RSS

صيف 2014

على عكس 2013 حظي عام 2014 بصيف لاهب جداً وشديد الحماس والإثارة من حيث الأفلام الشعبية الناجحة جداً وذات المستوى الفني الممتاز، عام 2013 لا أذكر منه شيء جيد سوى ستارتريك2 أما الباقي فكانت سقطات براد بيت وتوم كروز  وراسل كرو وجوني ديب وروبيرت داوني ومات ديمون، هذا العام مختلف هناك أكثر من فيلم خيال علمي وأكشن ومغامرة يجعلونني أقول وأنا مرتاح الضمير إن هوليوود قدمت المطلوب منها سينمائياً بصنع صيف ترفيهي وخيالي يداعب أحلامنا ويبهج ساعات من أيامنا لذلك رغم إنه كلعادة أغلبه أجزاء ثانية أو مشروع سلاسل جديدة، طبعاً كان هناك سقطات وللأسف إنها جاءت على يد جوني ديب وراسل كرو ولكن الجيد غلب على الموسم لذلك واحتفاءً بهذا الصيف أقدم مشاهدات لأفضل أفلام الموسم التجاري التي شاهدتها (فقط من حيث صنف الأكشن والخيال العلمي) :


Dawn of the plant of the Apes

عودة كوكب القرود عام 2011 لم ترق لي جداً فيلم عانى بعض عدم المنطقية بأحداثه وخلل في المعركة النهائية ولكنه كان جيد على العموم من حيث تطور سيزار وامتلاكه الوعي الذاتي ليدرك إنه ليس مضطر ليكون حيوان ترفيهي وإنه وجميع القردة على مستوى واحد بين البشر ويستحقون حكم الكوكب أو على الأقل مشاركتهم فيه، الجزء الثاني الذي أخرجه مات ريفز وأكمل البطولة من تحت الأسلاك والشرائح الكرستالية باقتدار أندي سركيس تفوق على الجزء الأول واستحق برأي أن يكون أفضل أفلام الصيف، صحيح إن عدم المنطقية ما زالت موجودة بصنع سيزار لشعب وجيش من القرود يمتلك وعي بشري متقدم فهمنا إنسيزر قرد ذا جين معدل نتيجة تجارب علمية في الجزء الأول جعلته يمتلك ذكاء بشري ولكن باقي القرود وإن كانت تمتلك شيء من الإدراك والذكاء ولكنها لا تمتلك القدرات العقلية التي تؤهلها لتكون على سوية البشر أو سيزار، الأمر منطقي لو إن شعب سيزار نشئ بالولادة والتكاثر ولكن إصرار السلسلة على وجود سيزار وأندي سركيس بدوره جعلهم يختارون ذاك الحل ولكن عوضوه بأن نقلوا الفيلم بعيداً عن شكل الإثارة إلى عمل ذا بعد فكري هام جداً وناضج عن الخوف والعنف وكره الأخر والانتقام وانحراف مسيرة الشعوب والثورات وعن ضريبة البقاء، سيزار كان يريد صنع مجتمع مثالي من القردة يعيش بسلام ويقدم حضارة يتجاوز بها أخطاء البشرية التي انقرضت بفعل فايروس مدمر (باستمرار المحاكاة الممتازة لرائعة داني بويل 21 DAYS LATER) ولكن غريزة العنف الحيوانية ورغبة قرود المختبرات بالأخص كوبا (بأداء صوتي جيد أيضاً من توبي كيبيل) جعلت الأمور تنحرف وتدخل القرود بحرب مع بقايا البشرية، تسلل الأحداث منطقي والعمل يسير بخط متصاعد ممتاز مع أكشن جيد جداً.

