RSS

Captain America 2 : the winter's solder - 2014




كان من الطبيعي بعد النجاح الضخم لفيلم Avengers عام 2012 ان يستمر استديو مارفيل بمشروعه لصنع جزء ثاني وربما ثالث للعمل، وكما فعل قبل تحفته العظيمة تلك بتقديم أفلام منفردة لأبطالها الخارقين قبل جمعهم سويةً في فيلم واحد (رغم إن القصة لم يكن لها ارتباط ضروري بالأفلام السابقة وهذا ما أساء للعمل جداً) فهي أيضاً الآن تعود لتقديم تتمات لأفلام أبطالها تمهيداً للجزء الجديد ومعها بدأ مشروع الـ Avengers الجديد تضح معالمه أكثر وأكثر، العام الماضي شاهدنا الجزء الثالث من Iron man  و الثاني من Thor  ولم يكونا بالمستوى المطلوب الأمر الذي جعلني لا ابني أمال كبيرة على الجزء الثاني من Captain America بالأخص إنني لست من أنصار الجزء الأول أبداً ولكن مع ذلك حرصت على مشاهدته لإعجابي بالسلسلة ولما أثارته الشخصية من فضول بالنسبة لي بعد أن شاهدت تطورها في Avengers وشاهدت إعلان الفيلم الجديد المشوق.

الفيلم الذي أخرجه الأخوين انتوني و جوي روسو فاق كل التوقعات التي بنيتها، ربما هو أحد أفضل أفلام مارفيل على الإطلاق أفضل من Avengers و الجزء الأول من Iron man و Thor وعلى مستوى الجزئين الأولين من Spider man لسام ريمي، الأخوين روسو صنعا فيلم كوميكس مبتكر مثير و مشوق جداً وغاية في الذكاء قادر على أسر المشاهد وجذبه حتى اللحظة الأخيرة ومصنوع بصرياً بشكل مبهر مع بذخ انتاجي عالي وموظف بطريقة ممتازة بعيدة عن الابتذال.
الروسوز نقلا فيلم الكوميكس نحو مجال جديد لا أذكر إني شاهدته مسبقاً في هذا النوع، كما فعل كينيث برانا مع Thor الأول حين صنعه بشكل قريب للشكسبيري ، فالروسوز صنعا تحفتهما هذه بشكل يبدو أقرب لأفلام الجاسوسية، تأثرهما بأفلام المهمة المستحيلة وفيلم جيمس بوند الأخير يبدو عالياً جداً، هنا نحن لسنا فقط أمام بطل خارق يحارب لنشر العدالة ويواجه شرير خارق ، القصة وتحولاتها فيها الكثير من الابتكار، ال Shield تتعرض للاختراق نيك فوري (سامويل جاكسون) يقتل ويكشف له ماض أسود، كابتن أمريكا (كريس أفينز) يرفض التعاون مع رأس الـ Shield الكساندر بيرس (روبيرت ريدفورد) لكشف القاتل مما يجعله متهماً رئيسياً ومطارداً من حلفائه هو وناتاشا رومانوف/ بلاك ويدو (سكارليت جوهانسون) ليلاحق خيوط مؤامرة تهدف إلى تصفيته أيضاً كما صفي فوري وتقوده نحو مؤامرة أكبر مما يتخيل.
من الصعب تخيل ربط قصة الفيلم الأول بالثاني بعد مرور فترة زمنية تمتد 45 سنة تقريباً ولكن الروسوز نجحا بذلك الأعداء الذين حاربهم كابتن أمريكا في الجزء الأول تحت اسم النازية أولاً ثم منظمة هيدرا لم ينتهوا بعد، هم مازالوا موجودين و هيدرا أصبحت أقوى جداً مما مضى وتوشك على السيطرة على العالم ولا أحد سوى كابتن أمريكا قادر على منعها، وليس الثآر القديم هو من يربط كابتن مع هيدرا هناك ارتباط قوي ومفاجأ بينهم في صلب القصة يلعب عليه الروسوز بشكل جيد ولكن ليس كافي لصنع فيلم كوميكس درامي، فرغم البداية الجيدة لشخص خارج الزمن يحاول التأقلم مع عالمه الجديد ويعيش تحت وصفه أسطورة تاريخية ملهمة ويلتقي بحبيته وقد ناهزت التسعين وعلى فراش الموت ولكن هذا التمهيد الجيد للشخصية درامياً لا يدخل في صلب القصة تماماً وهذه مشكلة أفلام مارفيل التي لم تستطع أن تصنع فيلم كوميكس تتداخل فيه دراما الشخصية الحقيقية بدراما الشخصية الخارقة مثل ما نجحت الـ ac/dc مع باتمان، (رغم المستوى الممتاز الذي وصلت له بذلك بأفلام الرجل العنكبوت) ولكن في هذا العمل يتم التعويض – كعادة أفلام مارفيل كلها – بالجانب البصري والحركي وصنع الأعداء وحبكة المؤامرة وهنا العمل أكثر من متفوق بهذه الأمور بل يكاد يكون ملحمي من حيث الضخامة وجودة مشاهد القتال وتشويقها وذكاء القصة وتحولاتها وحبكة المؤامرة ووجود جندي الشتاء التحد الحقيقي القوي جداً وشخصية فالكون (انتوني مكاي) مشروع بطل الـ Avengers الجديد وجمال المفاجآت الموجودة بالعمل – رغم ملاحظتي على التمرد الذي قاده كابتن أمريكا والذي يبدو الانضمام السريع لل Shield له مفتعلاً .
ما يعجبني بأفلام مارفيل هو إن لكل بطل عالمه خاص ومع ذلك كل واحد قادر منه على أن يكمل الآخر وهذا الذي يجعل من الـ Avengers  عملاً مبهراً ومنتظراً فعالم الرجل الحديدي الميكنيكي وعالم الطفرات العلمية لدى هالك و الطابع الأسطوري في ثور واهتمام عالم كابتن أمريكا بالسحر والشعوذة والمنظمات السرية والحكومات الخفية يبدو منسجماً، المنظمة السرية التي تهيمن على العالم مادياً وتحاول بقدراتها العلمية والمادية صنع جيش من الخارقين والآليين لحكمه اهتمامها بالسحر للعثور على المزيد من الطاقة والقوة وتواصلها مع العوالم المختلفة للحصول على المزيد من القوة والقدرات والحلفاء، القصة تبدو هنا متصلة مكعب الطاقة الخارق الذي رمى بكابتن أمريكا عبر الزمن وسبب بغزو الفضائيين في الـ Avengers موجودة الآن مع جنس من العوالم الأخرى يطمج لحكم الأكوان (شاهدنا ذلك في Thor 2) ، عصا لوكي التي خسرها من الـ Avengers موجودة مع هيدرا – أو المنظمة الأعلى منها – والتي تعلن إنه لم يعد هذا عالم الأبطال ولا الآليين بل عالم المعجزات، القصة مفتوحة على التواصل بين الأفلام ولأنضمام شخصيات أخرى جديدة، من الممكن أن يكون للـ X-men وجود (عالم الطفرات الجينية المرتبط بتجارب النازية ككابتن أمريكا) ولـ Spider man (الطفرات العلمية والمنظمة السرية التي تصنع جيشاً من الطفرات العلمية الخارقة) وهذه الأسباب مع طابع الغموض والذكاء في سلاسل أفلام مارفيل التي تحولها إلى أشبه بسلسلة طويلة مشوقة مصنوعة باعتناء شديد أنا متشوق جداً لمتابعة المزيد من أفلام مارفيل وليكون الجزء الثاني من  Avengers أحد أكثر الأفلام المنتظرة بالنسبة لي ويكون فيلم X-men الجديد أكثر فيلم صيفي منتظر هذا العام عندي – بالإضافة طبعاً إلى فيلم النولانز الآخير -.
9/10

0 التعليقات:

إرسال تعليق