لورانس وإيثان هوك و برادلي كوبر وإيما ستون وإدوارد نورتان.


أما ماذا استطيع تسمية هذا العام ؟ فربما تروق لي تسميته عام الزمن ليس فقط بفضل إنجاز لانكنلتر العظيم الذي حول فيلمه إلى كبسولة وألبوم صور سينمائي حقيقي عن 12 سنة مضت، فرأينا الزمن أيضاً يغدر بريغان ويجعله أضحوكة بعد أن كان الرجل الطائر، و رأينا أبعاده الفلسفية والعلمية بأنترستيللر وذكر هذا الأخير يجعلني أعطي العام اسم آخر هو عام الصدمة ، فنولان خذلني بفيلمه ذاك جداً وربما صدمتي بانترستيللر هي ما جعلتني أتأخر بالكتابة، وما قدمه كلينت إيستوود في القناص الأمريكي لا يغتفر وبيتر جاكسون أفقدنا أخر أمل أن نعيش شغفنا الأول بالأرض الوسطى بختام سلسلة هوبيت، وأرنوفسكي حول نوح إلى بطل كوميكس، وجوني ديب تاه بأسوأ أدواره وأعماله على الإطلاق بفيلم Transcendence  وبينديكت كمبرباتش صدمني بفيلم توقعنا له الكثير هو The Imitation Game  وللأسف أن تكون هذه الأعمال هي أسوء إنجازات 2014 .
أفضل 10 أفلام لعام 2014

10
X-Men : The Days of Future past


كنت متردد بوضع هذا الفيلم أو استثنائه من قائمة أفضل عشر،  ثم قررت اللحاق بقلبي وأدراجه كأحد أفضل انجازات العام بالنسبة لي، براين سينغر مخرج الجزئيين الأوليين من السلسلة القديمة ومنتج بقية أجزائها  يستفيد من انجاز هود غيفن المذهل في فيلم 2011 ليقدم جزء اكس مين ناضج جدا قصصياً مع معالجة رائعة لمعاناة الشخصيات وعقدها صانعا دراما حقيقية مؤثرة بأفكار هامة جدا عن الخوف من الأخر والعنف الذي لا ينجب سوى العنف ضمن قصة يمزج بها الأصول بالمستقبل ومليئة بالإثارة المبهرة رغم أنه أقل أفلام السلسلة صخباً، الفيلم فيه كل ما يحلم عشاق السلسلة من أمثالي إن يروه فيها، قريب جدا للملحمية رغم بعض الثغرات بالقصة تحديدا من حيث ربطها بأفلام السلسلة الأولى من دون تبرير بعض الأحداث الهامة بالأخص عودة بروفيسور اكس للحياة ولكنه فبلم أرضاني جداً.
9
Mr Turner


هذا فيلم عظيم عن الشغف الفني، فيلم عظيم عن سيطرة الفن على الإنسان وعن اتخاذ الفن كمهرب من عقد الماضي، مايك لي بفيلمه هذا عن أحد أهم رسامي بريطانيا الذي افتتح به مهرجان كان ونال عنه تيموثي سبال جائزة أفضل ممثل يرينا الأيام الأخيرة جي دبليو تيرنر كيف كان يرسم من أين كان يستقي إبداعه، حالات الوحي والإلهام التي تنتابه فلسفته نحو الرسم وأعماله نظرة الناس له وتعامله مع الشهرة وتقييم الناس له وهو بأخر أيامه حين بدأ ينحدر فنه وهو يعتقد إنه وصل لقمة إبداعه، وفي نفس الوقت يبحر في نفسيته، عن شخصية مليئة بالاضطراب وحياة مليئة بالمآسي رماها بهامش حياته وراء الرسم وغطى بلوحاته على ماضيه ومشاعره وعلاقاته حتى صنع حاجزاً بينه وبين البشر جميعاً فلا نرى بينه وبين المحيطين به كخادمته أو بناته وزوجته السابقة وزملائه أي تواصل، التواصل الوحيد هو مع والده والذي حين يموت ينهار الحاجز الهش بينه وبين البشرية ويجعله يضطر ليواجههم ويتعامل معهم وفي نفس الوقت يتعامل مع عواطفه وألمه المكبوت طويلاً ويدخل بعلاقة مع صاحبة فندق جاهلة بسيطة لا يعلمها بهويته الحقيقية وكأنه يريد أن يكون إنسان أخر ويتواصل مع العالم بهوية أخرى بعيداً عن شخصيته الشهيرة.
8
Under The Skin


