RSS

Sideways - 2004


في عام 2004 لم تعرف قوائم النقاد سوى فيلماً واحداَ لتضعه بمقدمة أفضلية أعمال العام، وذاك العمل هو الرائعة الكوميدية السوداء (Sideways – طرقات جانبية)، لم يغرهم بذخ سكورسيزي بتحفته الطائرة ولا شاعرية إيستوود مع ملاكمته الحبيبية ولا اعترافات بيل قبل قتله، لم تطربهم أغاني راي تشارلز ولا خيال عالم نيفرلاند ولا قفزات العنكبوت وخيال كوفمان المجنون، أعجبوا بتلك الأعمال صحيح ولكن ما أسرهم هي قصة كوميدية رومانسية بسيطة عن رجلين يدوران كاليفورنيا ويختبران خيارات الحياة المتاحة أمامهما ..

The AVIATOR - 2004

              



فيلم الطيار لمارتن سكورسيزي ليس مجرد سيرة هاورد هيوز الذاتية بل هو دراسة من نوع جديد لأمريكا فهاورد هيوز كان تجسيداً لأمريكا مغامرة قوية صلبة مع نزوع قوي للتحرر فوق أي عرف أو تقليد، شديدة المخاوف والعقد كهيوز ولها أيضاً جراثيمها الخاصة التي أرقت عيشها وكما كان هاورد يتخلص من جراثيمه الخاصة بالنظافة المبالغ فيها وبالصابونة التي لم ترافقه فقد كان لأمريكا أيضاً صابوتنها الخاصة وكانت تلك الصابونة هي الترسان العسكرية الهائلة من طائرات وغواصات وحاملات طائرات وبوارج وتلك الترسانة كانت تتطور باستمرار ويزداد عددها بشدة دون مبرر سوى الرعب والخوف من جراثيمها الداخلية والخارجية، وكان لأمريكا أيضاً هوسها الخاص بالنساء فالعروض السينمائية الأمريكية والحفلات الراقصة وأي حفل أمريكي يجب عليه أن يمتلئ بملكات الجمال والساحرات فلا يجوز لفيلم سينمائي أن يظهر بدون حسناء شقراء، وكما أصبح هيوز مشهوراً بعلاقاته المتعددة مع حسناوات العالم فإن السينما الكلاسيكية الأمريكية هي أيضاً مشهورة بفاتناتها وجميلاتها فلا أظن أن هناك حداً بهذا العالم لم يسمع عن مارلين مونرو على الأقل، وإلى حد الآن فمن لا يهتم بالسينما الأمريكية ولا يتابعها فلا بد أنه يعرف أنجلينا جولي وكيت وينسلت وغيرهن من حسناوات هوليوود، هكذا هي أمريكا بفيلم الطيار، وهذه هي نظرة لسكورسيزي لأمريكا معقدة غريبة الأطوار لا يمكن لأحد أن يفهمها تتعب نفسها ومن حولها لإرضاء غرورها وطموحاتها الغير محدودة، سكورسيزي كان دوماً يحاول أن يقدم هذه النظرة من خلال أفلامه السابقة ولكن هذه المرة هي الأفضل و الأنجح.

Million Dollar Baby - 2004


بعد أن أبهر المتابعين بروعة فيلم النهر الغامض هاهو المخرج والممثل العجوز صاحب الشباب المتجدد كلينت إيستوود الذي يعيش مرحلة ازدهاره الفني مع دخوله العقد السبعين من عمره يعود ليفاجئ الجماهير والنقاد بفيلم حبيبة بمليون دولار ، الذي قرع من خلاله باب المنافسة على الشرف السينمائي الأكبر مرة أخرى بهذا الفيلم المختلف كلياً عن فيلمه السابق النهر الغامض فهو ليس إجرامي بوليسي بل رومانسي درامي والشيء الوحيد الذي يجمع بين الفيلمين هو المخرج وكون الفيلمان مستوحيان عن قصص قصيرة ناجحة حيث كتب قصة الفيلم الحالي الملاكم المعتزل جيري بويد.