X-MEN : DAYS OF FUTURE PAST

عودة براين سينغر إلى دفة الإخراج أكثر من موفقة ليصنع فيلم كوميكس أكثر من رائع وربما أفضل أعمال مارفيل على الإطلاق، الجزء الجديد من السلسلة يحاكي إلى حد ما Terminator  جيمس كاميرون بإرسال بروفيسور اكس (باتريك سيتورات) لولف رين (هيو جاكمان) بمهمة إلى الماضي لتصويت خطأ ميستيك (جينفر لورانس) الذي يتسبب بحرب مستقبلية مدمرة بالتعاون مع اكس الشاب اكسافير (جيمس ماكفوي) وماغنيتو الشاب (مايكل فاسبندر) ، العمل ملحمة كوميكس حقيقية مليئة بالمفاجأت والتحولات الدرامية والإثارة ومصنوع بطريقة جيدة وهو أكثر أفلام السلسلة اهتماماً بالشخصيات وعلاقاتها وماضيها وهمومها وانعكاس هذا الماضي والألم على الأحداث، طبعاً مع زيادة أهمية أفكار التعايش وتقبل الأخر وأداءات رائعة من طاقم العمل ومشاهد تمزج بين قمة الإثارة وشدة الحساسية الدرامية طبعاً العمل لم يخلو من أخطاء كإصرار سينغر على عدم جعل الفيلم مرتبط فقط بـ First class  بل مرتبط بأفلام السلسلة القديمة دون تبرير كيف عاد بروفيسور اكس من الموت أو كيف استعاد ماغنيتو قدراته .

Captain America 2 : a winter solder

قد لا يكون أفضل أفلام الموسم ولكنه أكثر فيلم أمتعني وأكثر عمل للصيف إثارة وحركة ، مارفيل مرة أخرى مع أبطالها الخارقين والمفضلين منهم تحديداً الأفنجرز تصنع بالاستعانة بالأخوين روسوز قصة جاسوسية مذهلة ومليئة بالمفاجآت ومشاهد أكشن مطولة وشديدة الإمتاع وشخصيات مرسومة بجاذبية عالية وأعداء على عدة أصعدة شكلوا تهديداً وتحدياً حقيقياً لفريق كابتن أمريكا، نيك فوري (سامويل جاكسون) يتعرض للأغتيال على يد قاتل خارق جندي الشتاء مع فريق مرتزقة ، وقتله يكشف أسرار خطيرة عن ماضيه ويورط ستيف روجرز كابتن أمريكا (كريس افينز) الشاهد الأخير على موته ويجعل الشكوك تدور حوله ليخوض مع نتاشا رومانوف بلاك ويدو (سكارليت جوهانسون) رحلة انتقام وكشف   حقيقية تؤدي إلى صدمة بمعرفة إن الـــهيدرا ما زالت موجودة بل ومهيمنة على الشيلد أيضاً، مشكلة الفيلم إنه يملك أرضية لصنع دراما شخصيات جيدة والروسوز يحاولون تقديم هذه الدراما ولكنها تظهر سطحية جداً وغير مفيدة بالعمل وينقذوه بالأكشن والإثارة جيدة الصنع.