ينتابني شعور إن هذه الحقبة تنافس على لقب حقبة الخيال العلمي ، الأمر ليس مستغرب كونها حقبة الـ 3D ولكن المستغرب أن أهم انجازات الخيال العلمي الحديثة منذ 2010 ليست 3D مثل انسبشن لنولان و هير لجونز والعام الماضي فيلم جوناثان غلزر الرائع هذا، هو أغرب فيلم خيال علمي تشاهده، يعالج قصة الغرباء وعلاقتهم مع أهل الأرض بأسلوب غريب وغير مألوف أبداً ولكنه شديد الذكاء والقوة ،فيلم يحارب البوح ويعتمد على التأمل، يجعلك تخوض التجربة مع تلك الفضائية المرتدية للجسد المثيرة وتكشف الأرض من عيونها وتصل إلى الكثير من الاستنتاجات والأسئلة الوجودية الملحة حول ماهية الروح البشرية و هيمنة الغريزة و الحقيقة الكامنة تحت الأشكال البراقة و نظرية المفترس والضحية ، غلزر الذي اهتم بجعل فيلمه تأملي أسند دور الشخصية الرئيسية لسكارليت جوهانسون التي قدمت بصمتها ونظراتها جمالها الخطير وجسدها المثير أحد أفضل الأداءات للعام الماضي
7
Whiplash


داميان شازيل بفيلمه هذا مرعب جداً، موهبة متفجرة نتوقع منها الكثير مستقبلاً بدع بصنع عمل عن الهوس والانغماس به والرضى به كوسيلة لتحقيق النجاح حتى نصبح أسيري الهوس لغرض الهوس لا لشيء أخر، يصنع عمل عظيم عن قسوة موسيقى الجاز وصعوبتها، يعتمد على ممثليه ليرتقي بعمله إلى مستوى عال جداً، عمل مبهر بكل شيء من تصوير ومونتاج وأداءات وأجواء، يحول عالم الموسيقى إلى جحيم حقيقي ويرينا الضريبة الحقيقة التي يدفعها البعض برضاهم ليثبتوا ذاتهم، يبني شخصياته ويقدم مبرراتها وفلسفتها بطريقة ممتازة جداً، ويقدم لنا جي كي سيمونس بأداء ثانوي بغاية العظمة قوي وغاضب وساخر وسادي ويهيمن على العمل بقسوة وصلابة لا مثيل لها.
6
Gone Girl

 

لا اعتبر ديفيد فينشر أفضل مخرج إثارة حاليا فقط بل هو معلم المخرجين الهوليوديين الحديث ليس فقط بمستوى أفلامه الرائع بل بإصراره الدائم على ألا يسجن نفسه بنمط تسويقي معين، بعد نجاحه الأسطوري بالشبكة الاجتماعية رفض نص مشابه عن ستيف جوبز واخرج فتاة بوشم التنين وبعد ريميكه الرائع ذاك لم يكمل بالسلسلة، بل اتجه إلى اقتباس رواية غيليان فلين الناجحة هذه وصنع منها تحفه الخامسة وأفضل أفلام الإثارة المعاصرة، الرائع بأفلام فينشر أمران الأول انه رغم تكراره موضوع الشخصيات المريضة ولكن في كل مرة هناك معالجة مختلفة مليئة بالتجديد والثاني إن كل فيلم يناقش فكرة هامة فيها تشريح وهجاء حاد لنمط الحياة الحديثة وهيمنة الإعلام وسطوته كانت موضوع فينشر الجديد وقدمه بأسلوب مفزع وبغاية الجرأة مع أداء استثنائي من ريزموند بايك ومشهد عنف انفجاري عظيم وأحد أجمل أفلام التلاعب التي تشاهدها بالنكهة الفينشرية المعتادة الرائعة.
5
Boyhood


رغم إنه ليس فيلمي المفضل لهذا العام ولكنني تمنيت له الفوز بالأوسكار، هذا الفيلم لا تراه بل تعيشه، تجربة استثنائية لا نرى مثلها كل يوم ولن نرى مثلها أبداً، فيلم عظيم عن الأمور البسيطة والأحداث الثانوية التي تشكل فسيفساء الحياة الحقيقية، حالة فنية رائعة جداً هوس فني حقيقي عاشه لانكنلتر وأدمن عليه ونقله لنا، أحد أكثر الأفلام حميمية التي أنتجتها السينما تابع فيه على طول 12 سنة اختزلها ريتشارد لانكنلتر في ثلاث ساعات محطات عادية جدا من حياة صبي عادي جدا في عائلة عادية جدا ومعها لا تستطيع منع نفسك من استعادة محطات مشابهة في ذاكرتك ومن حياتك لا تحكم عليها أو تقييمها لا تعيش الحنين لها هو ليس فقط فيلم عن ميسون أو أباه أو أمه أو أخته (رغم أنه كل ذلك) بل هو فيلم لكل مشاهد وعن حياة أي شخص فيلم تعود به لتعيش مسيرة الحياة الفائتة مجددا و تتعلم الدرس أن لا تضيع الحياة في الصراعات لا طائل منها بل نعيشها بساطتها وجمال لحظاتها .
4
Foxcatcher