Brokeback Mountain - 2005


جبل بروكباك .. تعريف حقيقي لمعنى جرءة السينما ... لمعنى كونها تتحدى كل شيء ... لمعنى قدرتها على الدخول بمناطق مظلمة ومحظورة وتظهرها بشكل مختلف .... جبل بروكباك تعريف حقيقي لمعنى الرومانسية في السينما ... كلام جريء ولكنه يتناسب مع الفيلم الجريء والرائع ... لست من أنصار الشذوذ ولا أشجعه ولا أشجع أي إعلان له ولكن جبل بروكباك ليس إعلان للشذوذ أوتسويق له ... هو شيء أخر استثنائي جداً ... إذا نظرنا له للقشور فسنرى فيه مجرد قصة حب شاذة ولكن في التعمق فيه سنجد أشياء أخرى سنجد روح إنسانية منكسرة تشتاق للأخر بغض النظر عن هويته ... روح إنسانية وجدت ضالتها بالمكان الخطئ ودفعت الضريبة ثمناً باهظاً لذلك ... الفيلم في كثير من الأوقات يدخل في الأجواء المرثية ... ينظر نظرة عتب لجاك وإينيس على المصير الذي أختاروه ...
 

The Constant Gardener - 2005


يكاد يكون المخرج البرازيلي فرناندو ميرليس من أفضل من يقدم القضايا السياسية تعرفنا عليه عام 2003 بفلم (مدينة الله) الذي يسلط الضوء على عالم الجريمة في البرازيل وفي عام 2005 عاد ميليس من حيث بدأ في أفريقيا ليقدم أهم عمل له لحد الآن (The Constant Gardener – البستاني الدائم) الفيلم المصنوع بأموال بريطانية والذي يسلط الضوء على جانب مهم جداً ومعتم عليه من جوانب المشكلة الأفريقية الكبيرة جداًَ وهي مشكلة فساد شركات صناعة الأدوية الغربية في أفريقيا، لا أعرف هل سبب التفات شركات الإنتاج البريطانية بصنع أفلامها نحو القارة الأفريقية سببه شعور بذنب تاريخي كون أن معظم المشاكل التي تعاني منها أفريقية هي بسبب سياسة بريطانية الاستعمارية فيها في القرن الماضي أم أنه استغلال لنجاح هذا النوع بعد الشعبية والنجاح الكبيرين التي حققهما فيلما مدينة الله وفندق رواندا، أم السبب هو توجيه سياسة النقد للسياسية الخارجية البريطانية (والغربية بشكل عام) من خلال الحديث عن أداء البعثات الدبلوماسية الغربية والشركات التجارية والصناعة المستثمرة أموالها في القارة السوداء.

Batman Begins - 2005



فيلم بداية باتمان للرائع كريستوفر نولان يصلح أن يكون تمهيداً مميزاً و بداية رائعة لملحمة أسطورة الكوميكس التي انفجرت بعظمة في فارس الظلام ، هو رحلة رائعة وعودة ممتعة إلى ما وراء أسطورة الرجل الوطواط إلى البحث عن خلفيات ذلك الشخص المتنكر بثياب وطواط عملاق ويحارب الجريمة بيديه العاريتين ليلاً ، هو ليس فيلم حركة أو أكشن بالمعنى الكامل بقدر ما هو فيلم درامي بغاية القتامة عن عقد الطفولة والخوف عن الجريمة والفساد الاجتماعي ونسبية العدالة مبادئ وأفكار قدمها نولان بشكل جيد هنا وتوسع بها بشكل رائع في ملحمته القادمة.