Lucy

لحسن الحظ أن لوك بيسون موجود ليمحي بفيلمه هذا مذاق المرار الذي تجرعته بعد كارثة جوني ديب Transcendence، قصة رائعة جداً عن قدرات العقل الخفية وماذا يمكن أن يحصل لو استخدمناها، لوسي (سكارليت جوهانسون) طالبة أمريكية في إجازة في الصين تستخدم فقط أقل من 1 % من قدراتها العقلية تتورط بعملية تبادل مخابرات مع عصابات تايوانية ويتم زرع الحمولة بمعدتها ، ولكن تلك المخدرات ليست كأي مخدرات وما يجري لا تتوقعه حين تتسرب و يمتصه جسدها فتكسب قدرات خارقة وتستطيع استخدام قدراتها العقلية كاملةً ليتجه العمل بخط جيد متوازن بين سعيها للاستفادة من هذه القدرات والإفادة منها وبين هروبها من العصابة ومنع بقية الحمولة من التسرب، لوك بيسون حاول ضخ دراما بالعمل من خلال التركيز على أن ما يميز البشر هي أحاسيسهم وليس عقلهم ولكن هذه الدراما لم تتوازن مع الإثارة (على عكس ما قام به في تحفته ليون قبل عشرين سنة) بيسون ضخ إثارة مبهرة وصنع كعادته أكشن وخيال بطريقة متقنة وجمح مع قدرات بطلته حتى أخر حد وقدم مشهد مطاردة باريسي لا ينسى ومزجه مع العديد من النظريات والفرضيات العلمية  وشرحها بأسلوب مبسط قريب ووافي، ولكن العمل كان يحتاج للتفصيل أكثر لم أشعر إنه أشبعني كان منقوصاً يحتاج فترة زمنية أوسع ومغامرات أكثر ولو فصّله وزاد مدته لكنا حظينا بتفصيل أكثر للشخصيات الثانوية بالأخص البروفيسور نورمان (مورغان فريمان) التي كانت كرتونية وسطحية لا تليق بممثل مخضرم مثل فريمان رغم استغلاله كعادته لكاريزماه حتى اقصى حد ليجعلها مهمة ولكنه كرر نفسه وبسبب قصر المدى خسرنا علاقة عاطفية كان يمكن أن تبنى بشكل جيد بين لوسي وبيير ديل ريو (عمرو واكد) لنتجاوز سطحية شخصيته التي كانت تبدو كحشو وإضافة لا أهمية لها، سكارليت جوهانسون بأدائها الرائع تملئ العمل كما فعلت أنجلينا جولي في العقد الماضي بأفلام السيد والسيدة سميث و وانتيد وسولت وحالياً جينفر لورانس بسلسلتي اكس مين وهنغر غيم بضخ أداء مؤثر في شخصيات عنيفة وأفلام حركة لتجعلها إنسانية وقرباً وأهمية للمشاهد وكسبت رهان تصديها للبطولة الكاملة بفيلم حركة وخيال بعد أن اكتفت في السنوات السابقة – وهذه السنة أيضاً – أن تكون البطلة المساعدة وبنفس الشخصية (نتاشا بلاك ويدو) في أفلام الرجل الحديدي 2 وافينجرز و كابتن أمريكا 2.

The Guardians  of the Galaxy

نعم مارفيل هي سيدة هذا الموسم ومنقذة موسم الصيف وفيلمها هذا الذي أخرجه جيمس غون وتصدر أرباح الصيف هو مثال لفيلم الصيف الترفيهي جذاب ومتقن بصرياً ومبهج جداً يمزج بين الكوميدية والإثارة والتشويق والأكشن والخيال الجامح، السارق الشهير ستار لورد (كريس برات بأداء ممتاز يجعله يليق أن يكون من الوجوه الشعبية الجديدة الناجحة) يسرق حجر كوني شديد القوة يبحث عنه رونان الإرهابي الطامح لتدمير المجرة انتقاماً لضياع كوكبه ولاستعادته يرسل غامورا (زوي سالدانا) ولكن الأمور تتعقد بتدخل صيادا الجوائز الراكون المعدل جينياً روكت والشجرة المعدلة جينياً أيضاً غروت (بأداءات صوتية أكثر من رائعة من برادلي كوبر وفين ديزيل) وبعد سجنها يلتقيا بالمجرم دراكس (المصارع الشهير ديف باتيستا) والذي يملك أيضاً ثأر مع رونان يتقاطع مع طموح غامورا الساعية بالخفاء لتدمير سيدها، الفيلم جعلني أفهم سبب حبي لهذه النوعية من الأفلام فأثناء نشأتي كجميع أبناء جيلي على مسلسلات الرسوم المتحركة التي جسدت صراعات المجارات وحروب الفضاء كنت أتمنى أن أشاهدها تجسد حقيقية لا كرتون فقط وهذا الفيلم كستار تريك حقق لي هذا الحلم وجعلني أعيش شغف الطفولة بتقنيات حديثة ومتطورة جعلت تلك العوالم حقيقية، صحيح إن فيه الكثير من عوالم جي جي ابرامز في ستار تريك ويبدو جانب أخر أكثر كوميدية للقصة ولكنه يقدم اجتماع وبداية ممتازة لفريق غارديانز وجعلني انتظر بفارغ الصبر الجزء الثاني .