كجيل سينمائي حالي سنكون فخورين بأننا لسنا فقط من عشنا صعود سيد الخواتم وجنون فارس الظلام و ثورة أفتار وفوز سكورسيزي بالأوسكار وتوهج ديفيد فينشر، بل نحن الجيل الذي شهد ولادة وصعود بينث ميللر، المخرج الذي خلال عشر سنوات وبثلاث أفلام يحقق قفزات جبارة، كل فيلم له يتجاوز سابقه بالعظمة، وهذا العمل الذي أكسبه جائزة مهرجان كان كأفضل مخرج عمل جبار حقيقي، ميللر يحقق هويته الخاصة كمخرج أمريكي يبتعد عن أساليب السينما الأمريكية التقليدية من حيث السرعة والعاطفة ليقدم سينما بنكهة أوروبية هادئة باردة عميقة صادمة ولكنه يستغل هذه الأساليب ليناقش مواضيع أمريكية حساسة ، توليفية درامية شديدة التأثير والقوة عن الصراعات العائلية، عن الهوس بالنجاح، عن الرغبة بالتحرر، عن النضال لإثبات الذات، مع آداءات جبارة جداً من ستيف كاريل وتشانينغ تايتم والرائع مارك رافايللو.
3
Winter Sleep


لا استطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالإشفاق الممزوج بالحسد وأنا أتخيل حالة أعضاء لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة وهم مضطرين لاختيار فيلم واحد من ضمن تحفتين ليتوجوه بسعفتهم، فالاختيار صعب حين تكون المنافسة بين فيلمين مثل يومين وليلة و بيات شتوي، وكان جنوح اللجنة نحو الخيار الأسهل فبدل أن تسمح للدالدريز بتسجيل رقم تاريخي كأول صانعا أفلام ينالان السعفة ثلاث مرات، قامت بتتويج مدلل المهرجان التركي نوري بيلج جيلان بالجائزة الكبرى أخيراً وهو الذي سبق له وأن نال مختلف جوائز كان الأخرى.
هذا العمل هو دراسة  صادمة لطبيعة الصراع الخفي في المجتمع التركي المتناقض والقابل لأي لحظة للانفجار وتفسير تقريبي لسبب ما حصل في المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة وخصيصاً في جارة تركيا الجنوبية بلدنا بلد الشمس الجريحة سورية ، صراع لا يتعلق فقط بالمال والفقر بل صراع يتعلق بالكرامة قبل أي شيء أخر .
2
Tow Days One Night


هذا الفيلم أزمة حقيقية، من الأفلام النادرة التي حين تشاهدها لا تستطيع أن تتخلى عنها بسهولة، يبقى في بالك يثير التساؤلات ماذا سأفعل لو كنت مكان الشخصيات؟ وهنا تكمن القيمة الحقيقية للعمل، قصة إنسانية واقعية بسيطة شديدة الارتباط بزمننا هذا، الدالدريز قدموا عمل اعتقد إنه سيتم التعامل معه على إنه من كلاسيكيات السينما الفرانكوفونية، ربما هو أفضل الأفلام التي عرّت آثار أزمة منطقة اليورو على الصعيد الإنساني والاجتماعي وقدم معالجة درامية شديدة التمكن والجمالية، هو عمل يصور لنا إلى أي مستوى يمكن أن يذهب له الإنسان في سبيل الدفاع عن رزقه وتأمين حاجيات عائلته في مجتمع يذهب بطريق الانحدار والانهيار مع أزمة لا تبدو لها نهاية وتبدو معها العلاقات الإنسانية والأخوة البشرية أول ضحايا هذه الأزمة، هو عمل يجعل المشاهد يضع نفسه ويتخيل كيف سيتصرف مكان كلا الطرفين، هو عبارة عن محاكمة كلا الطرفين فيها ضحية وكلا الطرفين فيها جاني وفيه ماريون كوتيلارد تقدم أفضل أداء نسائي لعام 2014.

1
Birdman: Or (The Unexpected Virtue of Ignorance)


بعد ثلاث مشاهدات لهذا العمل واحدة منها بعد يومين على فوزه بالأوسكار تعززت القناعة لدي بأن هذا الفيلم عظيم جداً، شريط سيعيش وسيصبح أكثر وأكثر موضوع الكثير من الجدل والتأويلات والتفسيرات والتحليلات ، عمل يحمل أكثر من وجه وأكثر من رؤية وموضوع، ويمكنك مشاهدته عدة مرات واكتشاف شيء جديد فيه كل مرة ، فيلم أكبر بكثير من أن يكون فقط عن نجم لسلسلة أفلام كوميكس شهيرة يحاول استعادة أيام مجده من خلال إخراجه لمسرحية دراميا في براداوي ثم تأخذ الأمور معه منحاً فوضوي توصله للانتحار، شاهدته أول مرة كهجاء للحياة الثقافية والفنية في أمريكا، وفي المرة الثانية رأيت فيه قصة النزاع الإنساني بين المعلن والمخفي بين الحقيقة والقناع وبين الواقع والتمثيل، وفي المرة الثالثة الأخيرة عشت مع أب يحاول استجلاب رضا ابنته وإصلاح حياته معها، وفي المحصلة هو كل هذه الأمور سوية، هو قصة بغاية التعقيد والعمق ومليئة بالإنسانية الصادقة رغم كل ما قيل حوله إن أناريتو تخلى عن نهجه الإنساني بهذا العمل ولكن أراه على العكس هذا أكثر أعماله اتصالاً بالإنسان وهمومه ومعاناته.




0 التعليقات:

إرسال تعليق