RSS

Belle de Jour - 1967


أفلام لويس بونويل عالم خاص ممتع ومبهر وشديد الإرهاق، مرهقة بالمشاهدة، ومرهقة بالانطباع الذي تخلفه، ومرهقة بتحلليها ، لا يمكن أن تكتب عنها بالطريقة التقليدية ، لا يمكن أن تحللها وتناقشها كما تناقش أي فيلم، بونويل لا يصنع أفلامه كمرآة للعالم، وإنما كمرآة لعوالم الإنسان الخفية، انعكاسات لأفكاره الأكثر تطرفاً وشذوذاَ ، هي أفلام ذاتية بحتة، مساحة خاصة له ليناقش هواجسه وانطباعاته وأحكامه وأفكاره الأكثر سواداً مع أكبر شريحة ممكنة من الناس، هي أفلام عن الازدواجية عن الشخصية الخفية الفاجرة الشيطانية المختبئة داخل كل إنسان، في أفلامه يتحرر من الوجه الذي يعطيه للبشر ليقدم وجهه الأخر الذي يخفيه، ومعه كذلك الإنسان يتحرر من ثوبه التقليدي ليعبر بالمشاهدة عن أكثر مساحاته الغرائزية سوداوية وحيوانية، ولذلك تبدو الشخصيات التي نراها متقبلة للمشاهد ويتفهمها، فهي ليست سوى مرآة لطبائعنا ورغباتنا التي نخفيها ونغلق عليها بإحكام.

Viridiana - 1961


ارتبط الفيلم الاسباني فيردينا للمخرج لويس بونويل الفائز بسعفة كان 1961 بصفة أحد أكثر الأفلام جدلية وتطرفاً بالتاريخ، وما زال حتى اليوم بعد أكثر من خمسين عاماً على عرضه يبدو فيلماً صادماً جداً وجريئاً إلى أبعد الحدود، يحاول به بونويل أن يكسر الصورة النمطية لا للأشكال والمفاهيم السينمائية وحسب بل للنمطية القابعة في اللاوعي الإنساني، لنظرة الإنسان العادي المسبقة للأشياء، يلامس حدود اللاوعي البشري ويهزه ويدفعه للخارج لنرى الأشياء على حقيقتها كاملةً بقذارتها بعتهها بشرها بشهوانيتها بأنانيتها بعدم امتنانها، فيلم يجلب أكثر النماذج تطرفاً ويعرضها على الشاشة في رحلة استثنائية تخوضها كاهنة مراهقة قبل أيام من إلقائها لنذورها لتغير نظرتها كاملةً لكل شيء.

La Dolce Vita - 1960


كمتابع سينمائي ينتابني شعور بالندم بسبب تقصيري بمتابعة بعض المخرجين بالأخص الأنكليزي مايك لي والإيطالي فدريكو فلليني، فرغم إني شاهدت له ثلاث أفلام 8,5 وليالي كباريا و ستركون ولكن أمام سجله الحافل أشعر إني مقصر اتجاهه، فمن من مشاهداتي الثلاث له أشعر إني أشاهد شيء غير اعتيادي في السينما، أفلام لا تنتمي لأي صنف ولا لأي فن، فن مستقل بذاتها وصنف خاص بذاته، فلليني الذي يعتبر السيرك هو ملهمه بصنع السينما يصنع أفلامه كمن يدير عرض سيرك مبهجة سريعة صاخبة مليئة بالأزياء والمكياج والجمال والموسيقى التي لا تتوقف وبعض المسوخ كذلك وأداء من الممثلين يضج بالإمتاع وروح الفكاهة ، وفي الحياة حلوة - La Dolce Vita يتجاوز عرض السيرك ليقدم شيءً أشبه بملحمة إغريقية معاصرة عن روما ولياليها وأزيائها وآثارها وجمالها وفقرها ونبلائها وبرجوازيها ومثقفيها وقسسيها وأطفالها وعشاقها، يقدم سبعة ليالي من حياة الكاتب والصحفي مارشيللو (مارشيللو ماستروني) يقضيها في سبع حفلات مختلفة تختلط فيها الأحلام بالواقع ، يصنعها فلليني على شكل سبع أفلام قصيرة متصلة ومنفصلة تبدأ قوية جداً وتتصاعد مع كل قصة – حفلة بشكل ممتاز لتصل إلى الذروة بخاتمتها المبهرة جداً.