Capote - 2005



إن الفاصل الرئيسي بين فيلم سيرة ذاتية ناجح وآخر فاشل هو اختيار الشخصية التي سيدور حولها العمل واختيار الممثل الذي سيقوم بتجسيدها ، وكلما كانت الشخصية مركبة ومعقدة كلما كان الفلم أفضل وأغنى بالأحداث وأكثر عمقاً وتعقيداً ، ولا يهم أن تكون الشخصية بطولية أو مكروهة المهم أن تكون تحوي التركيب والعمق الذي يساعد الفلم على النجاح، فقد يفشل فلم يتحدث عن شخصية بطولية ومحبوبة كجورج واشنطن وقد ينجح فيلم يتحدث عن شخصية دموية معقدة مريضة كأدولف هتلر فالمهم هو درجة تعقيد وتركيب الشخصية، وهذا ما رأيناه في فيلم (الثور الهائج) لسكورسيزي الذي صنف كأهم فيلم سيرة ذاتية رغم أنه يتناول شخصية وضيعة معقدة دنيئة مريضة فاشلة هي شخصية الملاكم (جيك لاموتا)، في حين لم يخلف فيلم مايكل مان (علي) أي أثر بتاريخ السينما رغم أنه يتحدث عن واحدة من أساطير الملاكمة وهي (محمد علي كلاي)

 

Good Night, and Good Luck - 2005


 
معادلة السيناتور مكارثي بسيطة جداً فإما أن تكون معي أو أنت شيوعي، إذاً ففي بلدنا العديد من الشيوعيين
من شاهد فيلم ليلة سعيدة وحظاً موفقاً دون أن يعرف التاريخ السياسي لجورج كلوني فسيشاهد فقط فيلماً رائعاً ...
ومن يعرف التاريخ السياسي لجورج كلوني قبل مشاهدته الفلم فسيدرك أنه لم يشاهد مجرد فيلم رائع بل شاهد أيضاً دفاع مستميت لكلوني عن نفسه وهجوم شرس وذكي على أرباب السياسة الأمريكية في.زمن جورج بوش.....

Sin City - 2005






فتيات عاهرات ونساء قاتلات ......
شرطة فاسدين وشباب متوحشين ......
سياسين منافقين ورجال دين ملحدين ........
هذه هي مدينة الخطيئة التي لا تصحوا إلا في الليل وفي ثناياها تدور رحى معارك الموت والجريمة والعهر والتوحش والتلذذ بالقتل والتعذيب، وفي شوارعها التي امتزجت بها مياه المطر بدماء الضحايا وخطايا البشر، تدور ثلاث قصص حول ثلاث أبطال بمعاطف سوداء طويلة وثلاثة نساء وثلاثة وحوش، البطل الأول هارتغن الشرطي العجوز الذي أشرف على التقاعد ويريد أن يختم مهنته بإنقاذ فتاة صغيرة من بين أنياب أبن السيناتور الشاذ، والبطل الثاني مارف القاتل العملاق المدمن بجثة مصارعين الرومان يريد أن يفتح عهد حياته الجديدة بالانتقام لفتاة أمتعته ليلى واحد أعطته بها الأمل بالحياة قضت نحبها بسبب الكاهن الداعر المتوحش،

Munich - 2005


عام 2005 كان من أكثر الأعوام السينمائية إثارة للجدل من كثرة المواضيع السياسية التي تطرقت لها الأفلام، موضوع النزاع في الشرق الأوسط كان ضيفاً مرحباً به بثلاثة أفلام كبيرة صنعت بشكل عالي الإتقان وحققت نجاحاً كبيراً، الفيلم الفلسطيني الجنة الآن الحائز على غولدن غلوب أفضل فيلم أجنبي فيلم سيريانا الحائز على أوسكار أفضل ممثل مساعد لجورج كلوني وفيلم ميونخ المرشح لأوسكار أفضل فيلم لمخرجه الشهير ستيفن سبلبيرغ، في هذا العمل يتناول سبلبيرغ الصراع الأكثر جدلية والأكثر تعقيداً ودموية في العالم وهو الصراع العربي الإسرائيلي في خطوة لم تعتدها السينما العالمية، يبدأ بحادثة ميونخ لكنه يستمر إلى ما بعدها ويحاول ملامسة ما قبلها ويصنع تصور لمستقبلها .... عمل معقد حاول احتواء صراع فريد من نوعه عالمياً بين شعبين متخاصمين لا يمكن أن يحصل بينهما صلح ولكن بينهما الكثير من النقاط المشتركة حتى أسباب الصراع بينهما متشابهة ولكنها في نفس الوقت متناقضة كما يشبه الأبيض والأسود فللونين من أكثر الألوان نقاءً وصفاءً ولكنهما أكثر لونين بعيدين عن بعضهما وهكذا هو الصراع بين العرب واليهود ...

The Departed - 2006


كواحد من ألمع مخرجين السينما وأكثرهم تأثيراً على الاطلاق كان موضوع نيله الأوسكار قضية تشغل بال عشاق الفن السابع، فهل سيكون اسم جديد ينضم إلى كوبريك وشابلين وهيتشكوك كأحد العباقرة الذين لم يقدرهم التمثال الذهبي الصغير أم إنه سيلحق بأصدقائه ورفقاء دربه كوبولا وسبلبيرغ وودي كأحد الذين خضع لهم تمثال الأوسكار، فبعد أن تم تجاهله من بين المرشحين عن سائق التكسي عام 1976 وبعد خسارته أول ترشيحاته عام 1980 عن الثور الهائج كان التوقع إنه سيصيب بالمرة القادمة ولكن مرّ عامي 1988 و 1990 وخرج من الترشيحات خالي الوفاض، وبعد ثلاث عقود من صناعة السينما كان عشاق السينما الجدد يقولون لا بد وأن سكورسيزي سينال أوسكاره الآن فقد أدرك الجميع وبعد أكثر من ثلاثين سنة من الإبداع إن هذا المخرج ليس مجرد حالة عابرة بقدر ما هو عبقرية سينمائية حقيقية تستحق التكريم والأمر أصبح الآن يتوقف فقط على نوعية ما يقدمه حتى يكون مستحقاً للجائزة، وهجمت عصابات نيويورك وحلّق الطيار ونال سكورسيزي المديح والهتاف والتصفيق وجوائز الغولدن غلوب والبافتا ولكن بدون أوسكار حتى جاء الراحل ونال سكورسيزي أوسكاره أخيراً ، ولكن ذاك الفوز لم يحل مشكلة بقدر ما أثار مشكلة أخرى، وهي هل سكورسيزي نال أوسكاره عن استحقاق أو مجرد تكريم ؟؟، وهل فيلم الراحل يستحق الجائزة أم إنه مجرد عمل مدلل ومبهرج ؟؟.
 

Pan's Labyrinth - 2006


عام 2006 لم يفرض الفيلم الأسباني متاهة بان للمخرج المكسيكي غاليرمو ديل تورو نفسه كأحد أفضل الأفلام الأجنبية للعام بل فرض نفسه كأحد أفضل الأفلام للعام وأفضل فيلم مؤثرات درامي منذ رائعة جاكسون عودة الملك وكأفضل فيلم ناطق بلغة غير إنكليزية منذ تحفة إنغ لي النمر الرابض، الفيلم اكتسح تقييمات النقاد بشكل غير معقول ونال عشرات الجوائز من مختلف النقابات السينمائية ونال ثلاث جوائز أوسكار ورغم خسارته الجائزة الأهم التي رشح لها أفضل فيلم أجنبي لصالح الفيلم الألماني (حياة الآخرين) دون أن تأثر تلك الخسارة على قيمته السينمائية . .

Into the wild - 2007


لأفلام الطرقات احترام كبير لدى رواد السينما ونتج عنها العديد من الأفلام الراقية أخرها كان sideways  و Little miss sunshine  و رائعة شون بين كمؤلف ومخرج in to the wild  والتي هي أحد أكثر أفلام الطرقات تأملية وشاعرية مقدمةً رحلة كريس الشاب العشريني عبر أمريكا إلى ألاسكا ثم إقامته فيها وما مرّ معه خلال تلك الرحلة والأهم أسباب رحلته وانعكاساتها على كل من حوله ...

No Country for Old men - 2007


لدي شعو سيء حيال هذا
-
حقاً ... أنا لدي شعور جيد ... هذا يعني التعادل .. هل سبق أن شاهدت مجرم يقرأ بريد ضحيته قبل قتله ؟ هل سبق أن شاهدت شرطي يتحدث عن نحر الأبقار وهو يحقق بمجزرة ؟ هل سبق أن شاهدت شخص ضمن مطاردة سيارات عنيفة يكترث لتعديل مرأة سيارته ؟ هل سبق أن شاهدت شخص يشرف على الموت وبدل أن يطلب المشفى يفاوض على شراء سترة وبيرة ؟ هل سبق لك أن فكرت أن حياتك ثمنها هو لعبة مراهنة بقطعة نقود ؟

Synecdoche New York - 2008


فيلم (Synecdoche New York  – لائحة وفيات نيويورك) للكاتب تشارلي كوفمان في أولى محاولاته الإخراجية لم تلقى نصيبها المستحق من النجاح رغم إنه من أحد أكثر الأفلام عمقاً وغرابة بالأسلوب حاله حال كل النصوص السابقة التي قدمها كوفمان (أن تكون جون مالكوفيتش – اقتباس – إشراقة أبدية على عقل بلا ثغرات) ولكن احتلاله اليوم موقع المخرج أضاف الكثير إلى عمله هذا من أشياء لم يكتبها ولا يمكن التعبير عنها سوى بالصورة التي أبدع بها كوفمان وظهر كمخرج مخضرم رغم إن هذه أولى محاولاته كمخرج ..

Frost / Nixon - 2008


رون هاورد قدم عام 2008 أحد أفضل الأفلام السياسية وأكثرها قيمة على الإطلاق، فيلم جاء عرضه بالتوقيت المناسب مع مناسبة خروج جورج بوش من البيت الأبيض بعد عهد امتلأ بالأخطاء والكوارث بحق أمريكا قبل غيرها دون أن يجد بوش من يحاسبه عنها أو يحاكمه، هنا رون هاورد وبيتر مورغان يستعيدان المحاكمة غير الرسمية لأحد أكثر الرؤساء غير الشعبيين وأكثرهم عثرات (ريتشارد نيكسون) ويحاولان ليس فقط إعادة محاكمته أو صنع إسقاط سياسي على الفترة المعاصرة بل إنها يعملان في بنفس الوقت على التحري عن العوالم النفسية لريتشارد نيكسون وتقديم قراءة لنفسيته لبحث الأسباب التي تجعل شخص مثله يفعل ما يفعله ولكن دون أن يدينه أو يهاجمه أو يحط من قدره أو يسخر منه فهذا العمل لا يهاجم نيكسون بل يبحث عن الإنسان داخل نيكسون ويحاول تقديم دراسة عن طبيعة الصراع الذي يعيشه الإنسان بين الندم وتأنيب الضمير وبين كرامته وقوة شخصيته التي تمنعه من الاعتراف بالذنب.
 

The Curious Case of Benjamin Button - 2008


عام 1918 وفي يوم انتهاء الحرب العالمية الأولى اخترع صانع ساعات أعمى قُتل أبنه في الحرب ساعة تعود إلى الوراء علّ الزمن يعود ويعود الشباب الذين قتلوا في ساحة القتال ليعيشوا حياتهم ويموتوا عجائز، وفي نفس اليوم ولد بنجامين بوتون (براد بيت) طفل مصحوب بلعنة تلك الساعة حيث ولد عجوزاً يناهز الثمانين وبدأ يعيش حياته بطريقة عكسية بالعودة إلى الوراء من العجز إلى الكهولة فالرجولة فالشباب وانتهاءً بالطفولة وبمسيرة الحياة الغريبة هذه يحاول بنجامين المحمل بقلب طفل ثم مراهق ثم شاب أن يتحدى شكله وجسمه الكهل ليعيش حياة طبيعية وعندما يتمكن من الوصول إلى مرحلة الشباب سيكون عليه أن يخسر كل شيء.

Revolutionary Road - 2008


سام منديز المخرج المسرحي الكبير والذي دخل السينما من أوسع أبوابها مع تحفة عام 1999 جمال أمريكي والتي اكسبته أوسكار أفضل مخرج يعود بعد تسع سنين ليقدم رائعة درامية أخرى عن حياة الضواحي الأمريكية وهي الطريق الثوري  ورغم إن أحداث فيلمه هذا تدور في حقبة الخمسينات ولكن المشاهد لن يشعر بالفارق الزمني الذي يفصل فترة الفيلم عن فترتنا الحالية.
 

MILK - 2008


فيلم ميلك للمخرج جوس فان سانت (مخرج فيلم Good Will Hunting ) يشكل أحد أهم الأحداث السينمائية لعام 2008، فالعمل الذي نال تقيمات نقدية عالية وتقدير العديد من الجمعيات النقدية حيث دخل ضمن أفضل عشر أفلام لعام 2008في قوائم NBR و BFCA و AFI ونال ترشيحات ضمن جوائز نقابة الممثلين ونقابة المنتجين واختارته جمعية نقاد نيويورك كأفضل فيلم لعام 2008 ونال نجمه شون بين أغلب جوائز التمثيل بين الجمعيات النقدية بالإضافة لترشيحات الـ SAG (نقابة الممثلين) وغولدن غلوب و BFCA ونال نجمه الأخر جوش برولين جائزة NBR كأفضل ممثل مساعد وترشيحات ضمن الـ SAG و BFCA هذا كله جعلني أبني آمال عريضة على الفيلم تبخرت مباشرةً فور مشاهدته وتحولت نظرتي له من أهم الأفلام للعام إلى أحد أكبر الألاعيب الإعلامية الأمريكية لتسويق فيلم متعاطف مع الشواذ جنسياً رغم إنه ليس بالمستوى الفني الضخم ، هو ليس كجبل بروكباك (تحفة عام 2005) بل حتى إن المقارنة بينهما مجحفة ومثيرة للسخرية بين فيلم هو أحد التحف الحقيقية لهذه المرحلة وأكثرها اكتمالاً تجسدت فيها إدارة مخرجه المبهرة على تجاوز موضوع فيلمه الحساس وإشكاليته ليجعله كأحد أفضل الأفلام التي ناقشت الحب المحرم والمعاناة التي يقدمها مهما كان طرفاه دون أن يظهر ملاطفة للشذوذ بينما فيلم ميلك الذي يتناول سيرة الناشط السياسي الشاذ في السبعينات هارفي ميلك فلم أعرف عن ماذا يتحدث أو ماذا يريد أن يقدمه سوى التخبط في المواضيع والقفزات السريعة بين الأحداث والبناء الهش للشخصيات ، فسانت حاول أن ينقل عمله إلى إطار أكبر من كونه سيرة ذاتية إلى كونه فيلم يوثق أحد أهم حوادث التغيير في أمريكا سعياً إلى ديمقراطية أكبر ولكن أي تغير كان سانت يريد أن يمجده فلو إن الفيلم كان عن النضال من أجل الحقوق المدنية للسود أو من أجل الاعتراف بحقوق المرأة لكان مقبولاًَ نظراً لأهمية القضية ولكن قضية الاعتراف بحقوق الشواذ ما زالت محل انتقاد الملايين حتى داخل أمريكا، والمثير للسخرية بالأمر إن تبرير منطق الشواذ لم يكن مفهوماً أو مقنعاً وفي نفس الوقت لم يعطي سانت لأعداء الشواذ في الفيلم الفرصة ليتكلموا ويتحدثوا عن وجهة نظرهم مما أفقد الفيلم الموضوعية والمثير للسخرية أكثر إن سانت في نهاية العمل يعرض مصير أبطال فيلمه فيرينا إن ميلك قتل و وحبيبه انتحر وأعوانه أحدهم توفي بالإيدز والثاني مصاب به فأي قضية يا سانت أردت تمجيدها وهي لم تمنح للمناضلين من أجلها حتى بعد انتصارهم الظاهر سوى التعاسة وتسببت بانتشار أحد أخطر الأمراض وأشدها فتكاً حالياً.