RSS

Interstellar - 2014


بعد فراغه من سلسلة فارس الظلام كان لدي ترقب شديد لمشاهدة العمل الجديد لنولان، كنت أمل أن أرى شيء بآلق انسيبشن 2010 ولكن للأسف نولان كان للمرة الثانية مخيباً للآمال بالنسبة لي (المرة الأولى في بريستيج)، فيلمه هذا المرتقب كعمل يقدم تفسيرات لنظريات الثقب الدودي والأبعاد الرابعة والسفر عبر الزمن بطريقة درامية عانى الكثير من المشاكل ولكن مشكلته الرئيسية هي اهتمام نولان بتقديم تفسيرات لنظريات الثقب الدودي والسفر عبر الزمن في شريط سينمائي أكثر من تقديمه فيلم سينمائي.


الفيلم يتحدث عن المستقبل مع نزاع تعاني منه الأرض بسبب وباء التصحر الذي اجتاح الأراضي وتسبب بفناء المحاصيل الزراعية بطريقة صنعت تحدي حقيقي لوجود البشرية جعلهم يستغنون عن التسلح واكتشاف الفضاء والبحوث العلمية والتعليم مقابل العثور على المزيد من الغذاء ، كوبر (ماثيو ماكونهي) رائد فضاء مسرح يعمل مزارع يعثر على شيفرة غريبة في منزله تقوده إلى أخر مراكز الناسا التي تعلمه بمشروع خطة قديمة عن إشارات فضائية أرسلت عبر ثقب دودي تعلم بوجود 12 كوكب في مجرى أخرى مرشحين للحياة وإنه تم إرسال بعثة من 12 رائد فضاء منذ عشر سنين لاكتشاف أي أحد الكواكب صالح للأرض وثلاثة منها أرسلت إشارات إيجابية والهدف الآن إرسال رحلة أخيرة للعثور على الكوكب الأصلح وإرسال إشارات منه لنقل سكان الأرض إليه بعد حل معادلة جاذبية (لم أفهمها صراحة بعد مشاهدتين للعمل) وإن لم يستطيع البرفيسور براند (مايكل كين) حل المعادلة فسيتم إرسال قنابل بيولوجية لزراعة الكائن البشري (أيضاً لم أفهم كيف سيتم زراعة البشر وينشئون حضارة)
الفيلم عانى الكثير والكثير والكثير من التشويش والصعوبة في بعض مناحيه ، بعض الجوانب الأخرى بالأخص قضية الثقب الدودي والأبعاد الخمسة والسفر عبر الزمن كان نولان موفقاً بشرحها وإيصالها للجمهور، ولكن الغموض الذي عانى منه الفيلم ببعض نواحيه انعكس على العمل كدراما، بداية العمل وتصوير أزمة الأرض لم ينجح نولان بتصويرها بالشكل الخطير المطلوب لم أشعر بالخطورة المطلوبة وإن كان نولان يبرر إن التهديد خطير ولكن ليس نهائي وما زال هناك وقت ولكن قليل ولكن مع ذلك لم ينجح بتصوير الفوضى وزرع إحساس الخطورة والتهديد الحقيقي للبشرية، قضية الشبح ببداية العمل وهي محور هام جداً ومؤثر لم يعطها نولان ثقلها المطلوب، لم اهتم للشبح ويبقى منه شيء في راسي مع استمرار العمل وبداية الرحلة رغم إن هذه الجزئية يستند عليها العمل بنهايته، ثم إن العمل فيه الكثير من عدم المنطقية، الرحلة الاكتشافية تعمد على كوبر ليقودها و براند ينتظر أن يأتي كوبر لوحده بالصدفة (أن يقوده الآخرون كما يبرر أو إنه سيرسل الرحلة بدونه) بصراحة هذه أغبى عقدة وتبرير ربما يكون في الأفلام، والبروفيسور يقضى أربعين سنة بمحاولة حل معادلة مستحيلة لإنقاذ الأرض ولا يستطيع ولا أحد يهتم لذلك رغم إن المصائر متوقفة عليها، حسناً القيادات تعلم إن الحل مستحيل وهذا كله خداع للتغطية على تنفيذ الخطة الثانية ولكن المستويات الأدنى والعاملون لا يعرفون ومع ذلك أربعين سنة ولا يبدو إن أحد أخر غير مورفي  (جيسكا شاستين) حاول التساؤل عن السبب أو أن يحلها هو بنفسه، ثم نكتشف إن كوبر هو الشبح في المستقبل وهو من يرسل الرسائل لنفسه في الماضي لماذا إذاً أرسل لنفسه مكان الناسا داعيه للذهاب ثم أرسل لنفسه رسالة (أبقى) ؟، ونهاية العمل لم أفهم كيف ما زال البشر صامدين بعد مضي 90 على تصوير الأزمة وكيف استطاعوا تأمين الميزانية والتمويل و(الغذاء) لإنشاء محطات عملاقة يتم جميع مليارات البشر فيها وإرسالهم عبر الثقب الدودي؟
العمل يحاول تقديم فكرة درامية عن نزاع القلب والعقل ويستند إليها بحل عقدة العمل ولكن هذه الفكرة لا تهم المشاهد أبداً، ويبدو إنه مع مبالغة التشويش والغموض  حاول نولان أن يزيد جرعة الدراما فوقع بالافتعال كما قصة ابن كوبر توم (كيسي أفليك) الذي يرفض الذهاب للطبيب ومغادرة أرضه رغم احتضار زوجته وأبنه ، والكارثة الكبرى بالعمل بنظري شخصية الدكتور مان (مات ديمون) صادمة بسطحية رسمها وبأداء ديمون لها، لم يكن مفاجأة نولان السارة بل مفاجئته المفجعة، ضعف الدراما بالعمل بسبب غموض المضمون والثغرات بالنص أثر أحياناً على مستوى الإثارة، أنت في كثير من الأحيان لا تعد تسأل ماذا سيحدث لاحقاً؟ بل تسأل ماذا يحدث أمامي الآن؟.
في النهاية الفيلم ليس سيء فيه أشياء إيجابية بالأخص بتصويره السينمائي للثقب الدودي والسفر عبر الزمن والأبعاد الرباعية والخماسية للزمن بشكل سينمائي جيد والشكل الجديد للروبوت ، وصنع مغامرات منسجمة مع المنطق وبعيدة عن الشطط بالخيال وجيدة بأغلب الأحيان (دون أن يصنع ذلك الانطباع اللاهث والموتر جداً لمغامرة فضائية منطقية مثل غرافتي) المؤثرات ممتازة جداً بالأخص صنع الثقب الدودي والأبعاد وكوكب الدكتور مان، التصوير جيد جداً الموسيقى أفضل شيء بالعمل من هانز زيمر، الاداءات ليس مميزة وأحياناً فيها انفعال كنت أتوقع من هاثاوي وشاستين و ماكونهي شيء أفضل مما شاهدته، العمل سقطة نولان الحقيقية بنظري أسوء من بريستيج نعم هو ممتع في أغلب الأحيان ولكن ليس كما توقعنا من عبقري فارس الظلام وانسبشن .
6/10


0 التعليقات:

إرسال تعليق