The edge of tomorrow


أفضل شيء في هذا الصيف هو عودة توم كروز إلى الساحة بعد سقطات في الأعوام السابقة بنوع يفضله الخيال العلمي ، فيلم دوغ ليمان (مخرج السيدة والسيدة سميث وهوية بورن) لم يحقق نجاحاً كبيراً في أمريكا نظراً لنجاحه في أوروبا رغم الثناء النقدي الكبير الذي جمعه، ولكن هذا لم يمنع أنه عمل ممتع يمزج بين الإثارة والخيال والأكشن عن ضابط حربي إعلامي منافق بعيد عن البطولة يتم إدخاله عمداً بالصف الأول للقوات في فرنسا لمواجهة غزو فضائي غريب ورغم إنه يقتل في بداية المعركة ولكنه يعود للحياة إلى نقطة البداية قبل يوم واحد فقط على مبدأ فيلم Groundhog Day   ويستغل هذه القدرة للعثور على طريقة للتصدي للغزو والقضاء على الفضائيين وتكرر فترات موته تصنع خلالها علاقة عاطفية مميزة مع رئيسته إيميلي بلانت، فيلم مشوق جداً ومبهر من الناحية البصرية وممتع بالكوميدية التي تحتويه ويحوي خيط عاطفي جيد وأداءات توم كروز وإيملي بلانت والكيمياء بينهم ممتازة النهاية لم تقنعني وتسببت بثغرة بالنسبة لي مع فيلم كان ممتاز لولا الدقائق العشر الأخيرة.

The Amazing spider man2

هذا ليس من أفضل أفلام الصيف ولكن هناك كلمة أريد أن أقولها، لم أفهم لماذا أرادت مارفل إعادة تقديم بطلها المفضل في سلسلة جديدة بعد سلسلة سام ريمي الممتازة في جزئيها الأوليين، أمجرد غيرة من DC  بعد إعادتها الأسطورية الناجحة للرجل الوطواط ، الأمر لم ينجح معها بالنسبة لي مارك ويب ليس نولان وأندرو غارفليد ليس كريستيان بيل ولا يوجد في سبايدرمان جوكر كليدجر ، كان لديها مع ريمي العفريت ويليام ديفو ولم يقدم الجزئيين الجديدين إلى الآن عدو بخطورته، والسلسلة الجديدة ليست بجمالية القديمة وأخالف كل من يقول إن أندرو غارفليد وإيما ستون أفضل من توبي ماغواير وكريستين دانست ، الجزء الأول (2011) استنساخ لجزء 2002 والشيء الوحيد الأفضل فيه هو إنه أهتم بتحري بيتر باركر عن ماضي والديه وارتباط ذلك بتحوله الغريب والتحديات التي ستتفجر أمامه وبهذا الجزء كانت تلك العناصر ممتازة جداً وكذلك اضطراب علاقته مع غوين بعد العهد الذي قطعه لوالدها، الكارثة بهذا العمل هو العدو ألكترو (جيمي فوكس) طفولي جداً وأداء فوكس رديء ولم يعطيه ثقله المطلوب ورسمه بالأصل بالي ولا يليق بأن يكون العدو الرئيسي بالعمل، ما أنقذ هذا المحور هو العفريت الأخضر الجديد بأداء استثنائي من الممثل الصاعد دان داهان يؤدي دور هاري أوزبورن صديق طفولة باركر الثري صحيح إن دخوله بحياة باركر كان مفتعل وكأنه إضافة سريعة خطرت على بال الكاتب بلحظة الأخيرة لإنقاذ العمل ولكن الأمور بعد ذلك وتحوله إلى العفريت الأخضر تجري بسلام والمفاجأة غير المتوقعة بنهاية العمل أعطته دفعة جيدة جعلت ميزان إيجابيات العمل تتفوق على سلبياته ولكن باعتقادي يكفي عند هنا من سبايدرمان المذهل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق